Aug 27, 2009

سنة تانية تدوين..تقرير ختــامــــي!!ه


دوماً لا أري الإنسان الا وقد ولد وساعة رملية معلقة فوق رأسه تتسرب حبات الرمل من أعلاها الي أسفلها بامتداد أيامه في الدنيا الي ان تسقط أخر حبة رمل ولكن مع الأسف لن يجد من يقلب له الساعة مجدداً!!!!ه


هذا هو البيان الختامي عن العام التدويني الثاني والذي يكتمل بأمر الله في شهر سبتمبر وقد اكتمل بالفعل بقدوم شهر رمضان الكريم ، ولا أخفيكم سراً عن أن السبب في صنع تقرير سنوي عن تدوينات كتبتها لهو مما أدري له أصلاً ، انا أؤكد - والله شاهد علي صدقي - أني لم أنقل هذا التقليد عن مدونة زرتها وان كنت أرجح أنه قد تسرب الي عقلي الباطن مما كانت تصنعه المجلات والصحف المحترمة نهاية كل عام

إحدي وعشرين تدوينة كانت الحصاد علي صفحة مدونتنا المتواضعة بدأت بتدوين ( بيتوتي ) حاولت أن يكون خفيفاً وموّصفاً أيضاً لفترة أظنها سوف تكون مثاراً للحكايات في يوم من الأيام وكان عنوان التدوينة ( فــي الشـــقـــة ...مونودراما)!!!ه


وحاولت طرح قضية تؤرقني عن مدي انتساب ما تقوم به جماعة السلفيين في حق الإخوة الأقباط ومعاملتهم لأخلاق الدين الإسلامي كرداء ثاني لنا وأخلاق الإنسانية في المقام الأول وذلك في تدوينة ( الببغاوات تردد لا ترد


وأخذت مشهداً صغيراً جداً مما قد نلاقيه - وأكثر منه - في يومنا ووضعته فقط تحت المجهر كقطاع عرضي في جسم المجتمع وذلك في تدوينة ( النصبة...لوحة من الواقع


وحاولت التأكيد علي أن السينما تستحق منا أن نحاول إتقان فن ( الفرجة)لكي لا تفوتنا خطوطاً كثيرة قد يحملها العمل السينمائي وكان خير مثل لمثل هذه الحالة هو رائعة ( الأسواني - وحيد حامد - مروان حامد ) فيلم ( عمارة يعقوبيان


وتلمست بعض الذكريات الجميلة والتي كان القطار هو القاسم المشترك الأرق لها وذلك في تدوينة ( في قطار الليل

وقصدت شرح الغرض من كل التدوينات التي سبق وكتبتها عن الأحزاب مطالباً بإزالة أصل الطامة ببعدنا عن ممارسة السياسة وذلك في تدوينة( عن عام مضي علينا

وصرخت بالضمائر التي استترت خلف صيحات التنديد والشجب ومصمصة الشفاة والبكاء خلف الجدران بينما النيران تكوي الأطفال في غزة وذلك في تدوينة ( خارج الزمان

وسجلت ما شهدته بعد أن أزاحت الرياح الساخنة التي هبت من غزة كل أوراق التوت التي بقيت تستر عورات مجتمعنا وحكامنا ومنظماتنا وضمائرنا وذلك في تدوينة ( العصف بورق التوت

وأكدت بشدة وفي تدوين كامل أنني لا أدون كل هذا بمعزل عن هذه المجتمعات بل إني واحد من أفرادها يتمني أن نتخلي عن بعض الأشياء التي لازمتنا وأغرقتنا وذلك في تدوينة( واحد منكم

ووثب الي ذهني أحد مشاهد الطفولة بكل ما كان فيها من عفوية وتلقائية نفتقدها الأن فلم أتأخر في وضعه علي المدونة عسي أن أرتد الي مثل هذه العفوية مرة أخري فكانت تدوينة ( ذات صباح دافئ

وانتويت البدء في التدوين عن وسط البلد كأهم مناطق القاهرة ومصر والعالم العربي قاطبة ومن زاوية أرجوها جديدة تهتم بالحجر الماثل والتاريخ من خلفه وكانت البداية في تدوينة ( شارع محمد علي

وإنتشيت بروح الربيع والوقت الذي أقضيه أحلم باللحظة التي تستنيم عيناي في أحضان اللون الأخضر ووصفت المحاولات المضنية التي أبذلها لكي لا يفيقني الواقع من أحلامي وذلك كان في تدوينة ( عن الربيع والطريق والعجل الخ الخ !!)ه

ومقتنعاً بأن التجربة تنال من مجد وشرف بقدر ما تنال من مراجعة مستمرة وموضوعية فقد رصدنا حالة جريدة ( الدستور ) كنموذج مثالي للإدارة التي تعتمد علي الفرد- النجم- وهي في نفس الوقت أخذت علي عاتقها محاربة أصول مثل تلك النظم بما يجعل المفارقة مضحكة ومبكية في أن واحد ، وكان هذا في تدوينة (عرض النجم الأوحد

وندبت الحظ العاثر الذي حملني علي الإنشغال بما حولي ومحاولة بحث تفاصيله بما أفقدني راحتي وتكرر معي السؤال الأبدي عن الرغبة في العودة لتغيير المصير وكل ذلك كان في تدوينة ( اللعنة

ووجدت الوقت قد صار مناسباً لتعريف الزائر الكريم ب( الحب والأمل والهوي)!!!ه


ورأيت أن أعرض فيلم ( دكان شحاتة) بأغلب عناصره لكي نحاول ان نضع تعريفا وحدوداً بين الفن السينمائي الروائي والأخر التسجيلي والفارق بين السيناريو والمنشور السياسي وذلك كان في تدوينة ( دكّان شحاتة...ماذا أقول

وسردت بعض الإنطباعات عن أسلوب معالجة مجتمعاتنا لحدث في حجم هزيمة يونيو ولفت النظر الي بعض العناصر التي تخص الإستفادة من درس الهزيمة بدلاً من النواح عليها وذلك في تدوينتين بعنوان ( خواطر يونيو

وكانت طاقتي علي عدم البوح قد انهارت فاذا بي أوصف روعة الرحيق الأنثوي الذي لا يلتفت اليه الكثيرون وذلك في تدوينة ( فوح الأنوثة

وحاولت أن أبين ان التغيير الذي نرجوه ينبغي أن ينبع منا أولا علي كافة الأصعدة ودون إستثناء فكان المثل هو مؤسسة بحّ صوتها للمطالبة بالتغيير وإن غاب عنها أنها قد تكلست وجمدت بالفعل وذلك في تدوينة ( في شارع مصدق


ولم أستطع أن أجعل العام يمر دون أن أتحدث عن عمر خيرت كموسيقي رائع أفلح في أن يأسر قلوبنا بأعماله الراقية والرقيقة ونجح فيما لم ينجح فيه أي من الموسيقيين الغربيين والشرقيين من قبله فاستحق أن ينال اللقب الشهير ( حصان طروادة


وأخيراً أود أن أوجه كل أيات العرفان والتقدير لكل من يقتطع من وقته لقراءة كلمات أكتبها وعزائي أني أحاول دوماً إختيار أفكاري وكلماتي بما تستوجبه الأمانة من حرص وعناية وأستأذن في إجازة الي ما بعد عيد الفطر المبارك تستريحون فيها مني!!ه


كل عام وأنتم بألف خير

Aug 16, 2009

حصـــان طــروادة




كون ان الموسيقار عمر خيرت صار مقرباً من قلوب الملايين أمر ينبغي التأمل فيه بروية خصوصاً اذا ما تعرفنا الي سلوكيات المصريين- والعرب عموماً - الذين لا يفضلون الإستماع الي الموسيقي البحتة في عمومها ويفضلون دوماً الإنصات الي صوت مغني يسرد حكايات او كلمات تعبر عن شئون لا يجيدون التعبير عنها او حتي يطرح تعبيرات وإفيهات جديدة في أغنيته قد تسليهم


ولكن عمر خيرت صار ( حصان طروادة ) والذي عن طريقه صارت هناك جماهير عربية تنتظر الأعمال الموسيقية وتبتاع تذاكر الحفلات بإقبال ودون ان تتوقع ان تستمع الي اي كلمات ولكن كمبدأ عام فإنهم متفقون علي ان موسيقي عمر خيرت قد لا مست شيئاً بداخلهم لا ملامح له ولا يستطيعون الحديث عنه ولكنهم يلامسون السحاب حين يستمعون اليها

وأود ان ادون - كمتابع لخيرت منذ الصغر - عن السر في جاذبية موسيقاه من وجهة نظري المتواضعة فأنا بعد طول تأمل أجد أن أسلوب

خيرت في التلحين راقي جداً وكثيراً ما تصدر منه جمل لحنية لا أتخيلها من أحد غيره ولكن في نفس الوقت فلابد ان نعترف انه ليس أفضل ( ملحن ) في مصر كما أن لديه مشكلة في التلحين مفادها انه يجد صعوبة في الإنتقال من جملة لحنية الي أخري وهذا يبدو واضحاً جداً في أعمال كثيرة مثل أوبريت ( العرافة والعطور الساحرة) و مقدمة مسلسل ( مسألة مبدأ ) والمقطوعة الشهيرة ( إفتتاحية مصرية ) والمحصلة النهائية قد تكون بعض جمل لحنية ملائكية ولكن الروابط بينها ضعيفة



وفي نفس الوقت فانني لا أستطيع ان انكر ان خيرت يكون في كامل لياقته الفنية والإبداعية مع شخصيات معينة مثل ( فاتن حمامة ) بموسيقي فيلم ليلة القبض علي فاطمة ومسلسلي ضمير أبلة حكمت ووجه القمر وكذلك ( فريد شوقي ) بموسيقي فيلم قضية عم أحمد ومسلسلي البخيل وأنا وصابر يا عم صابر وبالطبع ( عادل إمام ) بأفلام الإرهابي والنوم في العسل وخلي بالك من عقلك



وهناك طرح أخر أود أن أقوله وهو أن عبقرية عمر خيرت الموسيقية لا تكمن أبداً في مجرد ألحانه وإنما في التوزيع وكتابة ( النوتة الموسيقية ) للأوركسترا التي سوف تؤدي أعماله وهذا ليس بالعامل البسيط أبداً بل إني أراه

السبب الأساسي فيما وصل اليه عمر خيرت من انطباع لدي المستمع ، فخيرت لديه قدرة غريبة وموهبة فذة علي انتخاب الألات الموسيقية التي سوف تتحمل الرسالة التي يريد توصيلها للمتلقي وكثيراً ما كان التوزيع مثاراً لذهولي من قدرته علي تحميل الات متعارف عليها انها غليظة زاعقة - مثل الالات النحاسية - رسائل في منتهي الرقة والشفافية فتؤدي هذه المهمة علي أكمل وجه ولا أجد مثالاً أوضح من موسيقي أفتتاحية مصريةو مسلسل وجه القمر كنموذج ظاهر لمثل ما أتحدث عنه

لقاء هي مقطوعة موسيقية لا تتعدي الدقائق الثلاث وجدها مستمعو
البوم عمر خيرت ( رابسودية عربية ) بين مقطوعاته المتوالية ومن الممكن ان يسحرهم الأداء بداخلها الا ان معظمهم لم ينتبه لإبداع التوزيع لدي عمر خيرت


ان لقـــاء تبدأ بمظلة دفوف تستمر لثوان في إيقاع هادئ قبل ان يكون خلفية لصوت ألة العود وهي ترسل جملة لحنية شديدة الرقة ثم يصمت العود ليبدأ البيانو في إنشاد نفس الجملة اللحنية التي أنشدها العود ثم يعود العود والبيانو للإنشاد سوياً لنفس الجملة اللحنية قبل أن

تنضم كل ألات الأوركسترا لإنشاد نفس الجملة معهما


وإذا ما أخذنا في الإعتبار سلوك الموسيقيين في التعبير عن صوت البشري الرجل بالعود لأنه الأقرب وصوت المرأة بالبيانو علي رقتهما اذن فقد وضح سبب تسمية المقطوعة بهذا الإسم لــقــاء
فخيرت استطاع ان يعرض للقاء ملائكي بين طرفي الحياة وسلوك أحدهما في البوح بما يريده من حب وإحتواء ثم بوح الأخر بنفس الأشياء

ثم شهادة الكون كله علي اللحن الملائكي وهما ينشدانه سوياً وقد صارا ذاتاً واحدة


Aug 2, 2009

فــي شـــارع مصـــدّق!!ه

خلع منظاره الطبي وأخذ يدلك محجريه بما يمكن ان يدل علي الإرهاق وان كنت متيقن أنه أقرب للحرج وطلب مني أن أنتظره لعشر دقائق ريثما يتفرغ للحديث معي
نعم هذا هو مقر جريدة مستقلة - اسماً وناطقة باسم تيار سياسي - وان كان لا يحمل أي سمة من سمات الجريدة التي أعرفها أو توقعتها ، المكان أقرب لمكتب خاص لمقابلات رئيس التحرير - بصفتيه الصحفية والسياسية - ملحق به ما يشبه صالة التحرير وان كانت الأخيرة خاوية لا تشتمل علي روح التحرير الصحفي المتقافزة وتحولت الي مناضد لتناول الطعام وتبادل وجهات النظر السياسية المستهلكة والتي لا يتعدي عمر وجودها زمن تلفظها
جاء السيد مدير التحرير ، فهنأته علي الدكتوراه كبداية تبدد بعض التوتر فرد لي التهنئة بتحفظ ثم بدأ يستعرض ما حدث الأيام الماضية من وصول ( ورقة العمل) التي أعددتها اليه وأنه قرأها عدة مرات ، حينها قاطعه رسام كاريكاتير يسأل عن المطلوب من الرسامة ( نسرين بهاء) قبل ان تنصرف ، رد عليه مدير التحرير بعد لأي في التذكر ثم قال لي: تعالي في البلكونة أحسن
راقبت انتظام سير السيارات في شارع مصدق بالدقي من البلكونة ثم التفت اليه وهو يجلس أمامي ، بدأكلامه وهو يقول:ه
الحقيقة انا قريت الورقة ، ومش مجاملة لما أقول اني عمري ما توقعت الاقي التفكير الراقي ده عندنا في الحزب
قلت : ميرسي
قال : لا دي مش مجاملة ، معلومات صحيحة وأسلوب عرض مرتب وجذاب في نفس الوقت وده كله في إطار تفكير علمي دقيق ، شئ بديع فعلا
فليفرح غيري بمثل هذا الكلام خصوصا اذا ما جاء من هذا الذي يجلس أمامي والذي يعتبره نصف شباب الصحفيين أستاذهم ، إن تمهله في إختيار الكلمات ونظراته التي تتحاشي النظر اليّ وحتي قدمه المتوتره في حركة عصبية كل هذا يشي بأنه يؤدي مهمة ثقيلة جدا مفادها عدم مجاراتي فيما كتبت وأيضا عدم السماح لحدوث مشاكل
قلت : وإيه رأي حضرتك؟
قال : انا مقدرشي أخبي ان الجورنال فيه كل المشاكل اللي انت كتبتها واكتر ، أسلوب إدارة عقيم وطاقم تحرير غير كفء ، كل اللي موجودين قدامك دول لا يصلحوا أساسا للتحرير الصحفي ، وكتير قلت لأصحابها من وقت الـتأسيس انه يا جماعة لازم تحددوا ايه الهدف المطلوب من الجورنال ولكن النتيجة ان الجورنال عاني تحت إدارة رؤساء التحرير السابقين ونزل توزيعه ووقعه علي الناس ، وخد بالك انا دلوقتي عندي سلطات رئيس التحرير تقريبا!!ه
قلت : السلطات دي عند سيادتك من ست شهور ايه اللي اتغير؟
قال وهو يشيح بوجهه : لم يتغير شئ الظروف كانت أقوي مني والمنظومة فضلت ماشية زي ما هي ، لدرجة ان احنا رحنا للجماعة في المصري اليوم وحاولنا نعرف منهم سر النجاح واللي هم عملوه!!ه
قلت : وأسباب النجاح هناك والفشل هنا مش ماثلة قدام حضرتك؟!ه
قال : كنا بنحاول
قلت : ولما صادفك الفشل في كل ما قصدت تعمله ليه مش استقلت؟
قال : عادي انا ممكن امشي في اي لحظة مش شرط عندي اني اقعد
قلت : حضرتك تعرف وقع الفشل ده علي الناس في المعارضة وغيرها؟
قال : انا عاوز اقولك ان احنا اصحاب احسن سمعة في الوسط السياسي كله وسجلنا نضيف جدا!!ه
قلت : وهل السمعة النضيفة هي اللي هتدير مؤسسات وتشوف مصالح الناس؟!!!!ه
قال : طبيعة العصر اللي احنا فيه مش تسمح باكتر من كده!!ه
قلت : يبقي لازم أصحابها يعرفوا باللي فيها وان ما صلحوش يبقي يبعدوا عن الحزب ومش يتمسحوا فيه
قال : مفيش حد هيسمع لك فوفر علي نفسك
قالها وانتصب واقفا بقامته النحيلة متمنياً لي التوفيق وان يهنئني بالماجيستير عن قريب ومبدياً ترحيبه بأي طلب أطلبه منه في المستقبل
ـــــــــــــــــ
كيف علم بهذه الكلمة؟
ـــــــــــــــــ
مايو 2008