لا أخفيكم سراً أيها الأصدقاء ان هذه الأيام من كل عام تستطيع بذاتها - ودون حدوث اي أحداث سعيدة - ان تعلو بروحي لتسبح مع السحاب الهائم
لا أستطيع السيطرة علي أحلامي اذا ما تفلتت من عقلي ودارت في الأرجاء لمجرد من ان الهواء قد حمل عبق الزهور المتفتحة وشذي الثمار اليانعة وصار الكون كله يغدق علي بالعطر والمحبة
انه الربيع الذي لم أولد فيه ولكني لا أعتبر ان عاما قد مضي عليّ واني أستقبل عاماً جديداً سوي في أيامه
وقد كان الخميس الماضي فرصة طيبة لنيل ما تمنيته طوال الأسبوع بأن تستنيم عيناي في أحضان اللون الأخضر الساحر وأترك عبق الزهر يجلي ما احتمله الصدر من عادم ودخان
انه الربيع الذي لم أولد فيه ولكني لا أعتبر ان عاما قد مضي عليّ واني أستقبل عاماً جديداً سوي في أيامه
وقد كان الخميس الماضي فرصة طيبة لنيل ما تمنيته طوال الأسبوع بأن تستنيم عيناي في أحضان اللون الأخضر الساحر وأترك عبق الزهر يجلي ما احتمله الصدر من عادم ودخان
ذهبت لموقف الأقاليم بعبود متوكلاً علي الله وثقتي برجال الضفادع
البشرية ، أأ عفواً ،لأركب الميكروباص الي بلادي الأثيرة ، وبالطبع لم يفاجئني المنظر كثيراً ان لم أقل أني متوقعه !!ه ، انت تتحدث عن يوم الخميس يا محترم وهذا يعني ان كل السيارات تجاهد لحمل الطوفان البشري الذي يعمل في القاهرة ويريد ان يقضي إجازة أخر الأسبوع مع أسرته في البلاد الأثيرة!!ه
وبالطبع ولأن الطوفان يسري في إتجاه واحد فقط فقد خلا الموقف من السيارات - التي هي من المؤكد انها قد حطت في الجهة الأخري لا تجد ركاباً ولكن ما باليد شخليلة!!ه -الا من سيارة قد تدخل بين الحين والأخر فقط لتختبر عزيمتك وصدق ارادتك في العودة لبيتك ولو كان الثمن كسر ذراع او ( فتح قرن ) لقاء التزاحم حول السيارة الموعودة!!ه
وبالطبع ولأن الطوفان يسري في إتجاه واحد فقط فقد خلا الموقف من السيارات - التي هي من المؤكد انها قد حطت في الجهة الأخري لا تجد ركاباً ولكن ما باليد شخليلة!!ه -الا من سيارة قد تدخل بين الحين والأخر فقط لتختبر عزيمتك وصدق ارادتك في العودة لبيتك ولو كان الثمن كسر ذراع او ( فتح قرن ) لقاء التزاحم حول السيارة الموعودة!!ه
بالطبع ولأنني قد أصررت علي التمسك بروح الربيع - وهي تقرب
لروح اكتوبر من بعيد - فقد استمسكت بالابتسامة علي وجهي ممنياً نفسي بأنه في ظرف ساعة كحد أقصي ستكون عيناي تحتضنان اللون الأخضر الأثير ويملأ أنفي عبق الزهر!!ه
في بعض الأحيان كانت الابتسامة تتحول الي ضحكة ( ملعلعة ) اثناء مراقبتي لأحداث مسلسل الحركة الكوميدي الذي يجري أمامي ولكن الملل بدأ يتسرب اليّ لأن الحلقة معادة وتتكرر معي منذ ما يزيد علي السنوات الأربع ، لاحظت أيضا ان بني وطني - أقصد أهل بلادي الأثيرة - قد تحلّقوا حول سيارة قد توقفت بمحرك دائر وان كانت موصدة الأبواب ، سألت أقرب بني وطني اليّ ولكن (روح الربيع) الظاهر لم تكن قد بلغته بعد لأنه بصق أولاً - وهي كانت إجابة بليغة جداً عن سؤالي عن السائق ثم ضربني سيل جارف من السباب الذي خاض في سلوك أمهات المسئولين - مشيها المسؤلين عن الموقف !!ه - بأشياء غير طريفة مطلقاً قبل ان ينصحني بالبحث عن السائق لأنه وقد أوصد سيارته فانه يفكر جدياً الأن في قتله لتزجية الوقت!!ه
استمسكت ب(روح الربيع) ممنياً نفسي بأنه في ظرف ساعة الخ الخ! ويممت وجهي شطر المقهي القريب لأني قد عرفت السائق من سيارته وبالفعل لم يخب ظني فوجدته جالساً مستمسكاً هو الأخر فيما يبدو ب(روح الربيع) ومستغرقاً في شرب الشاي بكل حبور!!ه
تأملته بهدوء عن بعد مانحاً إياه حقه في امتلاك لحظات الحديث مع النفس ومفكراً في مدخل للحديث ، ومع أخر رشفة أقرأته السلام وصافحته ليعلم أنني من أهل البلاد الأثيرة ثم سألته عن ما اذا كان سيبيت ليلته هنا أم سيغادر لأن الركاب يتعجلونه فوجدته قد جلس بعدما كان متهيئاً للمغادرة وقال أنه لن يغادر الأن!!ه
دعوا أي شخص أخر يتعجب فأنا قد خبرت هذه الأعراض التي تظهر بين السائق والراكب خصوصاً في مثل هذه الأيام ، لذا فقد أبرزت كل ما لديّ من أثار (روح الربيع)( ! ) وتحدثت بلطف عن الناس المتعبة وأولادهم الذين ينتظرونهم الخ الخ الي أن بان الرضوخ علي وجهه وظهرت سنته الأمامية الوحيدة - سفلية - وهو يقول أن الأجرة عشرة جنيهات صحيحة !!ه
وصلنا للسيارة وتكأكأ الناس علي الباب بما جعلني أرسب في إختبار الإرادة ولكني فوجئت به يشدني للباب الأمامي وأن مقعدي سيكون بجانبه ، سلمت أمري لله وتشبثت أكثر ب(روح الربيع) ممنياً نفسي بأني بعد دقائق سوف تستنيم عيناي في أحضان اللون الأخضر و الخ الخ
خرجت السيارة من مخنق شبرا واستعددت لملامسة الأماني فطلبت من الجالس عن يميني أن يفتح النافذة واعددت عينيّ وأنفي وشحذت (روح الربيع) بداخلي وإذا بيد تهبط علي فخذي ( مرحبة فيما قصد!! ) والسائق يقول لي
في بعض الأحيان كانت الابتسامة تتحول الي ضحكة ( ملعلعة ) اثناء مراقبتي لأحداث مسلسل الحركة الكوميدي الذي يجري أمامي ولكن الملل بدأ يتسرب اليّ لأن الحلقة معادة وتتكرر معي منذ ما يزيد علي السنوات الأربع ، لاحظت أيضا ان بني وطني - أقصد أهل بلادي الأثيرة - قد تحلّقوا حول سيارة قد توقفت بمحرك دائر وان كانت موصدة الأبواب ، سألت أقرب بني وطني اليّ ولكن (روح الربيع) الظاهر لم تكن قد بلغته بعد لأنه بصق أولاً - وهي كانت إجابة بليغة جداً عن سؤالي عن السائق ثم ضربني سيل جارف من السباب الذي خاض في سلوك أمهات المسئولين - مشيها المسؤلين عن الموقف !!ه - بأشياء غير طريفة مطلقاً قبل ان ينصحني بالبحث عن السائق لأنه وقد أوصد سيارته فانه يفكر جدياً الأن في قتله لتزجية الوقت!!ه
استمسكت ب(روح الربيع) ممنياً نفسي بأنه في ظرف ساعة الخ الخ! ويممت وجهي شطر المقهي القريب لأني قد عرفت السائق من سيارته وبالفعل لم يخب ظني فوجدته جالساً مستمسكاً هو الأخر فيما يبدو ب(روح الربيع) ومستغرقاً في شرب الشاي بكل حبور!!ه
تأملته بهدوء عن بعد مانحاً إياه حقه في امتلاك لحظات الحديث مع النفس ومفكراً في مدخل للحديث ، ومع أخر رشفة أقرأته السلام وصافحته ليعلم أنني من أهل البلاد الأثيرة ثم سألته عن ما اذا كان سيبيت ليلته هنا أم سيغادر لأن الركاب يتعجلونه فوجدته قد جلس بعدما كان متهيئاً للمغادرة وقال أنه لن يغادر الأن!!ه
دعوا أي شخص أخر يتعجب فأنا قد خبرت هذه الأعراض التي تظهر بين السائق والراكب خصوصاً في مثل هذه الأيام ، لذا فقد أبرزت كل ما لديّ من أثار (روح الربيع)( ! ) وتحدثت بلطف عن الناس المتعبة وأولادهم الذين ينتظرونهم الخ الخ الي أن بان الرضوخ علي وجهه وظهرت سنته الأمامية الوحيدة - سفلية - وهو يقول أن الأجرة عشرة جنيهات صحيحة !!ه
وصلنا للسيارة وتكأكأ الناس علي الباب بما جعلني أرسب في إختبار الإرادة ولكني فوجئت به يشدني للباب الأمامي وأن مقعدي سيكون بجانبه ، سلمت أمري لله وتشبثت أكثر ب(روح الربيع) ممنياً نفسي بأني بعد دقائق سوف تستنيم عيناي في أحضان اللون الأخضر و الخ الخ
خرجت السيارة من مخنق شبرا واستعددت لملامسة الأماني فطلبت من الجالس عن يميني أن يفتح النافذة واعددت عينيّ وأنفي وشحذت (روح الربيع) بداخلي وإذا بيد تهبط علي فخذي ( مرحبة فيما قصد!! ) والسائق يقول لي
والله زمان يا باشمهندس
كان حرف السين الأخير قريناً بدفقة رذاذ محترمة وبالطبع تفهمت دوافعه خصوصاً وأن مرض السكر قد قضي علي معظم أسنانه وإن حرصت علي تفادي هذا في المستقبل فرددت عليه
مهندس ايه يا عم عزوز ، هو انا غريب عنك ولا ايه خليها فلان بس
يا سيدي الناس مقامات برضه
لا لا هذا كثير ، مرتين في رد واحد!!ه ، اضطررت الي مسح وجهي بحركة ظاهرة لكي يلتفت ( لكلامه )فاذا به يواصل الحديث
بقي انت بقي شايف ان الناس دي تعبانه وعاوزة تروح بيوتها
ايه مش باين عليهم ولا ايه؟!!ه
لا باين يا باشمهندس
لا باين يا باشمهندس
كانت هذه المرة مترعة بالخير فلم أملك الا الإرتداد بوجهي فجأة كمن صدمه شاكوش ومسحت وجهي مرة أخري وقد بدأت روح الربيع في التسرب وانا أقول له بشئ من الحدة
ياعم باشمهندس ايه انا اسمي فلاااااان
لم يلتفت لردي وهو يقول
طيب واحنا مفيش حد بيفكر فينا ليه؟
ليه الزبون ( رذاذ ! )مش بياخد باله ان فيه سواق ( رذاذ ! ) الا لما يكون هيروح في حته فيتزنقله ( شرحه! )الناس ( شرحه!!ه) اللي انت بتقول عليهم دول بيبقوا فين لما الكونستابل ( ما تقول الأمين وخلاص !) بيمسك الدفتر ويتسلي ( زهقت! ) علي العربيات الميكروباص (غرقت ) واحدة ورا التانية
الناس دي بقي كانت فين لما الترخيص والتأمين والضرايب اللي بندفعها كل سنة زادوا ضعفين وتلاته
والناس دي بقي فين ان شاء الله لما فردة الكاوتش بقت بتمنميت جنيه بعد ما كانت بتلتمية والبطاريات اللي بقت جافة تشتغل سنتين وتترمي وتشتري واحدة جديدة
كل واحد عاوز يركب وينجضع وخلاص وفاكر ان العربية ماشية بالمية ، ايه رأيك اني بايت في عبود من امبارح ولو طلت ما اروحشي مش هاروح ، الفلوس اللي قعدت عشر ايام أحوش فيهم لدروس الواد اللي في الثانوية اندفعوا عشان الرخصة متتسحبشي ، فكرك يعني الركاب اللي كانوا معايا ساعتها قالوا ايه؟
قلت وانا أجفف في وجهي
ايه؟!ه
قال
ولا حد فيهم فتح بقه بكلمة ولو حتي طبطبة بالكدب ، زي ما يكونوا مبسوطين من اللي بيعملوه فينا ، وتقوللي حرام ، حرام ايه يا باشمهندس
كانت دفعة الرذاذ الأخيرة قد حملت كل مشاعره الفياضة فلم أملك الا ان أخرج المنديل الأخير في العلبة وأزيح به أخر أثار المعركة وانا أختلس النظر في المرأة الي الركاب في الخلف ، وهم بين نائم ومثرثر وهائم
مال من عن يميني عليّ وهمس وهو يعطيني الأجرة
ما تتعبشي نفسك ، لسه شوية!!ه