Aug 1, 2008

حـــركـــة كـــــفـــايـــة 1


تدوين سيــاسي غيــر معــهـود : تــوصــيــف حـيــادي للــســاحــة الـسيـاسـية المــصــريـــة

*************


في اعتقادي انه لن يستأثر حدث باهتمام المؤرخين للسياسة المصرية في هذه الفترة مثلما سينال تأسيس الحركة المصرية من اجل التغيير (كفاية)


فبالاضافة الي ظروف التأسيس ونوعيته الفريدة والجديدة تماما علي المجتمع السياسي في مصر فان الفترة التي سبقت التأسيس نفسها كانت الفترة التي اصيبت فيها السياسة المصرية (الرسمية والموازية)بأمراض عضال يأس الجميع من ان تشفي منها


ثلاثة وعشرون عاما كانت مدة هذه الفترة ، بدأت باغتيال الرئيس
السادات في جمع من رجال الدولة وكان واضحا للجميع ان مصر الان تجلس علي برميل من البارود لن يكون انفجاره بالشئ المحبب ابداً، ولذا فقد التفـّت اغلب طوائف الشعب حول الرئيس الجديد(حسني مبارك) درئاً للفتنة في المقام الاول ومحاولة للتوحد ضد الخطر الذي بانت رؤسه في حادث المنصة

عــلّقت جموع الشعب المصري امالها بالرئيس الجديد وأثرت ان تعطيه من الصلاحيات ما يمكنه من الحركة بحرية علي الصعيدين الداخلي والخارجي علي ان تؤجل اوقات المطالبة الي ما بعد ، ولكن لم يمض وقت كبير حتي دب القنوط في قلوب المصريين بما ظهر لهم من قدرته وألمعيته المحدودين ، وردود افعاله تجاه الحركة الدولية ،ثم وبعد وقت قصير يأسوا تماماً وانخفض سقف طموحاتهم الي ما اعلنه هو عن تقديم الاصلاح الاقتصادي علي اي مطلب وصارت الطموحات ليست تحرير الاراضي العربية المحتلة او درء الاخطار عن الامن القومي او تأسيس نظام محكم لتداول الحكم في مصر لكن الطموحات صارت الحصول علي مسكن ملائم او توصيل المياه النقية او الحصول علي شبكة صرف صحي (! )سليمة(لان رئيسهم سبق حين سأله احدهم عن مشروع قومي يلتف الناس حوله ان تعجب وقال: اليس الصرف الصحي مشروع قومي؟)ه


عمد الرئيس الجديد الي التعبير عن زهده في المناصب مؤكدا في خطابه الاول ان الكفن بدون جيوب ، ولم تمض سوي فترة قصيرة حتي اعلن انه لا ينتوي البقاء اكثر من مدتين رئاسيتين موضحا ان هذا يكفي جدا ، ولكن من الواضح ان هذه التصريحات كانت للاستهلاك المحلي او ان الظروف التي تحققت لم تعد تسمح بتنفيذ هذه الالتزامات ، وانا ارجعها لعلاقات ومصالح في الداخل وعلاقات ومصالح في الخارج لن يصلح ان يرعاها سوي صاحبها او احدا من دمه!!ه


كانت الرؤية غائمة علي اعين المصريين خلال اجتياح لبنان ومجازر صابرا وشاتيلا والحرب بين العراق وايران والانتفاضة الفلسطينية واختلطت الصور حتي في حرب الخليج الثانية ضد العراق ، لكن حين بان ان الحرب تجاوزت الغرض منها وهو رد العدوان عن الكويت الي محاولة تركيع العراق ومقايضة حياته بثروته النفطية ، وكل هذا مشفوع بمباركة بعض الحكام وصمت وحذر البعض الاخر هنا ظهرت الاولويات الحقيقية للنظام في مصر وبدأت تظهر بعض الاصوات المعارضة للمسلك السياسي المصري في الخارج وفي الداخل ايضا


بيد ان كل هذه الاصوات المعارضة كانت في بعض الاحيان تصاب بالقنوط من دبيب الروح في جموع الشعب ، وفي بعض الاحيان كانت الاصوات يتم اسكاتها بالاحتواء تارة وبالجبر تارة وفي مجملها لم تكن سوي صيحات منفردة متفرقة لا تستطيع حتي الوصول الي اذان الناس
وتتوالي الاعوام والاحداث علي مصر ، حكومات تأتي وحكومات تذهب ولا تغيير في الحال الا للأسوأ دائما ويظل الغيظ مكظوما في الصدور مع بعض التنفيس مرة هنا او هناك - وفي الغالب فلا تكون الاحزاب المصرية هي المسئولة عنها بأي حال من الاحوال بعدما فقدت اتصالها بالجماهير -الي ان كان العام 2003وبدأت القطع العسكرية الامريكية في الاحتشاد في الخليج (العربي سابقا )مارة خلال قناة السويس علي مرأي من المصريين بما كان سببا لتنامي الغضب في صدورهم تجاه الامريكيين وذيولهم ولم تمض ايام الا والضربات قد بدأت تنهال علي رؤس المدنيين في العراق لتخرج جماعات الرفض في مصر الي ميدان التحرير للتعبير عن ادانتهم للاحتلال واستنكار موقف الحكومات العربية، وكالعادة فُضت المظاهرة بكثير من العنف
وفي عام 2004جري التعديل الوزاري ولكن مع الاحتفاظ بوجوه محددة تم اعتبارهم الفريق الاساسي لمبارك الاب في حين ان اغلبية الحكومة جائت متوافقة مع اختيارات الابن (جمال )والذي بدأ صعود نجمه السياسي (صناعيا ) في اثارة قلق العديدين ، وفي ااحد ايام نفس العام اجتمع ستة من حكماء السياسة المصرية واتفقوا علي ان مجاهدة اي محاولة للهيمنة والسيطرة من قبل القوي الكبري لابد ان تبدأ بأن تبرأ مصر من نظام حكم تابع علي احسن الظروف ، وخلال الجلسة تم وضع تصور لانشاء حركة جماهيرية لا تشترط في الانضمام اليها سوي التمسك بمبدأين: لا للتمديد ولا للتوريث
بالفعل بدأت الدعوة الي الحركة في خريف 2004وحازت الحركة نجاحا كبيرا في الدعوة اليها لانها كانت تعبر عما يجيش في صدور الكثيرين كما انها توقفت عن اتخاذ رؤساء الوزراء (فتيش )ونسبت الانحدار الي النظام الحاكم وسياساته التي لا تبالي الا الي امنه هو علي حساب حياة الشعب وكرامته
انتزعت الحركة حق التظاهر السلمي ضد النظام صراحة فكانت المظاهرة الاولي في ديسمبر 2004امام دار القضاء العالي ثم توالت المظاهرات بعدها في مختلف الاماكن والمحافظات
اعلنت الحركة منذ البداية انها ليست في نفسها بديلا عن نظام الحكم ولكن تقصد الي فتح طريق للمجتمع المدني لكي ينهض بمهامه واحتياجاته لذا فلم تكن تحتاج الي كتابة برنامج عمل او ما شابه
عضوية (كفاية)لا تحتاج الي التوقيع بالموافقة علي بيان الحركة وهذا ما فعله الكثيرين بأشخاصهم لا بهيئتهم ومناصبهم منهم علي سبيل المثل لا الحصر: ايمن نور ويوسف شاهين واسامة انور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن وامين اسكندر ومجدي احمد حسين وعبد الحليم قنديل وهاني عنان ومحمد الاشقر وكريمة الحفناوي واحمد بهاء الدين شعبان ومحمد السيد سعيد ومحمد السعيد ادريس وغيرهم الكثير

تولي مهمة المنسق العام لاول مرة السيد جورج اسحق ثم اعلن تنحيه ليتولي من بعده الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله ، وجدير بالذكر ان الحركة لم تلاقي نجاحا في الحصول علي اغلب مطالبها في الوقت المحدد الا انه لابد ان ننتبه الي ان الحركة قد صارت مصدر الهام لكل الحالمين بالتغيير والحكم بالديمقراطية فنشأت ما يمكن ان نطلق عليه تفريعات متصلة منفصلة عن الحركة من مثل (عمال من اجل التغيير )و(طلاب من اجل التغيير )و(فنانين من اجل التغيير)وغيرها الكثير

9 comments:

mohra said...

اسجل اعجابى بتدوينك السياسى " الحيادى" لكنك لم تتكلم عن وضع الحركه الحالى و قله نشاطها...ترى اهناك جزء ثانى؟؟


وعدت بان تذكر جزء اخفيته عند حديثك عن عم غنيم و اخلفت وعدك :)
تحياتى

تايه في وسط البلد said...

بخصوص التدوين السابق:ه
اسف يا دكتورة جل من لا يسهو
تم الان رفع الجزء الاخير

تايه في وسط البلد said...

مهرة
يا ستي تكرم عينك دي حاجة بسيطة
اما بقي عن القوسين حول كلمة الحيادي فهي ملاحظة ذكية منك ولكن اري ان ليس منهم فائدة..لماذا؟

فلنأتي بأحدهم - غير مصري - ولنسأله عن رأيه في رئيس يتولي سبعة وعشرين عاما الحكم في دولة مثل مصر

اظن انه بناءا علي رأيه وكذلك اسلوب السرد للحقائق فقط في التدوين يظهر انني كنت رفيقا رقيقا في تدويني

وطبعا لازم يكون فيه جزء تاني نجتهد فيه لتوصيف الوضع الحالي للحركة واسبابه زي ما شرحنا اسباب قوة الاخوان عن بقيةالفصائل في تدوين اسبق

وهيكون برضه حيادي!!ه

تحياتي

mohra said...

لا اعترض اطلاقا على هذه " الحياديه" و فى انتظار الجزء الثانى

HANY YASSIN said...

السلام عليكم
احييك على تحليلك
بالفعل نحن نترقب فقط ولا نفعل شيء كدولة وكشعب
حركة كفاية لم تقدم شيء الا التنفيس عنما بالداخل لكن ماذا بعد
اسجل عدم احترامي لاسماء
يوسف شاهين
عبد الحليم قنديل
كريمة الحفناوي
معذرة لا يستحقون ان تذكر اسمائهم في هذا النص المحترم
حياك الله
هاني يس

Anonymous said...

ازيك يا عمنا حلوة الخلفيه التاريخية اللي انت جبتها دي عن تاريخ الكبت لدي المصريين الشعب الغلبان اللي ينضحك عليه بكلمتين بس انت مش معايا ان احنا شعب صبور اوي يعني بعد 27 سنه ظلم واستبداد وطغيان يكون رد فعلنا بالمستوي ده ان مش هاكمل اي كلام الا بعد ما اشوف الجزء التاني ويا ريت تسمع كلامي وتعمل التدوينه اللي قلتلك عليها صدقني انا شايف ان هي مهمة بعد اللي انت قلته ده كله

Anonymous said...

السلام عليكم

اولا رائع ذلك التوصيف السياسى الحيادى

والذى احب متابعة دوما فهو ناتج عن

عقلية تأكدت بنفسى من ذكاءها ومعرفتها

تحياتى

Unknown said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اولا انا لى عتاب عليك يعنى انا اجى لحد وسط البلد وانت ما تكون موجود ؟؟
يعنى ولا شاى ولا نسكافية ولا حتى سندويتش فول ( ضيافة يعنى ) 0
ثانيا وصفك السياسى الحيادى جميل جداا
ان حركة كفاية ضمنت تاييد الكثيرين نتيجة اتجاة معين وهو لا للتوريث
بس وصفك وشرحك بجد حلو اوى

تايه في وسط البلد said...

هاني ياسين
يا الف اهلا وسهلا
اظن ان الحركة لم تنضم للصف وأخذت علي نفسها ما لا تستطيع ادراكه
لكنهم تشجعوا وتجمعوا وتظاهروا ضد الرئيس مباشرة
فتحوا الباب امام الملايين كي يلجوا
فماذا يفعل الملايين؟

اظن اننا نحتاج ان تذكر سبب عدم احترامك لمن ذكرت فقد نشاركك اعتقادك او نصحح وجهة نظرنا او تغير انت وجهة نظرك
في النهاية سنكون كلنا مستفيدين

انت نورتني

احمد
انت جيت يا رمضان؟؟!!ه
يا باشا انت بتطلب مني ما هو فوق طاقتي وان كان هناك تطورات هاقولك عليها
في انتظارك

عرفة
فينك يا راجل
انت ذوقك عالي قوي وانا لا استطيع الرد علي كلامك واتمني لو تستفيد ولو بكلمة مما كتبت ..فهذا يكفيني
دمت بالف خير


نهر الحب
ااه لا انا كده بقي زعلان بجد

يعني بتيجي الاول وبعدين تقولي انك جيتي!!ه

عموما الواجب محفوظ

بس ايه رأيك في وسط البلد؟