Mar 15, 2008

الحزب الوطني الديمقراطي


تدوين سياسي غير محايد ومتحيز لمصر
************
الحق انها مهمة شبه مستحيلة ان تحاول تصنيف الحزب الوطني الحاكم في مصر اذا ما كان يمينا او يسارا او وسطا،بل ان الصعوبة قد تمتد الي اذا ما كان هذا الكيان (حزبا )في حقيقته ام ماذا!!!ولكي نشرح اصل الحكاية باختصار يجب ان ننظر الي النشأة


الحكاية ترجع لتولي الرئيس السادات الحكم اواخر عام 1970الميمون حيث كانت للرئيس الجديد اجندة تختلف وسائلها واولوياتها عن اجندة سلفه تماما -وهنا ليس مجال حكم علي اي اجندة او قربها من الاحلام الوطنية-لكن ما نريد ان نقول ان اجندة الرئيس السادات كانت تطول كافة المناحي في مصر واهمها بالطبع( الشكل)العام للساحة السياسية في مصر وتوزع نقاط التأثير


وبالتالي فان السادات تأكد ان التنظيم الوحيد علي الساحة السياسية-الاتحاد الاشتراكي-لم يعد مناسبا للاستمرار بشكله واسمه وان كانت مهمته لابد ان تستمر لذا وتوافقا مع سياسات الانفتاح والرخاء القادم تقرر تأسيس ثلاث منابر سياسية داخل الاتحاد الاشتراكي نفسه احدهم لليمين والاخر لليساروالثالث للوسط(وعن اسباب هذا تفصيليا يرجي الرجوع لكتابات الراحل الحاضراحمد بهاء الدين)ه


كان هذا قبل نهاية السبعينيات بعامين،وتلاه حل الاتحاد الاشتراكي والقول بعودة الاحزاب وتم التأسيس لثلاثة احزاب بشكل اولي تحولا من المنابر الثلاثة سابقة الذكر والذي يهمنا فيها منبر الوسط الذي تحول الي حزب مصر باصرار من الرئيس السادات ان يتولي رئاسته وبالطبع كانت النتيجة المتوقعة فقد خرج معظم اعضاء الاتحاد الاشتراكي مباشرة الي حزب الرئيس ،بل انه حين تم تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي وأعلن الرئيس السادات انه سوف ينتقل الي رئاسة الحزب الوطني اذا بكل اعضاء حزب مصر يتركون حزبهم ويهرولون وراء الرئيس في حزبه الجديد وكان هذا المشهد ملخصا وتعبيرا عن طبيعة الحزب المتكون وطبيعة العلاقات داخله


واختصارا نحب ان نقول ان الحزب الوطني ليس حزبا بالمعني المفهوم فهو ليس كيانا تجمعت عناصره حول افكار معينة او ايديولوجية ما وعلي الرغم من كونه في السلطة الا انه لا يستغل هذا في تنشئة الكوادر او القيام بأي نشاط يماثل الاحزاب الطبيعية المتوفر لها الوسائل والامكانيات ولكن الحزب الوطني -في رأيي-يشكل الوجه السياسي الذي يجب ان يعمل من ورائه النظام للحفاظ علي الحكم في قبضته وبهذا فهم يهتمون دائما بالشكل الحزبي من امانات ،مؤتمرات،مقرات،او حتي انتخابات ولكن كل هذا لا يتعدي الجعجعة بلا طحن حقيقي او انجاز سياسي او تنظيمي ملموس
وبالطبع غني عن الذكر ان نقول او نحكي عن طبيعة العلاقات التي تتشكل وتنتظم بين الاعضاء واساطين الحزب الكبار فالامر لا يتعدي(البحث عن المصلحة)لكلا الطرفين ولو علي حساب الشعب وحياته ،والاعضاء الصغار يبحثون عن التصعيد والتساند علي الكبار مقابل بيع روحهم لهم في الانتخابات او داخل البرلمان اوفي المحليات


واحب ان اختتم كلامي بذكر حقيقة ان الحزب الوطني قد ورث كافة مقرات الاتحاد الاشتراكي في انحاء الجمهورية وهذا بعد ان ورث السلطة منه وهذا دعا بعض الناس ليعتقدوا ان( حزباواحدا هو الذي يحكمنا من سنة 1952حتي الان)وهي فكرة تعتبر جزئيا صحيحة ولكن الصحيح ان تنظيم السلطة هو من يحكمنا حتي الان مهما اختلفت مسمياته ،فاذا ما صلحت السلطة صلح معظم الحكم وان فسدت السلطة فسد الحكم كله ولا اكون مصيبا اذا ما قلت ان الكيان السياسي الذي عضد بناء السد العالي اوالقطاع العام او وقف وراء حكومة حققت معدل نمواكثر من ستة بالمائة بعد نكسة عسكرية واثناء اعادة بناء جيش ضخم يكون هو بعينه الكيان الذي يبارك سياسات البيع الشامل والكوارث المتلاحقة والاقتصاد الهش

4 comments:

Anonymous said...

هو التدوين كويس وان كان هادي قوي وما اظنش ان اللي احنا فيه يخلينا نتكلم بالهدوء و المنطق ده كله

تايه في وسط البلد said...

هالة العزيزة
فينك
بالنسبة للتدوين فأحب ان اقول انني اميل الي النظر العميق اذا ما كانت ثورة الاعصاب لن تأتي بنتيجة
كما اني اشجع هذا لانه يكشف ان الوضع الذي يتصوره الناس قد خلق هكذا ولا يرون فيه انه يتكون من عناصر وتفاصيل وعلاقات متشابكة ومكونة للشكل النهائي
وبالتالي فلفك الاشتباك باقل الخسائر في رأيي يلزم فحص دقيق للكيان الشيطاني المسمي بالحزب الوطني وتحديد المداخل المناسبة لهده

تايه في وسط البلد said...

اه فيه حاجة كمان
ايه اللي يحصل لو جه حاكم جديد وقال للناس مش ده الحزب الوطني اللي بتكرهوه خلاص هدناه
لكن بعد شوية هيخلي الحزب بتاعه في مكان الحزب الوطني
الحل في المعرفة

Anonymous said...

والله اخي العزيز انا معك في ان حزب الحاكم هو اكثر الأحزاب قدرة علي الظهور للمواطن سواء كان وطني او غيره وبالتالي سيكون كل اعضاء الحزب منفذين لفكر ويعملون تنفيذا لتوجيهات الحاكم صاحب الحزب وليس العكس كما هو في الدول المتقدمه حزبيا اذ يكون الحاكم منفذا لسياسة الحزب وبرنامج متكامل يشرف عليه اساتذه وجهابذة اعضاء الحزب ولكن في مصرنا الحبيبه فان كل الناس يسخرون لتنفيذ فكر واحد من الناس لاننا دولة افراد وليست مؤسسات

وبالنسبة لأسلوب المناقشة ليس المجال مجال شجار ولكنه مجال توضيح وبيان حقيقه وانا اعلم اخي انك لا تريد ان يقال ان فلان صاحب مدونة كذا ثورجي وبيشتم وبيتخانق ولكنك تهتم اساسا ببيان بعض الحقيقة او تقوم بمحاولة لجلاء الصورة فلا بديل عن هذا الأسلوب