Apr 8, 2010

خواطر علي مقعد مائل


جابت عيناه صفحة البحر امامه ، تمايل المقعد بعض الشئ وإن توطدت قوائمه في رمال الشاطئ من تحته وحين اراد تقويم وضعه لم يقدر فرضي واستوي ، طلب فنجانا من القهوة وتوصية ( الحرس ) بشحذ حواسهم
لا شئ افضل لديه - لو يعلمون - من ترك الدنيا كلها خلف ظهره والتنعم بالنظر لهذه الصفحة الزرقاء الصافية ولكن منذ متي والمرء يؤتي كل ما يتمناه؟!!ه
قديما كان يعتقد ان المرء قد يؤتي فعلا كل ما يتمناه ، وفي عام ما اعتبر نفسه الدليل الحي علي هذا ولكن الان وبعد كل هذه الأعوام أدرك جيداً انه كان دليلاً علي الوهم ، فكل ما فيه الأن حلم به الكثيرون ويحلم به الان الكثيرون وسيظل يحلم به الكثيرون ولكنه وغيره لم يتوقفوا ليسألوا انفسهم مرة : ما الذي اريده حقا؟!!ه
السلطة ، المال ، النفوذ ، الشهرة ، كلها مفردات لأشياء براقة والكل يطمح فيها ولكن بان انها في ذاتها لم تكن هدفا والا فليقولوا لم يجمعون نقوداً بالمليارات يعرفون جيداً انهم لن يعيشوا لينفقوها؟!!ه
اليوم بان ان كل ما فات كان سعياً خلف الحرية!!ه
واليوم بان انه ومن معه ابعد ما يكون عن الحرية!!ه
عاش ومن معه يكدون فقط في الحفاظ علي المقود في أيديهم وذلك طلباً للحرية ، لئلا يقهرهم احد ولتنفذ كلمتهم في راحة الناس ثم في حياتهم وأخيراً في موتهم
ومثل الطفيل امتص كل حيوية الناس وانتزع حريتهم لكي ينفذ كلمته ويحمي حريته
ومع ذلك لم ينتبه ومن معه الي انهم يدلفون طريقا ذا اتجاه واحد ، العودة منه مستحيلة والنفوذ فيه علي رقاب العباد يتزايد بينما ينكمش النفوذ علي النفس والمصير حتي كاد يختفي
يا للعجب ، الطريق للحرية حمله للرق والأغلال!!ه
ولا أحد يدري ، الكل يطلب منه ويطالب ، انت المسئول ، انقذنا ، افلا يعقل هؤلاء انه لا يملك لنفسه شيئاً بعد ما صار مغلولاً عاجزاً!!!ه
انزاح ، استقل ، استخلف
تواتيه بسمه حزينة وهو يرقب احد النوارس يتيه علواً وانخفاضاً
في أحسن الظروف وأفضل التوقعات فإنه سوف يتحول الي مسن منزوي حبيس لا يطيق أحد النظر في وجهه ، أما التوقعات الأخري ، لا لا ، لا يريد التفكير فيها أصلاً
يقول للأيام ان تمضي ، وقع من الزمن موقعاً فريداً لا يريده ان يتعجل فيفضي به الي مصيره الأبدي ، ولا يريده ان يتمهل فيتركه نهباً لهؤلاء الموتورين
أقسي ما عليه الأن هو إضطراره للصمت أمام إتهاماتهم ولعناتهم ، ولو كان له ان يتكلم لقال لهم : لا تلوموني ولوموا انفسكم
***************
وجائت القهوة

21 comments:

r said...

يا سلام أول تعليق
بدايه المشهد رايق جدا يعنى نقول متشابه مع البحر فى ايام صفائه
وتحت الهدوء العاصفه التى مش هقول تدور وتتكون
لا بتغلى والتفكير مجرد التفكير الذى يريد ازاحته عن فكره-اوهام طبعا-
نقول انها بخار الماء السابق للبركان

لو كنت قريت مائه عام من العزله افتكرتها هنا جدا
خاصه فى الاصل-كما اعتقد حماس الحريه والمحاربه من اجلها
كواحد من اهم القائدين ليها كمان
وبعدين زى كل بعدين
يستلم السلطه وينسى
هى الكلمه المناسبه ينسى كل شئ حارب من اجله
ويفتكر بس الكرسى والسلطه

ولما بيفتكر بيكون فى اخر العمر
واللى حصل حصل

السؤال اللى نفسى اعرفله اجابه
الوقت الفاصل بين النسيان والتذكر
بيكون الضمير والاخلاق والحريه والكلام دا فين بالضبط؟

يعنى اتلمت واتخزنت فين فيه؟

اخيرا هو سبحان الله عمى القلب لا غير
وبصر القلب دا - نور من عند ربنا -
لا يعطيها لاى حد

--------------------
الخاطره جميله على المقعد المائل
بس قلبت عليا الفوضى تانى
فى انتظار اشراقه صيفيه
على باخره ومتحركه
وكفايه قعاد
قعدنا كتير اوى

دمت طيب

r said...

ملحوظه تايه
ابقى زور المدونه دى
اعتقد هتعجبك

http://www.syriangavroche.com/

احمد said...

طبعا يا عمي مش هاتكلم عن الاسلوب عشان انت عارف رايي والوصف هايل طبعا والتعبيرات مؤثرة ولعل هؤلاء الذين عنيتهم يتعذبون في سجن من الحرية اما نحن ومن مثلنا فننعم في حرية السجن
اشكرك علي هذه اللحظة الجميلة رائعه كالعادة

Unknown said...

القصة كويسة
وصف المشهد كويس جدا جدا
بس في حاجة
القصة مساحتها كبيرة اوي
يعني كان في مكان للمزيد من التفاصيل
خصوصا في حاجة فيها مساحة للحركة زي العقل و الذكرى
:)
تحية خالصة

عمرو (مواطن مصرى)0 said...

مولانا العم / تايه

يصعب على أن أتعامل مع المكتوب كقصة فيها من المغزى والعبر أكثر ما فيها من الإسقاط... وفى كل حال
أحب فقط أن أقول لك أنه لا توجد نوارس فى شرم الشيخ ;)
ولكن هناك الحراس...وهاهو يسرب خبر مجيئه العاصمة بتلميحات عن تغييرات جماهيرية واسعة..
تحياتى ومودتى

فكرة من الزمن ده said...

لا تلوموني ولومو انفسكم اعتقد ده صوت الشيطان
جميل اجواء المشهد


اعجبت جدا ببوست المراة في القاهرة وكل الصور اللي فيه
تحففة تحفة
تحياتي

mohra said...

وصلنى نفس الاسقاط الذى وصل لعمرو مواطن مصرى...لا احسبه يوما بحث عن الحريه و لكنى اتفق معك تماما لا تلومونى و لوموا انفسكم

على فكره ذكرتنى كثيرا باحلام فتره النقاهه لنجيب محفوظ
لعل هناك احلام نقاهه اخرى بالفعل تدور فى عقل الشيخ الكبير

Kiara said...

ذات مغزى

وكلام بين السطور

جميله اوي عجبتني جدااااا

تايه في وسط البلد said...

بسنت

يا الف مرحبا
ما تسألين عنه هو الأخر يندرج تحت نفس السؤال : ماذا اريد حقا؟

حين اتوهم اني اريد مالا او نفوذا..ثم يظهر اني ما اردتهم الا لاحمي ارادتي من الانكسار امام اي احد..ثم يظهر اخيرا اني حميت ارادتي من الانكسار امام كل الناس عدا نفسي ولم اعد اتحكم في مصيري!!!!!ه

وحين انتوي الاسترخاء امام البحر تاركا الدنيا من خلفي حتي اموت..لن استطيع!!ه

عموما اتمني ما تتمنين وان كنت ازيد بأن تكون خواطر (سابق)!!!ه

ميرسي علي الرابط ودمتي بخير


احمد بك
لا شكر علي واجب وبالفعل نحن اول من نصنع السجون لأنفسنا

تايه في وسط البلد said...

شيماء علي

اه يا استاذة..طبعا القصة تحتمل اكثر من هذا..ولكن لا تعتبريها قصة..انه مشهد جري توصيفه ولا يرقي لكونه قصة..احنا لسه علي قدنا!!ه

دمتي بالف خير

عمرو

استاذنا..كيفك
ايه ده بجد؟!!ه

حتي النوارس اكلوها!!!ه

عموما الموضوع ليس قصة ..انه مشهد حتمي الحدوث

واخيرا لا املك الا المثل الذي يقول

انهم يقولون ..ماذا يقولون..دعهم يقولون

دمت بالف خير

تايه في وسط البلد said...

فكرة

خطوة عزيزة يا استاذة

يا فندم احنا نوصل الصور لحد البيت..اصل جمع الصور دي هواية يعني

دمتي بخير


مهرة

نفس الاسقاط جايز جدا..وان كان النص يقول

"اليوم بان ان كل ما فات كان سعياً خلف الحرية!!هواليوم بان انه ومن معه ابعد ما يكون عن الحرية!!ه عاش ومن معه يكدون فقط في الحفاظ علي المقود في أيديهم وذلك طلباً للحرية ، لئلا يقهرهم احد ولتنفذ كلمتهم في راحة الناس ثم في حياتهم وأخيراً في موتهم ومثل الطفيل امتص كل حيوية الناس وانتزع حريتهم لكي ينفذ كلمته ويحمي حريته"

الحرية لشخصه و ارادته يحميها من الخضوع لمطالب او مسائل..لا الحرية كمطلب سامي تناضل من اجله الشعوب

هكذا التأمل يقودنا الي سبب جمع المليارات او السعي خلف السلطة والنفوذ

دمتي بالف خير

تايه في وسط البلد said...

كيارا

الله يخليكي يا كيارا متشكر جدا

ودمتي بالف خير

Zianour said...

تايه

انامتفقة تماما مع مهرة

لاول وهلة قلت "نجيب محفوظ" ثم بقى الحرية والملوخية والبحر والناس اللي في شرم الشيخ للنقاهة قلت ده اسقاط بس راقي


بس حلوة بجد

واسلوبها فكرني بنجيب محفوظ

وحقيقي جدا لا تلوموني ولوموا انفسكم

تسلم ايدك

واد غلبان said...

تحيات صديق قديم :D:D

لا يمكننى ان اسطر تعليقى دون تحية ودون اخبارك كم افتقد عالم المدونات
بل وكم افتقد الكتابة بلغة عربية صحيحة

بالمناسبة
"وجائت"؟!!!
كدا برضو:R:R

ولا يمكننى ان اصف كيف موضوعك فى التوقيت المناسب بالضبط :)

بالفعل نحن نبغى الحرية ولا شئ سواها ...حرية ان نترك ان النفس على سجيتها فتقول ما تريد وتداعب من تريد و تغضب ممن تريد
نعيش-بارادتنا - فى قيد فرضناه فنحابى هذا احيانا ونجامل ذاك
و نغض الطرف عن هذا ونفعل ما لا نريده من اجل الوصول لما قد نكتشف فى النهاية..اننا لا نريده

بجد جه فى وقته:D

سعيد للغاية باستمرارك فى التدوين ,,بقدر ما انا حزين لانقطاعى
واعدك بقراءة كل ما فاتنى باذن الله
هما مش كتيير يعنى دول سنة وكام شهر كدا ؟!:)

تايه في وسط البلد said...

زيانور

كيف الحال

مهرة بتبالغ علي فكرة ودايما قايمة نايمة بنجيب محفوظ وانا بقيت خايف عليها!!!!!!!ه

عموما انت نورتي ودمتي بكل الخير والسعادة


واد غلبان

يااااااااااااااااااه
انت فين يا راجل؟!!ه


ده انا لو اعرف بياناتك كنت سألت عليك بعد انقطاعك وحبايبي كتير في مايو

المهم انت فيك الخير

ياللا يا عم شد حيلك وعوض اللي فاتك بس لو عجبك حاجة علق عليها ارجوك انت عارف تعليقك يهمني ...بس علق في احدث تدوين

وبالنسبة لموضوع اللغة..فعود احمد من ارض الجونوريا والسيروزيس والانفلاميشن والبورتال فين والارتيري الخ الخ الي ارض زرع وحصد!!!ه

وبالنسبة لموضوع ( جائت ) فقد عرفت ان صحيحها ( جاءت) واشكر دقتك

دمت بكل الخير

تايه في وسط البلد said...

زيزو

انت فين يا راجل؟!!ه

مش تطنشنا كده يا عم ده احنا بنحبك

عموما هو اللي وصلك ده ملكك..ويمكن يتغير او يثبت او يزيد لو قريت تاني

المهم ان انت نورتني

mostafa rayan said...

نص يحمل الكثير من المعانى والدلالات اضطررت ان اقرأه اكثر من مرة لاتفهم معناه ..حقا يا اخي بعد ان يجمع الانسان الثروة والسلطة والشهرة هل يصبح حقا مستمتعا ام يصبح مقيدا الكثيرون يكذبون على الناس باسم الحرية ولكن حرية من؟ هل حريةالناس؟ ام حرية ان يتحكمو هم في مصيرهم؟ وبعد هل هم احرار ام انهم خائفين فقد ينقلب هؤلاء الناس عليهم ذات يوم لو كانو احرارا حقا لما مشو في وسط كل هذاالكم من الحراسة السؤال الذي يطرح نفسه والذي يحمل اخر سطر ملمح له ما السر في كرسي السلطة الذي يغير من النفوس كثيرا هو يقول لهم لوموا انفسكم اي انه يشعر بتعبهم وحنقهم ولكن يلومو انفسهم على ماذا ظ على اختياره ام على سلبيتهم في محاسبته ام سلبيتهم في حياتهم والتى جعلته يتعامل معهم على هذا النحو ام على اي شيئ؟
كما قلت لك النص مثير وملئ بالمعانى وانا اطلت عليك ولكن فقط تقبل اعجابى ومن قبلها - كما تعلم- محبتى وودي
_________
سؤال: كلمات نزار قبانى من اي قصيدة ؟

تايه في وسط البلد said...

مصطفي باشا ريان

بالفعل يا صديقي خواطره تستدعي لدينا الخواطر..وقد ينبغي علي المرأ ان يفكر الف مرة قبل ان يختار

دمت صديقا مقربا وفي احسن حال

العلم نور said...

ما أجمل العيش بصمت ونحن نجاهر بطلب الحرية

خواطر جميلة .. سلمت أناملك

شيماء زايد said...

دوام الاستواء ، يجعل من المائل وضع معتدل لمن اعتاده

حتي انه بعد فتره يري في استواء المقعد خروج عن الصواب -كما يراه-

لان فئه اشادت بكونه مناسب لهذا الكرسي والوضع سوي

والفئه الاغلب رضيت الامتثال والصمت

فحقا لموا انفسكم

تايه في وسط البلد said...

دندنة

شاكر مرورك المنير وفي انتظارك دائما

شيماء زايد

هذا وقد انغرزت قوائم المقعد في الرمال من أمد الجلوس ولم يعد قابلا للتعديل بسهولة

ميرسي لمرورك المنير دوما