سبتمبر- عام الف وتسعمائةوتسعة وتسعين
بالأمس عبرنا قناة السويس بالعبارة عند القنطرة شرق متجهين للعريش ، الرحلة تابعة لوزارة الشباب وسنقيم في احد المعسكرين التابعين لها هناك
المدينة جميلة وهادئة وشاطئها وان كان في معظمه لا يحتوي تلك الرمال الجيرية الناصعة التي تعطي البحر الوانه الفيروزية الساحرة الا ان انتشار النخيل علي البحر مباشرة يعطي المدينة سحراً لا يتوافر لشواطئ أخري
بالطبع لابد ان اتوقع سيطرة الأجهزة الأمنية علي مقدرات البلدة والأمور فيها ، وهو شئ في مجمله لا لوم فيه مطلقا ، أزعجني انتشار المنتجات الإسرائيلية الكثيف هنا في الأسواق وخاصة انها كماليات ( ادوات زينة ، شامبو ، صنادل الخ )ه، اذن فالحكومة توافق علي التجارة والكسب لكنها لا تسمح بأكثر من ذلك والا فلماذا الليلة وانا علي الشاطئ اتحدث مع زملائي عن ما يفعله صدام حسين اذا برجل ضخم يجاورنا في المقعد العام يميل الي ويأمرني الا اتحدث في السياسة !!!!ه
في الغد سوف تأتي الحافلة لنزور عدد من المعالم منها بوابة الشيخ زويد ورفح - حيث سأمشي في شارع طويل نصفه في مصر ونصفه الأخر في فلسطين - ثم مستعمرة ياميت - وهي كومة من الأنقاض للمستعمرة التي أخلتها اسرائيل لدي انسحابها ثم دمرتها واشترطت الا يمس الأنقاض أحد وهي
علي ذلك الي الأن ، خرابة - ثم سنزور النصب التذكاري الصخري لتخليد ذكري القتلي الإسرائيليين في سيناء( ! )
لن يلفت نظري من هذا كله سوي سلوك مرافقنا في الجولة الذي ما ان تحركت الحافلة حتي بدأ شرح تاريخ المكان وجغرافيته وبعض طبائع أهله
ساق المرافق - الذي هو بالطبع يخاطب مجموعة شبابية داخل سيناء وبالتالي قد تمت إجازته - ضمن ما ساق بعض الحديث عن عادات العرايشي واذا به يقول لنا ان كلمة ( ،،،،)- وهي كلمة غير دارجة اطلاقا لدينا في الحضر - قد تضايق العرايشي جدا لأنها سبة قاسية وتجعله في حالة شديدة الغضب!!!!ه
سبحان الله ، هل مثل هذا يقال في كتب الإرشاد السياحي؟
أم انه تلقين؟
أغسطس عام الفين
كان المعسكر لأبي قير بالأسكندرية هذه المرة ، وافقت علي الإنضمام اليه لأسباب عدة ،منها مثلا اني سوف ألج الكلية بعد شهرين وأريد أن أقيم الحزب الوطني - صاحب المعسكر - فهو كما يبدو مجتهداً محترفاً والا كيف احتفظ بالسلطة كل هذا الوقت ويغري سيادة الرئيس برئاسته ؟
بالطبع لاحظت ان معسكر الحزب الوطني سوف يقام داخل معسكرات وزارة الشباب بأبي قير وهو ما لا أدري كيف يتم ، تأجير ، او في بيتها ، او الخ!!ه
تواجد السيد نبيه العلقامي بنفسه ليشرف علي المعسكر - علي الرغم من ان احدي قدميه كانت في الجبس ويسير بمساعدة عكاز - وكان أنئذ أميناً للشباب داخل الحزب ، وهو لمن لا يعرفه بنفس ( ستايل ) صفوت الشريف!!!ه
ولو نظرت سيادتك للتاريخ بالأعلي سوف تعرف ان انتخابات مجلس الشعب كانت بعد ثلاثة أشهر - وهي كما سيصفها العلقامي في احدي الندوات ( أصعب إنتخابات للحزب الوطني علي الإطلاق) بالطبع هو لم يقل لماذا لكن الجميع كان يعلم ان الصعوبة تكمن في الإشراف القضائي الذي فرض علي الصناديق هذه المرة ( فاز الحزب عامها بعد الكثير من المصادمات ومنع الناخبين بنسبة تسعة وثلاثون بالمائة تقريبا من مقاعد البرلمان!!!ه)ه
ولو نظرت سيادتك للتاريخ بالأعلي سوف تعرف ان انتخابات مجلس الشعب كانت بعد ثلاثة أشهر - وهي كما سيصفها العلقامي في احدي الندوات ( أصعب إنتخابات للحزب الوطني علي الإطلاق) بالطبع هو لم يقل لماذا لكن الجميع كان يعلم ان الصعوبة تكمن في الإشراف القضائي الذي فرض علي الصناديق هذه المرة ( فاز الحزب عامها بعد الكثير من المصادمات ومنع الناخبين بنسبة تسعة وثلاثون بالمائة تقريبا من مقاعد البرلمان!!!ه)ه
اريد ان اقول ايضا أن اغلب الذين أتوا لا يعرفون اي شئ عما يحدث حولهم فهم يظنونه معسكراً ترفيهياً !!ه وسوف تنقضي أيام المعسكر كلها يقفزون من فوق الأسوار نهاراً ليذهبوا للشاطئ وليلاً ليسهروا في الاسكندرية!!ه
عموماً العلقامي ضمن خطة المعسكر كان يستضيف كل ليلة احد البارزين في الحزب - غالبا وزير - يتحدث فيها عن خطط الحزب المستقبلية لتشغيل الشباب واصلاح الإقتصاد الخ الخ الخ
بالغد مثلاً سوف يحضر السيد هادي فهمي رئيس احدي شركات البتروكيماويات - وتوأم سامح فهمي وزير البترول وسيتكلم عن دور الشباب في الحزب وتجربته في ادارة شركته ثم يزف العلقامي البشري بأن فهمي قد أتي لهم بحقائب مليئة بمجموعة من ( المبيدات الحشرية )والحقائب الفارغة الأنيقة سيأخذها مندوبو المحافظات الذين يعرضون أعلي النتائج للإنضمام ورفع اعداد العضويات في محافظاتهم!!ه
لا أريد ان أصف المشهد السوداوي التالي في التهافت وطريقة العلقامي في التعامل معهم ، لا يهم ، سوف يلفت نظري ساعتئذ الإبتسامة المعلقة علي شفتي هادي فهمي وهو يراقب اي من المندوبين يسرد من الأكاذيب او المساخر - لا فارق - وعينه علي الحقيبة ، كانت ابتسامة مترعة باحتقار واستهانة ما بعدهما ، وله عذره هو الأخر
قد لفت نظري ايضا هذا الشاب النحيف ذي المنظار الطبي الأنيق والشعر الخفيف الذي جلس هادئا منصتاً في مقعده في الصف الأول ولا
قد لفت نظري ايضا هذا الشاب النحيف ذي المنظار الطبي الأنيق والشعر الخفيف الذي جلس هادئا منصتاً في مقعده في الصف الأول ولا
بالطبع تعرفت علي سمت من مثل هؤلاء ، المثقف المحب لبلاده الذي سلك الدرب الشرعي لكي يدلي بدلوه في توجيه سياسة الحكم في وطنه، وبالنظرة البعيدة يمكنك ان تري مستقبله فهو اما سيترك الحزب لأن قواعد اللعب غير نظيفة علي خلاف ما انتظره ، او انه سيصبر متحججاً بعدم اليأس الي ان يأخذ وضعاً داخل الحزب وحينئذ لا يمكنك ان تعرف، هل ما رأه في رحلته أثر فيه فجعله يقسم علي المحافظة علي وضعه ( أحذركم منه جداً فحينئذ هو أخطر الف مرة من الوغد العادي والأمثلة كثيرة ) او سيغلق عينيه عن ان يري تهافت المحيطين ( كوادر وجمهور) ويظل يخلص لمبادئه
طلب الكلمة ، تحدث بهدوء ومنطق أسرين ، نال الإعجاب ، عاد لمقعده وسط التصفيق ، من منصته العالية رمي له العلقامي حقيبة فارغة كجائزة ، سقطت علي الأرض بين المنصة والمقاعد ، ظل كما هو ولم يتحرك، حضه العلقامي بغلظة أن يأخذ الحقيبة ، قام ، وغادر
طلب الكلمة ، تحدث بهدوء ومنطق أسرين ، نال الإعجاب ، عاد لمقعده وسط التصفيق ، من منصته العالية رمي له العلقامي حقيبة فارغة كجائزة ، سقطت علي الأرض بين المنصة والمقاعد ، ظل كما هو ولم يتحرك، حضه العلقامي بغلظة أن يأخذ الحقيبة ، قام ، وغادر
13 comments:
السلام عليكم
بدايه هو موضوع صيفى جدا ومواكب للاحداث اللى بيقولوا عليها انتخابات
المهم العريش لم اذهب اليها قبلا ولكنى ذهبت فى معسكرات كلا من الحزب الوطنى والشباب والرياضه والاتنين واحد ولكن فى الحزب بيكون البرنامج مميز بعض الشئ من الناحيه الترفيهيه
وهما بيعتبروا نفسهم فى بيتهم يعنى عادى جدا تنزل وفود الحزب داخل نزل وزاره الشباب دا المتبع اصلا فى معظمها او اللى رحتها تحديدا
يعنى تتأإكد من كدا ان فى وزاره الصحه عندنا القوافل الطبيه بتاعه الحزب والاعلانات الرنانه دى كلها وفى النهايه المصدر الدوائى للادويه فيها هو مخازن وزاره الصحه الى المفروض تكون لاصحابها من المرضى فى القرى والتأمين وكل ما هو تابع للصحه مش للحزب اللى فى النهايه بينسب كل شئ باسمه وبسبب كدا قاطعت هذه القوافل نهائيا بعد ان كنت بشرف عليها فى وقت ما
بالنسبه للمنتجات الاسرائيليه كنت عايزه اعرف منك بتعرفها ازاى؟ يعنى ساعات بشك فى منتجات ملابس هنا بالصعيد بتنزل باسعار رخيصه نسبيا بمحلات كبيره وكفاءتها الممتازه ولكنها غالبا بدون تيكت المنشأ !!
والصراحه فى هذه التجمعات لا اعرف بالنسبه للشباب مختلف لحد ما عن الشابات ولكن لم تكن تقال لنا اى تنبيهاتسياسيه او غيره سواء عن كلامنا او اى شئ اخر رشادات طبيعيه لسلامتنا
ربما ان سيناء كانت وضع مختلف ايضا فرحلاتى كانت للاسكندريه وبورسعيد
وحاجه حلوه خالص موضوع النصب التذكارى دا
حاجه فى غايه الاسف الصراحه
العضو الحزب وطنى دا ليس بغريب عن غيره هنا ببلدتى بدأت اعلانات كل واحد بطريقه اعلانات القاهره بالشوارع عن انجازات كل واحد والتى ليس من ضمنها مثلا اكتمال مشروع الصرف الصحى لمركز ولو لواحد فقط من المحافظه كلها
ولا مثلا كبرى بدلا من المعديات بين شاطئيي النيل والحوادث المتكرره
وغيرها كثيرا من ضروريات الحياه
والهدايا لم انال منها اى شئ سواء فى رحله حزب او شباب ورياضه واضح ان التحيز ضد الصعيد حتى فى الموضوع دا
ههههه
هى حاجه عاديه رشوه مقنعه تبدأ مع بدايه الدعايه للانتخابات
والناس سواء شباب او شابات او غيره تقول احسن من عنيهم بس بطريقه مهانه زى ما حصل مع الشاب دا شئ مهين
وان كان الشاب مش عارفه هيكون ايه تابع او مستقل او معارض مستقبلا كل الاحتمالات جائزه من زمان الناس يتتغير وكل شئ بيتغير زى ما قلت وتحذيراتك فى محلها تماما
ولا اعرف على اى اساس قلت انه انه مثقف محب لبلاده
وان شاء الله يكون كذلك فعلا ومازال
بالنسبه لسامح او هادى لست من متابعين عملهم بالبترول ولكنى متابعه لنشاطهم الرياضى الكروى
كل التحيه تايه ورحلات اخرى اسعد
ده إيه الذكريات المبهجة دى كلها..والله انت ابن حلال يا تايه0
بس كويس والله انك اختلطت بالحكومة بالشكل المميز ده..معسكرات ورحلات وحاجات حزبية صميمة :)
أهو برضه "من خرج فى معسكر حزب أمن شره"0
يا ترى مصير الشاب اللى غادر القاعة إيه؟
سرد مشوق ياعم تايه..تمنيته أن يطول0
مودتى و احترامى
مستفزة قوى انقاض المستعمرة والنصب التذكارى للقتلى
والاكثر استفزازا جهلنا أو تجاهلنا للخطر الحقيقى
يعنى المنتجات الاسرائيلية حلال
والكلام فى السياسة عيب مايصحش
تستحق التقدير رغبتك فى المعرفة
لدرجة انك تحاول تسمع الحزب الوطنى
لكن الضريبة انك تسمع واحد بنفس سمت صفوت الشريف صعبة قوى
انا مش بقدر استحمل اسمع الناس دى
بستغرب جدا
هما مش عارفين انهم كدابين
مش عارفين هما بيعبدوا مين
ولا يوم القيامة مش فى حساباتهم
شفت حضرتك أكيد التصريحات الاخيرة له
عن ان مبارك اسطورى
ماينفعش يتقال بعد كده كلام
الفضول بيدفعنى احاول اتعرف على مصير الشاب المثقف المحب لبلاده
ياترى هو فى أى طريق
تدوين ممتاز
وذكريات عادت فى وقتها اتمنى ان تكملها
تحياتى لحضرتك
بسنت
زيارة منيرة
انا بس باقول يمكن الموضوع تأجير المعسكرات للحزب..فان كان فلم لم تؤجر الأحزاب الأخري المعسكرات هي الأخري؟
أكيد بقي البساط أحمدي !!ه
وسمت الشاب وسلوكه ومن بعدهم كلامه ومستوي رقي أفكاره كانت الدلالة يا بسنت..وقد تعلمت بالفعل خلال هذا المعسكر شيئا كبيرا جدا وهو انه ليس بالضرورة كل منتسب للحزب الوطني سوف يكون بالضرورة وغدا متسلقا..هناك من امثال هذا الشاب الكثير..ومن يريد خدمة بلدته بالفعل ولا يري معينا متيسرا سوي الحزب الحاكم لاحتكاره الخدمات الخ
وحتي هذا دلالته واضحة جدا..فلو ان كل اعضاء الحزب راضون عن سلوكه لما كان سقوطه المدوي في انتخابات هذا العام والأعوام التالية واضطراره للتزوير وضم المستقلين الخ
لا استغرب كونك قد ذهبتي لمعسكرات كثيرة فهذا مما يضفي حيوية في الأفكار والسلوك لا تفتقدينها
كل التحية والاحترام
عمرو بك
اعتبرها من ضروب المحاولة والضرب في كل الاتجاهات..وازعم اني نلت فائدة عظيمة لم ينلها من ينهالون علي رؤسنا بكتاباتهم ليل نهار يجلدون فيها الحزب وحكومته من منازلهم
عموما انا لم اعرف الشاب او محافظته حتي..وان كان سلوكه يدل انه في الغالب لم يستطع الاستمرار
كل التحية
حفيدة عرابي
كيف الحال
قرار الشاب كان في يده يا استاذتي لأخر دقيقة..وظل محتفظا بكرامته واعتزازه بنفسه وفكره دون ان ينال منها احد..حتي لوكان امين شباب الحزب الوطني..لا تخافي علي من هو مثله
اما عن موضوع النصب التذكاري فله دلالة..فقد تكوني علي استعداد لابتلاع بعض الامور في المفاوضات السياسية وصولا لهدف اعظم...لكن معروف ان اسرائيل قد اعتدت واحتلت اراضي مصر..اذن هي قوات احتلال لا يحق لقتلاها علي الارض المحتلة اي تكريم الا اذا وافقت السلطة المصرية في المفاوضات قول الاسرائيليين ان مصر هي التي بدأت بالعدوان لأنها سبقت بغلق خليج العقبة..وان اسرائيل كان من حقها تأمين نفسها
وهو ما حدث
وعليه وافقت مصر في المفاوضات علي وجود النصب التذكاري..والمستعمرة التي محرم لمسها الخ
وهكذا يتأكد لنا مرة أخري المقولة المشهورة : لا أحد يستطيع ان يسلبك شيئا الا اذا سمحت له بذلك
كل التحية اختي العزيزة
تراه هل اختار لنفسه ان يكون من النوع الاول .. ام انه الان من اكبر قيادا الحزب الشابة؟
--------
واحشنى وعايزاشوفك بقى
بعيداً عن البعد السياسي لما كتبت
فالبعد الأدبي أكثر من رائع
يا صديقي أسلوبك جذاااااب
وليد
مصطفي ريان
لا يهم هو ..الاف مكانه يواصلون اسداء صنيع غالي للسادة ويعطونهم شكل يقارب شكل الحزب الطبيعي
نورتني
وليد باشا
يا وليد باشا دي شهادة اعتز بيها وأتت من استاذ يعني
كل التحية والاحترام
أين جديدك أخى الكريم
لعل المانع خير
" ثم سنزور النصب التذكاري الصخري لتخليد ذكري القتلي الإسرائيليين في سيناء( ! "
التنازل يعقبه تنازلات
"طلب الكلمة ، تحدث بهدوء ومنطق أسرين ، نال الإعجاب ، عاد لمقعده وسط التصفيق ، من منصته العالية رمي له العلقامي حقيبة فارغة كجائزة ، سقطت علي الأرض بين المنصة والمقاعد ، ظل كما هو ولم يتحرك، حضه العلقامي بغلظة أن يأخذ الحقيبة ، قام ، وغادر"
لو يدرك الجميع ان الحقيبه فارغه ...لغادروا
أخيرا
مبارك أو مبروك رغم انها خطا لغوي بس اهون علي الشكل الجديد
"new look"
الخاص بالمدونة
تحياتي
حفيدة عرابي
خير ان شاء الله يا استاذتي..انتم لستم باناس عاديين..فلابد ان اعتني بالتدوينات وموضوعوتها..كل التحية والشكر لسؤالك
شيماء زايد
ميرسي كتير لذوقك..بلوجر لسه فايق للموضوع ده!!ه
Post a Comment