تدوين سياسي غير معهود : توصيف حيادي للساحة السياسية المصرية
**************
خط (الغد )كحزب بلا ريب خط ممتد ومتصل بقوة بخط اخر يدعي (ايمن نور)واذا قيل عن اينشتين انه مثل عقل وبرزله جسم رجل فان (الغد )لم يكن اكثر من رجل وبرز له حزب!!ه
ايمن نور ناشط سياسي منذ شبابه الباكر وانضم الشاب المتحمس الي حزب الوفد في حياة فؤاد سراج الدين وقد كان نشاطه لافتا للأنظار ومقلبا للأحقاد كذلك خصوصا وقد انضم الي جريدة الوفد ووصل فيها الي منصب نائب رئيس التحرير وبمساندة من المخضرم سراج الدين وكثرت الاقاويل عن جموح الشاب ونسبته الي طموح بلا حدود لديه وانحبست الانفاس حين زادت المشاحنات بينه وبين د\نعمان جمعة والتي ادت الي خروج نور من الوفد الي حزب اخر -حزب مصر العربي الاشتراكي -وقبلها كان قد نجح في نيل مقعد البرلمان عن باب الشعرية عام 1995
بعد وفاة رئيس حزب مصر تنازع مع اعضاء قدامي في الحزب علي رئاسته في سلسلة من المنازعات امتدت الي ساحة القضاءوان فضل نور -علي الارجح -ان يؤسس لحزب ليبرالي جديد يستطيع تحمل المبادئ التي بدأ ينظر لها ومن اهمها( الطريق الثالث)كنظرية اقتصادية تتخذ لنفسها مميزات اليسار واليمين معا والتي اصبحت موضة الاقتصاديين في ذلك الوقت
بدأ الدكتور ايمن نور في عمل مشاوارات علي نطاق واسع في الساحات السياسية والاقتصادية والاكاديمية لحشد اكبر عدد ممكن من الشخصيات العامة كهيكل تنظيمي قوي لحزب الغد ونجح في اقناع الكثيرين من مثل د/ نادية مكرم عبيد وزيرة البيئة السابقة وقتها
وايضا شخصيات برلمانية مثل رجب هلال حميدة والكثير من الاكاديميين والمسئولين السابقين
وبمهارة يحسد عليها ومجهود وطاقة هائلين اخذ يحشد كافة عناصر النجاح اللازم لتأسيس الحزب وانطلاق اعماله علي أسس سليمة عصرية ودائما متجددة وفوارة بدماء الشباب الحارة حتي استطاع ان يحوز علي اعجاب الكثيرين من المثقفين والصحفيين والناشطين السياسيين وكان هذا طبيعيا اذا تخيلنا النهر الأسن الراكد للسياسة المصرية والذي استطاعت حركات ايمن نور ان تخلق به بعض تيارات الحمل الحيوية
ونجح ايمن نور في الاتفاق مع ابراهيم عيسي -والذي كان متوقفا عن العمل لايقاف صحيفته الدستور -ليتولي رئاسة تحرير جريدة الغد الوليدة
وبالطبع تقدم ايمن نور بأوراق حزبه الي لجنة الاحزاب لنيل حق التاسيس فرفضتها غير مرة ثم اذا بها في اكتوبر2004 تعلن موافقتها علي تأسيس حزب الغد بصورة استدعت الشك
ولم يخب الظن بالفعل ففي اواخر عام2004 تتصاعد وتيرة الاحداث باتهام ايمن نور بتزوير خمسة الاف توكيل او اكثر وادعاء انهم لمؤسسين لرفع شعبية الحزب واظهاره بمظهر قوي
ويتم رفع الحصانة عن نور والقبض عليه وايداعه السجن علي ذمة التحقيقات وتتصاعد الضغوط الامريكية صراحة مطالبة بالافراج الفوري عن ايمن نور في مشهد دعا الكثيرين للتساؤل عن سر هذا الضغط الامريكي الشديد علي نظام حليف من اجل شخص ما بل وتحديده بشخصه ايضا دون باقي المعتقلين!!ه
ويتواكب الافراج عن نور مع زفة تعديل المادة 76ثم الاستفتاء عليها ويعلن نور استعداده لخوض الانتخابات ويستنفر الحزب المحاصر جهوده للدعاية لمرشحه وترتيب اوراقه علي مائده اللعب دون جدوي فالمعركة كانت محسومة سلفا ونور اكثر من يعرف ومع ذلك خاضها علي الاقل ليضرب المثل في الايجابية وعدم ترك الساحة كما صرح هو ...وعلي امل حدوث معجزة ما كما توقعت انا ...وفاز نور بلقب الوصيف بأكثر من نصف مليون صوت متقدما علي دكتور/ نعمان جمعة
كان النظام يلاعب نور بمنتهي الخشونة والحرفية في ذات الوقت ودائما ما كان يدفعه للخانة التي كان يريده فيها واستطاع بعد اشهر من الحكم عليه بالسجن خمس سنوات ان ينسي الحكومة الامريكية مطالبتها بالافراج عنه
مشهد
عندما تم القبض علي نور كان موسي مصطفي موسي نائب رئيس الحزب في الامارات مسافرا في نفس اليوم ولدي علمه بخط سير القضية سافر الي لندن ثم فجأه عاد الي القاهرة بعد ايام قليلة وانتقل من المطار الي غرف الداخلية المغلقة ليخرج بعدها ويسير في طريق يرسم ملامح الصفقة التي جرت بينهم وبين الداخلية فيبعد ابراهيم عيسي من رئاسة تحرير جريدة الغد ويتم خروجه من القضية مثل الشعرة من العجين ثم اذا به ينازع نور علي الرئاسة وتقوم جبهته باصدار جريدة اخري باسم الغد ايضا لتصدر جريدتين بنفس الاسم وفي نفس الصباح احداها موالية لجبهة نور والاخري بالطبع لموسي وصحبه ومن ورائه
وحين حكم علي نور بالسجن واصل موسي نزاعه مع خليفة نور في رئاسة الحزب ايهاب الخولي واخذ يستصدر الاحكام بأحقيته في رئاسة الحزب والاستيلاء علي مقرات الحزب في القاهرة والمحافظات واهمها علي الاطلاق مكتب المحاماة الخاص بايمن نور والذي يتصدر ميدان طلعت حرب وذلك بدعوي انه المقر الرئيسي للحزب
مشهد
كان رجب هلال حميدة من النواب الذين فاوضهم نور للانضمام لحزبه وتمثيل هيئته البرلمانية واذا به عقب القبض علي نور مباشرة تنقلب مواقفه مائة وثمانين درجة ويزداد الشد والجذب بينه وبين نور ويزداد حكمة وادبا تحت قبه المجلس حتي تأتي انتخابات الرئاسة واذا بلافتات تأييد رجب حميدة لتولي الرئيس مبارك فترة جديدة تظلل شوارع الفلكي وباب اللوق(!!) في مشهد من مشاهد الكوميديا السوداء وفي حزب الغد وحين يسأل رجب حميدة عن ذلك يقسم اغلظ الايمان انها علقت دون معرفته !!وبالطبع لايخفي علي القارئ ان الثمن كان معروفا وها هو رجب حميدة يفوز بمقعد البرلمان عن دائرته عام2005!!وبالطبع يظهر في برنامج هنا او حديث هناك يهلل ويمجد ويقر بأن هذا البلد لايعمل فيه احد بضمير سوي شخص واحد اسمه (محمد حسني مبارك)!ه
وقد بان من هذا كله ان الحزب لم يكن اكثر من مجرد تقاطع شوارع يمر اعضاؤه عبره كل الي مصلحته وافترق الماره بمجرد ان بانت بعض الوعورة في الطرق وبالطبع لم تكن مبادئ معينة او ثوابت مقدسة هي ما جمعهم لكي يتم الاستماتة في الدفاع عنها ولمثل هذا لااستبعد ان يكون هذا هو السبب في الاستقالة المقتضبة للدكتورة/ ناديه مكرم عبيد
كان حزب الغد وعلي رأسه ايمن نور هو الوجه السياسي لموجة جديدة تطول العاصمة -وللاسف لم تطل الاقاليم -وانعقدت عليه امال اناس كثيرين كونوا مايشبه جدارا من الصورة المرئية -فريق قناتي دريم -والكلمه المقروءة-فريق المصري اليوم وصوت الامة والدستور فيما بعد-والمثقفين والناشطين السياسيين -مركز ابن خلدون -وبعض المهتمين بالعمل العام علاوة علي بعض اهل دائرته الذين لم ينسوا لنور اشياء جيدة سعي لتحقيقها لهم ...كل هؤلاء راهنوا علي فكر الشباب ونشاطه ورونقه في جو خانق بالكابة والركود والعشوائية وخرف الشيخوخة...وكل هؤلاء حوصرت امالهم ثم دمرت تماما بدخول نور السجن وانطفاء شعلة حزبه بغيابه
ومازال الكثيرين ايضا يرسمون علامات استفهام علي اشياء كثيرة تخص ايمن نور وحزب الغد
عن سر موافقة لجنه الاحزاب عن حزب الغد في الوقت الذي رفضت فيه حزبين لايقلان عنه مثل الكرامة والوسط
وعن سر اصرار نور علي مقابلة المسؤلين الامريكيين في زيارتهم لمصر فيما قيل عنه انه استحثاث للضوء الاخضر من واشنطن
وعن سر ضغط واشنطن -الفظ والعلني في بعض الاوقات -للافراج عن ايمن نور بشخصه
وعن اشياء واشياء كثيرة تقبع في مناطق( اثارة الجدل) التي كان ايمن نور يهوي السير فيها دائما