ماركس
محيي الدين
محيي الدين
*************
الشيوعية مذهب فكري يقوم على المبدأ الاشتراكي وهي على النقيض من الرأسمالية. من أهم مؤيديها و انصارها العمال و الطبقات الفقيرة المعدومة ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الإقتصادي ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وإنجلز، وتجسدت في الثورة البلشفية{تعد الثورة البلشفية في روسيا القيصرية هي التطبيق العلمي لأفكار كارل ماركس ومساعده فريدريك انجلز وهي الفكر الشيوعي الذي بدأه ماركس وأسسه بكتابه الشهير "رأس المال"} التي ظهرت في روسيا سنة 1917م
و الإشتراكية العلمية هي نظام اجتماعي اقتصادي يقوم على ايديولوجيا تقول أن الجماهير العاملة من الشعوب هي التي يجب ان تمتلك وسائل الإنتاج و بالرغم من تغير مدلولات المصطلح مع الزمن فإنه يبقى يدل على تنظيم الطبقات العاملة و تبقى الأحزاب المرتبطة به تنادي بحقوق هذه الطبقات
ويمكننا ان نقول بثقة ان الوكيل الوحيد حاليا لهذين المذهبين في مصر هو حزب (التجمع)برئاسة الاستاذ خالد محيي الدين احد الضباط الاحرار وعضو مجلس قيادة الثورة
تأسس منبر التجمع برئاسة المذكور داخل الاتحاد الاشتراكي عام1976كممثل لليسار لذا ضم تحته ايضا الناصريين والقوميين الي ان تحولت المنابر الثلاثة الي احزاب وتحول منبر التجمع الي(حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي)ه
والحقيقة ان جذور الشيوعية في المجتمع المصري تسبق هذا التاريخ بحوالي اربعين سنة حينما كانت الفكرة ومنظريها الاوربيين -من مثل كارل ماركس وانجلز الالمانيان-قد فتنوا الكثير من الشباب وعلي وجه الخصوص من فئات العمال بل ومن ابناء الطبقة الارستقراطية - مثل الكاتب الصحفي الراحل محمد سيد احمد والذي وصف التهافت علي الشيوعية في شبابه كالتدين في الجيل الحالي -وبدأت تنشأ تنظيمات شيوعية علنية تساند اضرابات العمال ومظاهراتهم للحصول علي حقوقهم -في عصر ما قبل الثورة -وتنظيمات اخري علي شكل خلايا سرية تخطط لاستهداف مصالح اقتصادية او سياسية معينة
وحين قامت الثورة بان علي بعض ضباطها (التعاطف )مع الشيوعيين ولم يحاولوا هم ان يخفوا هذا ،ونالت الثورة تأييد الشيوعيين العارم وان بالطبع بعدها بدأ صبرهم ينفد وهذا كان طبيعيا لان قائد الثورة كان يري ان اقصي ما يأخذ به هو الاشتراكية مع تطويع بعض مفرداتها لتناسب الحالة المصرية ولكنه بالقطع لم يكن مستعدا ابدا لترك الفرصة لتأسيس حزب او تنظيم شيوعي يكون مرتكزا للدب السوفييتي - انذاك -فيستخدم المنطقة العربية لخدمة اغراضه
وبالفعل لم يتأخر الصدام كثيرا وفي اواخر الخمسينيات وطوال الستينات توالت قوائم الاعتقالات تجمع اغلب الشيوعيين في المعتقلات،وعلي الرغم من هذا كانت اصوات الشيوعيين تأتي من داخل المعتقلات بالرضا والتأييد الحقيقي لسياسات عبد الناصر!!(قاعة جمال عبد الناصر من اكبر القاعات داخل مقر حزب التجمع بوسط البلد)ه
وكما قلنا ان الحزب ابان اعلانه كان يضم جل اطياف اليسار وان فضل بعضهم الاستقلال باحزاب مثل (الحزب العربي الناصري)ه
يظهر في تنظيرات حزب التجمع ابراز الحرص علي الاختلاط بالطبقات العاملة ورعايتها ومساندتها في المطالبة بحقوقها والسيطرة علي وسائل الانتاج والمساواة والعدالة في التوزيع وان كان هذا بالضبط عكس كل مايفعله النظام الحاكم (المتغول )في مصر مما أدي الي حصار الحزب بشدة داخل مقراته وتجفيف موارده وضبط وجوده في المؤسسات التشريعية ،ولكن هذا الضغط فيما يبدو قد اجبر الاستاذ رفعت السعيد الامين العام للحزب علي ان (يجمد)مبادئ حزبه الي اجل غير مسمي،فنراه عنصرا اساسيا في جلسات حوار الاحزاب
والوحيد من امناء الاحزاب الكبار يملك جوازا للظهور في برامج التليفزيون المصري
وايضا هو الوحيد المسموح له بنشر كتاب علي الاقل كل عام في مشروع (مكتبة الاسرة)ه
والمشمول بالعطف (الملكي)والتعيين عضوا بمجلس الشوري
والذي اقنع الاستاذ خالد محيي الدين رئيس الحزب بالترشح في المهزلة المسماة بالنتخابات الرئاسية
والذي الي علي نفسه جهدا مضنيا بتسويد الاوراق العظيمة الكمية لمهاجمة جماعة الاخوان المسلمين
ومن يتابع الاستاذ رفعت السعيد ابدا لن يفتقد التسلية وعموما وباخلاص فانني اري الحزب جديرا بالاهتمام والمتابعة ، لكن في مرحلة ما بعد رفعت السعيد !ه