Apr 25, 2009

اللعــــــــــنة!!ه

ومن منا لم يتمني في بعض الأحيان لو يستطيع تغيير مصيره؟
كثيراً ما كنت أخرس نداءاً عنيفاً بداخلي يتعالي بين الحين والأخر يطالبني ان التفت الي ما لم أفعل ويحذرني مما أفعل!!ه
انت لا تلعب مع أصدقائك ، انت لم تعش مراهقة كاملة ، انت لا تصادق الا من هم اكبر منك ، انت تبتعد عن الناس والزحام ،انت تفكر في ما يفوق قدرتك وحتي سنك ، انت غير طبيعي !!ه
كان السبب الجاهز دوماً لمثل هذه الحالة من القمع هو أن الفرد يجب أن يختار وانا اخترت أن أعلم نفسي وأرقيها ولا شأن لي بما حولي وليكن ما يكون
طالت سلسلة القمع وامتدت ومعها اتسعت المسافة بيني وبين الناس ،وأفقت فاذا بي أقف في ضفة والناس من حولي في ضفة أخري ، لست وحيداً ولكن طغي عليّ الشعور بأني أحيا في مسلسل قدييييييم جداً من حلقة واحدة يقول أبطاله من حولي نفس الكلام ويقعون في نفس أخطاء البارحة ولا تتراكم الخبرات في شئ والشئ يُبني لكي يُهدم ثم يُهدم لكي يُبني ولا يدري أحد من يقف علي الضفة الخطأ!!ه
ولا أدعي ان لي من الطاقة ما يجعلني طيلة الوقت أتمسك بأني المصيب والناس كلها من حولي مخطئة - نعم هناك مساحة كبيرة جداً اقتطعتها من مشاعري لالتماس الأعذار والحياد الخ ولكن هناك من جهة أخري الصواب الذي وضح لكل ذي عين من مئات السنين ومع ذلك فالناس لا تريد أن تقربه وبالتالي فقد تلاشت القرائن التي تربط الكثرة بالصواب وصارت زمرة الذين يفكرون فيمن حولهم وفي أحوال وطنهم كأنهازمرة منبوذة ومجرد حفنة من المجذوبين ، صارت قدرتي علي القمع أقل وصارت النداءات تتفلت لتملأ الذهن بأسئلة لم تكن لتتجرأ ان تطرأ علي ذهني من الأصل
قبلاً كانت مشاعر ( ....) التي صارحتني بها هي مجرد مشاعر مضطربة وخلط بين الإعجاب والحب سوف يذهب مع الرياح ، ومشاعري نحو (....)لا تستحق الرعاية لأن صاحبتها أظهرت من النزق ما لا يجوز التغاضي عنه ، والصداقة بين(....)وبين (....)هي صورة واضحة للتمسح في النفوذ بما لا يجعلني أطيق الإقتراب من اي منهما ،الناس من حولي لا تفتأ الاستماع لقناة ( الناس ) وأخواتها ومع ذلك فما ان تضعهم الأقدار في موقف حتي يشرعوا في الفجر في الخصام والنميمة والدس كأسلحة مشرّعة ومشروعة!!ه ، الكثيرون يتحدثون عن الفوضي التي يعيشون عصرها الذهبي وهم لم يقولوا هذا الا من شكوي أنهم خلال أحداثها المجيدة لم تصبهم منها (نفحة )ولولا ذلك لما صدر عنهم صوتا ،أعرف أن ما نحن فيه كلنا عبارة عن مسرحية نمثل فيها كلنا أدوارنا فقط لكي يرتاح المخرج علي كرسيه راضيا ، متعبين غير متعبين راضين غير راضين حققنا أدميتنا أو نعامل مثل البهائم حتي لا يهم ، الكومبارس مثله بالملايين وسيولد بدلا من الهالك منه الملايين ، لكن لا يوجد سوي مخرج واحد فقط!!ه
إن حالي لا يبتعد كثيراً عن حال الذي رزق موهبة قراءة افكار البشر ، نتمناها كلنا لكن ننسي أنها ستطلعنا علي مناطق سنود كثيراً لو ظلت مجهولة ولن تستقيم الحياة بعدها أبداً
لم تعد البصيرة ونفاذ الرؤية مما أسعي اليه وأنميه بل صارت مثل اللعنة التي ترمي بصاحبها الي غياهب الجنون ، والحيرة صارت وسادة
دائمة
هل أصبت حين حاولت الفهم؟
وهل كان حريَ بي بعض الجهل؟

Apr 7, 2009

عرض النجم الأوحد !!ه


عرض النجم الأوحد او ( ون مان شو )هو بالطبع ليس احد انواع العطور المنتشرة فقط ولكنه أحد أشهر أنواع الادارة المتعارف عليها في وسط التنمية البشرية وادارة الكيانات بكافة أنواعها ، وأنصح محدودي الصبر واصحاب القراءة ( الحلمنتيشي ) بعدم الاقتراب لأن الموضوع يحتاج الي بعض الصبر
عرض النجم الأوحد هو حالة في الادارة يمكن التعرف عليها بمجرد النظر الي الكيان الواقع وطريقة تسيير الأمور فيه ، ويمكن تعريفه ببساطة الي ان الكيان محل النظر يعتمد ويرتكن علي سمعة واسم شخص واحد فقط - غالبا يقبع علي رأس هذا الكيان - استطاع هذا الشخص بطرق شريفة او غير شريفة ان يصنع لنفسه تاريخاً واسماً وثقلاً في مجاله بما سهل له ان يكون محل إختيار وثقة صاحب مال او مصلحة لكي يعطي هذا النجم الصلاحية في تأسيس وتصريف أمور الكيان الناشئ بدون منازع طالما انه يحقق لصاحب المال غرضه
في مثل هذه الحالات تجد بعض العلامات والقرائن الدالة علي تحقق الحالة
تنحي كل المحيطين بالنجم وقبولهم للخصم من مساحاتهم لصالح مساحته ، وهذا يكون علي معظم الأصعدة ان لم يكن أغلبها من الصعيد الاعلامي الي صعيد سلطة اتخاذ القرار وحتي الصعيد المادي
غياب الوضع المؤسسي للكيان لأنه يفرض ( سلطة معينة للمنصب المعين) بما لا يتوائم مع حالة النجم الأوحد الواجب مراعاتها
الإنفراد بالبت في كل الأمور وتقليل التفويض الي حده الأدني ولأناس معينين في حدود معينة والحجة الجاهزة دوماً هو ان الخطأ سوف يجعل العار يحيق باسم النجم الأوحد لا بمرؤسيه
غياب الإستقرار في الهيكل الإداري للكيان بسبب تنبه بعض العاملين لما يحدث ورفضهم التلاعب بهم او ان يكونوا مجرد فزاعات لا ينالون التقدير الواجب بقدر ما ينالهم من تعب
انفصال تفكير النجم الأوحد عن تفكير مرؤسيه وعدم التفاته لمطالبهم واقتراحاتهم بدعوي انه لا يستطيع ان يأخذ من هذا كله سوي ما (يراه هو) مناسباً للحالة فقط
القلق والتذمر المتناميان بين المرؤسين لإحساسهم ان امورهم لا تدار بالكفاءة المتوقعة مما لو كان الوضع المؤسسي قد تم إنشاؤه وتقويته ، وسوف تزداد هذه المشاعر بما لا يقاس اذا ما التفت المرؤسون الي أحوال زملائهم في المؤسسات الأخري
دوماً يستطيع النجم الأوحد أن يخلط الاوراق ببعضها ، فقد يسمي ظروف العمل الصعبة بأنها حالة عامة او عمل وطني او انساني ويتناسي غالباً ان الكيان هو الوطن الأصغر ينبغي ان يضم أولاً حتي يطالب

النجم الأوحد غالباً ما يكون قد مر بتجربة طويلة ولم يصل الي ما هو فيه بسهولة لذا فإنه يستهين بأي مما يشكو منه مرؤسوه ويسخر منه لأن تجربته ومعاناته فيما سبق تسكن خلده

سيطرة الضباب علي مستقبل الكيان وصعوبة توقع شكل الكيان إذا ما تم رفع صورة النجم منه وهذا يعني ان عدم تأسيس الوضع المؤسسي جعل وجود الكيان - وبالتالي من يعملون فيه - مرتبط بشكل مباشر بالنجم ووجوده ، كما ان الإدارة السارية لم تكن تصرف الأمور بشكل يسمح بتصعيد قيادات جديدة او تواصل الأجيال الخ


**********

لماذا اخترت هذا الموضوع الغريب نوعاً في مثل هذا الوقت بالذات؟
أقول لحضراتكم،ه
العدد الأسبوعي الماضي من جريدة الدستور المصرية - بتاريخ أول ابريل- حمل بداخله وقائع احتفال صحفيي الدستور بإتمامه عامه الرابع بسلامة الله وقد كان الاحتفال مقسماً لكلمات قارئي الجريدة في حبها ، والحفل الذي ضم رئيس التحرير مع كتّاب الجريدة ، وأخيراً الجلسة المطولة التي ضمت إبراهيم عيسي رئيس التحرير مع المحررين
ورغم أن جرأة ابراهيم عيسي وشجاعته لهو مما يستأثر بإعجابي وتقديري الشديدين بما لا يقاس الا ان هذا الاحتفال حمل اليّ والي القراء أشياء اعتبرتها غريبة كما أنني لم أكن أتمني أن تصدر علي صفحات هذه الجريدة في كل الأحوال
ففي جلسته مع الكتّاب لم يدخر عيسي جهداً في شرح أسلوب إصدار الجريدة والذي هو في حقيقته ليس عملاً وطنياً بقدر ما هو ( مشروع )قصد به عصام اسماعيل فهمي - رئيس مجلس الإدارة وصاحب الجريدة - الربح ليس الا!!ه
وقال عيسي ان الجريدة تعتمد في تصريف أمورها المالية بشكل رئيسي علي التوزيع!!ه
وفتح النار بما لا يليق علي الجرائد اليومية الأخري متهماً أشهرها بأنها ألعوبة في يد رجال الأعمال لتسيير مصالحهم وأنها تجد صدي لدي الناس لأن غالبية كتّابها أصحاب برامج علي الفضائيات بما يجعلهاركن في شبكة مصالح ، كما أن النار كادت تندلع من كلامه حين تحدث عن مؤامرة- ! - لتفريغ الدستور من محرريه وذلك بانتقال قسم كامل من أقسام الدستور الي المنافس!!ه( يقصد قسم الكاريكاتير )ه( اليس غريباً أن يقبل من صاحب الجريدة أن يبحث عن مصلحته وينكرهاعلي رسامي الكاريكاتير الذين وجدوا في الضفة المقابلة ما لم يروه في الدستور من استقرار )ه
بالطبع فذلك المنافس لا يحتاج الي تعريف لأنها جريدة يومية مستقلة سحبت البساط من تحت أرجل الجرائد القومية نفسها
أما في جلسته مع المحررين فقد ظهر كم الإحتقان في صفوف أسرة التحرير حينما أظهروا ضيقهم بأسلوب العمل وضرورة استبداله بالنظام المؤسسي - أنظر عاليه - وعدم موافاة المرتبات لإحتياجاتهم المادية ولو حتي لأدائهم عملهم ،وكان الموقف الطريف حين شكا أحد المصورين مما لاقاه في الجريدة من معاملة بعد ان ضرب وكسرت كاميرته ليرد عيسي أن نموذج محمود المليجي في انتظاره للنابلسي - فيلم يوم من عمري- ليس من فراغ لأن المليجي جلس مع مصطفي أمين لأسبوع كامل في مكتب الأخير لكي يتعرف علي ملامح الشخصية !!!(مصطفي أمين ليس مرجعية وهيكل الهادئ أسس جريدة من أهم عشرة صحف في العالم )ه
وفي نهاية حديثه أظهر عيسي أسفه لخروج شخصين - أحمد فكري وإيهاب عبد الحميد فيما أذكر - من بين كل الذين خرجوا لأن كلاً منهم كان يسد فراغاً هائلاً ما زال يعاني حتي الأن في محاولة سده!!!!!!ه
( أنظر عاليه)
ماذا تبقي؟
تبقي العنوان الساذج الذي وضع لكي يظهر مروءة عيسي فزاد الطين بلّة والذي كان مضمونه يتجانس مع قناعاتي في نصفه الأول بينما لاأدري كيف يصدر نصفه الثاني عن رئيس تحرير الدستور
العنوان يقول
إسرائيل هي العدو الأوحد للعرب واللي مش شايف كده يكتب في حتة تانية!!ه
( أنظر عاليه)