Jul 25, 2008

عم غنيم



اريد ان اقول انها اول مرة ارغب في التدوين فيها عن شئ ولا استطيع ان احدد ما هو ولا ما هي حدوده ولا ملامحه ، واذا قلت ان التدوينات السابقة كانت تحاول توصيف شئ ما بالفعل فانا متأكد ان هذا التدوين ليس الا محاولة عبثية للأبحار في الضباب دون امل في العثور علي شاطئ يحمل الاجابة


وعن علاقة هذا كله بالعنوان وصاحبه عم (غنيم) فالعلاقة وثيقة وعم (غنيم) يستحق مني هذه المساحة منذ زمن ولكن الحاجة اليها اشتدت هذا الاسبوع بالذات واصبح التأخر في كتابتها يعد ضرباً من الاهمال الجسيم

بم ابدأ؟


ان الامر محير فعلا وله اكثر من بداية


قد ابدأمثلا فأقول ان هذا الرجل الاصلع الستيني ابيض البشرة منوفي الاصل الذي قضي اكثر من اربعين عاما يعمل (فني معملي)في تاريخ طويل يمتد من كلية البنات عين شمس ومرورا بجامعة الملك سعود وانتهاءا بالكيان الذي يضمنا ،هذا هو عم (غنيم)ه


وليت الموضوع بهذه البساطة، ليت الموضوع ينتهي اذا ما ابصرت الرجل وهو يرتدي بدلته السفاري ويحمل دائما حقيبة ورقية في يده يتراوح ما بداخلها بين كيسين (فول) و (مسقعة)وخمسة ارغفة - يغري منظرهم علي الدوام بالسؤال عن مصدرهم -لزوم الافطار مع الموظفين-وهذا بالطبع طمعا في اصابة اي زيادة من اي مشترك- ومجموعة من الاوراق العلمية القديمة -طبعة الخمسينيات او الستينيات -والمنظار الطبي المكبرومجموعة كبيرة ومتنوعة وعجيبة من اقلام التظليل الملونة والرصاص والجاف الخ


اما اذا ما انتهي حفل الافطار - المدعوم دوما بفحول البصل والزيت الحار-فلابد ان الاوان قد ان لشرب الشاي ولابد ان اذكر ان عم (غنيم) قد تبرع بجلب سخان كهربائي (معتبر )وكل عدة الشاي - بما فيهم الشاي والسكر في الغالب-من بيته وهذا بالطبع ليس لميل فطري لعمل الخير-الله لايقدر!ه -ولكن الامر كله منافع تتراوح بين اخذ اي نقود من اي احد نظير عمل الشاي فان لم يتيسر فهي طريقة مبادرة وهجومية ولا تخيب في اتقاء الشر!!ه


بمجرد دخولك يبتدرك بأن الصباح صباح خير يا ( جميل) ، ثم يسأل ان كنت تريد شاي فاذا تحدثت عن تحضير ادوات او اجهزة كانت النصيحة فورية وقاطعة بأن عليك ان تلتقط انفاسك اولاً وتشرب الشاي ثم سوف يفعل كل ما تريده ،بالطبع يمتد هذا لساعة ونصف او ساعتين يكون اليوم خلالها قد ذهب الي حال سبيله ، وعلي هذا المنوال يسير الامر مع باقي البشر وسيصير الشاي وسيلة فالحة لكسر العين وترقيق القلب!!ه


عم (غنيم )ايضا له طريقة لا تخيب اذا ما اراد ان يأخذ شيئا من الادوات، سيبدأ اولا برفع درجة استعداد حواسه الخمس لرصد (الهدف) ثم ابعاده عن المتناول حتي تبدأ تنساه ، ثم سيبدأ في ابعاده عن العين اساساً بابعاده عن مناطق العمل والقائه باهمال مقصود في اي ركن بعيد ، ثم تأتي المرحلة الاخيرة والحاسمة بأخذ الهدف المرصود الي منطقة( الحوض) عالمه الخاص!!ه


ولن يسلم طبعا من ان يُِكلّف بتنظيف مكتب المدير، او ان يذهب لشراء سجائر او ان يذهب للاتيان بورق او الذهاب بورق في عز الحر ويضطر ان يذهب بنظره الضعيف والعرج الخفيف في رجله اليسري دون ادني اعتراض


كما ان عم (غنيم) له طريقة مُثلي في الهمة والنشاط ستراها فوراً اذا ما اتي زائر لأي منّا فساعتئذ سوف تري ال(فوطة)التي لم تراها عيناك منذ شهور يحوم بها حول الزائر ينظف من حوله ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله الي ان يتم المراد من رب العباد ويفطن الي الزائر وحيثيته ويفهم السبب من الزيارة ،ولكن ارجوك اذا ما انتهت الزيارة وانصرف الزائر ووجدت كل البشر من حولك قد علموا مَن الزائر وما الغرض من زيارته فلا تلتفت الي عم (غنيم )ابدا!!ه


وتلخيصاً للموضوع أجمل القول بأن الفلسفة المتحكمة في أفعال عم(غنيم)هي فلسفة اتقاء الشر وهي التي تمثل الحافز الاساسي لكافة افعاله


من الرضا بالمجئ مبكرا والعودة متأخرا عن كل موظفي الارض


والرضوخ للأمر بالمبيت في العمل حينما يستدعي الامر


والنقل الفوري لأي خبر او معلومة يحصل عليها لأي من الموظفين مؤكدا لكل واحد منهم انه قد اختصه فقط بالسبق الصحفي!!ه


والتكلفة الجارية علي المطعومات والمشروبات بلا انقطاع


وعدم استحقاق ولو يوم واحد اجازة


اما عما بدأت به التدوين من عدم استطاعتي لتوصيف الامر فلأن كل هذا يحصل لقاء مائة وخمسون جنيها لا غير هي حصيلة مرتبه شهريا!!هً


**********


اه نسيت ان اقول ان عم (غنيم ) قدعمل لسنوات طويلة في السعودية ويملك منزلاً كاملاً يدر عليه دخلا ًوفيراً شهرياً هذا غير قطعة ارض للبناء قريبة جداً من جسر السويس بمصر الجديدة!!ه


***********


تري هل يستطيع احد ان يدلني علي الشاطئ؟

Jul 12, 2008

حينما تكلف بواجب!ه




بالطبع انا قد كلفت ب(واجب)منذ ايام عديدة وان كنت اجلت تنفيذه في محاولة للأفاقة من الصدمة والتغلب علي هول المفاجأة!!ه

انا!ه

انا اعمل الواجب انا؟!ه

ولم كنت اكافح طيلة العشرين عاما الماضية اذا برز لي الان من يكلفني ب(الواجب)؟؟!!ه

عموما وبعيدا عن الذكريات المؤلمة التي اتخذتني بطلا شبه دائم لها فانا ارحب بأداء هذا الواجب اعمالا لحق التواصل بيني وبين اصدقائي المدونين (بس ميتعودوش علي كده!ه)ه


الواجب عبارة عن ثلاثة اسئلة سهلة خالص


السؤال الاول يختبر اذا ما كنت اعرف من كلفني بهذا الواجب ام لا؟!ه

!!!يا سلااااااام ، وهل لي ان لا اعرفه او انساه

انها بكل فخر دكتورة مهرة صاحبة مدونة الحرافيش وهي علي حداثة عهدي بها تستأثر بود كبير لديّ احرجني واجبرني علي عدم الاعتذار ، اما عن سبب ميلي الي الاعتذار - ان وجد- فهو متضمن في اجابة السؤال الثالث!ه

والسؤال الثاني خاص بقوانين الاجابة ، وهي عندي هنا في مدونتي الا تكون هناك قوانين!!ه


السؤال الثالث يطلب ان اذكر ستة أشياء لن يعرفها من يقابلني اول مرة


اممممممممم

انها حقا لمأساة لمن يقابلني اول مرة او من يعاشرني طويلا!ه

وانه لمن المؤسف ان لا ينجح الكثيرون في التعرف الي بواعث افكاري من اول مقابلة ولا اعرف ، هل هذا لان القوالب والمعايير عند الناس نفسها اختلفت او لانني انا الذي التحف بالغموض

عموما هناك للاجابة علي السؤال اشياء كثيرة

الشئ الاول

ان من يقابلني لاول مرة قد يأخذ انطباعا سريعا انني شخص معتد بنفسه او علي الاقل غيرأليف، ولن يدري انني من اكثر خلق الله محاولة للتواصل مع الناس والتعرف اليهم واحوالهم وافكارهم ، ولكن لا انكر انني قد ورثت بعض الخجل الذي قد يحد حركتي خصوصا في ارض اطئها لاول مرة

من جهة اخري استطيع ان احمّل من ظن بي هذا تبعة ظنه ولن يكون امامه لكي يصحح نظرته سوي ان يقابلني مرة اخري !!ه

الشئ الثاني

ان من يقابلني اول مرة لن يعرف يقينا انني لا احب الكلام عن نفسي بتاتا - الان تدركون حجم المأساة في مثل هذا الواجب!ه -واعتبرها كمن يفسرالماء بالماء ، وعلي الرغم من انني استطيع ان اشبه ما بداخلي بالبركان الثائر - دون مبالغة - فلن يستطيع احد ان يري منه الا ما اريد ،وغالبا لن يستطيع احد ان يجرني للكلام عن نفسي الا اذا ما كان عن تجربة مررت بها ويهمني ان اضعها تحت عينيه ،وعلي الرغم من هذا فلا قلق لديّ علي التواصل مع نصفي الاخر - ان وجد - فانا اعدها انها لن تجد من يوصّف افكاره وخواطره مثلما سأفعل

الشئ الثالث

ان من يقابلني اول مرة قد يلاحظ انني أميل للحركة الدائبة والمداومة بلا كلل علي ما انتويت والسعي الدائم لان اكون الافضل في اي مجال ارده وقد يلاحظ ان هذا كله قد يستند لرغبتي الدائمة في العمل علي محاور متعددة وربط المعلومات بعضها ببعض واستنتاج بعض الكامن ، ومع كل هذا فلن يعرف انني من اناس يعتقدون بان الارض واسعة جدا جدا وان الفرص لا تنتهي و الرزق لا يضل طريقه ابدا وانني مع كل ما لاحظه هذا الا انني ارفض ان تكون حياتي مرتبطة باخرين سواء كانوا اصدقاء او منافسين وأومن بأن كل فرد يجب ان تكون حياته لما يحب وان تكرّس لما فيه الانجاز بعيدا عن ان ابن فلان فعل كذا او ان ابنة علان وصلت لكذا ، اهدافي تنبع من داخلي ، من صلب ما اومن به ولن يتعدي الامر باي حال من الاحوال ان اري ذا موهبة فتعجبني موهبته فأقتبس منها وأضيف اليها من روحي لكن دون زيادة

الشئ الرابع

ان من تقابلني - بالتاء هذه المرة - لاول مرة قد ترتاح للاعتقاد بأنني شخص هادئ غير ذي فراغ عاطفي من اي نوع وان التوازن الذي ابديه ازاء ايا منهن ينم عن انني قد أسست بالفعل مشروعي العاطفي وبقي ان ارد كل الاشارات الانثوية بين وقت واخر بلطف ولباقة ولياقة ودون ان اجرح احدا ، ومع كل هذا فان ظنهن ليس في محله لأنني اعد نفسي من الاشخاص الذين تتحكم فيهم عاطفتهم ومن ذوي الحساسية الذين يلتقطون المشاعر وهي بعد في الهواء فيتفاعلون معها ، بل انني - واستكمالا لاركان المصيبة - دائما ما اعتقد ان لكلٍ نصيبه من الجمال لذا فانني في بعض الاحيان استطيع ان اري ما لم يراه الاخرون ، كل الموضوع انني لم اقابل بعد من تستفز العقل والقلب وكذلك لا اري في نفسي استعدادا لتأسيس اي علاقة ، وفي العموم هذه قصة اخري

الشئ الخامس

ان من يقابلني لاول مرة قد يصطدم ببعض التحفظ والهدوء ولن يعرف انه كان يستطيع اخراجي عن سلوكي هذا اذا ما اصطحب طفلا معه!ه
وانا لا استطيع ان اخفي ولا اريد ان اخفي انني احب الاطفال جدا ويكون الوقت الذي امضيه معهم كوقت مستقطع لتمالك الانفاس كي استطيع ان اواصل الحياة ،وودت لو اعطاني الله من القدرة ما يمكنني من انجب كل عام طفل كي لا تنقطع ضحكاتهم في ارجاء البيت

الشئ السادس

ان من يقابلني للمرة الاولي سيراني منعجناً -بقدر ما - بالحياة ، مهموماً بالمجتمع مشغولاً بالسياسة متابعاً للأدب مستمعاً للموسيقي - خصوصا عمر خيرت ومنذ كنت في الثامنة - منصتاً للناس ملامساً لمشاكلهم اهتم بالشعر والطرب واهتم اكثر بمجال دراستي وعملي -التقنية الحيوية - ودائما ما احرص علي متابعة الجديد فيها واستيعابه وتحويره لملائمة مشاكل هذا البلد ، وسيري ايضا ان حياتي مليئة بالبشر الذين يشاركونني افكاري واحلامي واعتقاداتي وحتي ارائي ،ودائما انا وسط الناس - وفي وسط البلد ايضا- في المقاهي والموالد والمحلات والشوارع وعلي خلاف الكثيرين فانني اري الكثير من نواحي مصر في الاسبوع الواحد ومع كل هذا فانه لن يعرف انه وان كان ما راه صحيحا في مجمله الا انه عجز ان يلاحظ انني مع كل هذا دائما ما يسكن عيني مشهد خميلة وارفة واسعة تظلل ربوة تشرف علي اراضي خضراء علي امتداد البصر وقد اعتلاها بناء متوسط مستطيل يضم رفات ابي واجدادي وقد يوافيني القدر ويجتمع الشمل معهم في مكانهم ، وفي هذا فانا لا اري اي مدعاة للاكتئاب والغم ولا احسبها تتنافي مع تمسكي بالحياة وتمسكي اكثر بدوري فيها

ان هو الا يقين باني بهذا انجز اكثر وافضل وان هذا فراش اخير ونهائي لابد ان اجتهد في اعداده

عذرا ان كنت اطلت عليكم والواجب الان سينتقل كاهداء لكل من يزور هذه الكلمات

Jul 5, 2008

ما يتبقي

د/عبد الوهاب المسيري


كل الي زوال

ولا يتبقي من ايّ منا الا كلمته..ه

موقفه..ه

اختياره

................

وهذا ما يتبقي