Feb 25, 2010

مـــصر الــــــيـــوم


فقط لا يتطلب الأمر منا سوي وضع الأمور في نصابها دون تهويل او تهوين ، الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد عاد الي مصر وفي نيته استغلال وضعه الدولي ومكانته الأدبية لإعادة الحراك الي بركة الساحة السياسية بعدما تعفنت مياهها بفعل فساد وجهل النخبة الحاكمة وتضييع المعارضة لنفسها بين الإخوان والتواء سبلهم وبين الأحزاب التي سلمت اللواء سراً والشريف منها أعلن العجز ولجأ الي المكاتب المغلقة
اذا ما تحدث البرادعي عن تصديه للتغيير وحده وخاض الانتخابات مستقلا او عن حزب تدرك فورا انه رقم سيضاف للقائمة الطامعة في وراثة شعب خامل عاطل عن تحصيل حقوقه ، ولكن الرجل حرص منذ اعلانه التحدي علي ان يؤكد ان التغيير ليس بيد شخص واحد ولن تعود ثمرته لفرد واحد وان الكل لابد ان يشارك في خلق غد افضل ، وبقليل من التأمل تدرك ان الرجل لا يبالي اذا ما شارك الكل في غرس النبته وطالبوا بالثمار بعدها والأهم عنده ان يبدأوا فقط
مصر التي كانت قد اصابها القنوط مما هو جاري ولا بديل عنه الا فورات عنيفة الخالق وحده يعلم الي اين تؤدي اليوم سرت دماء الحيوية في اوصالها تيمنا بالقادم الجديد وما بعثه من أمل ، مصر اليوم صار لديها غد تنتظره وترجوه ولا يحول بينها وبينه الا بعض الحوائل التي

يجب ان ننتبه لها جميعا حتي لا يعاودنا القنوط سريعا
الأول
ان الطوائف التي تحتج علي حقوق مهدرة لها ينبغي ان تتحرك في جماعة لأن الحقوق المهدرة نتيجة فساد وسوء ادارة ، وهما نتيجة مباشرة لغياب الرقابة و المحاسبة ، اي غياب الديمقراطية ، اذن فان الذين يطالبون بالديمقراطية ليسوا ( ناس فاضية) ولكنهم اناس لهم رؤية أشمل يجب ان تعمم
الثاني
ان النظام الحاكم في مصر لم يكن ابدا ابدا شخصا واحدا ان حكم حل الفساد وساد وان غاب صلحت الأمور وعم العدل ،النظام الحاكم هو تحالف الشخص الذي يحكم باسمه مع اصحاب المال المستفيدين مع قيادات أمنية وطدت حياتها علي التسلط علي الناس مع قيادات اخري مستفيدة مع موظفين حولوا مواقعهم لأكشاك تلقي العمولات والرشاوي وتسهيل الخدمات و و و و و
وبالطبع لا ينبغي ان نتعجب فان مدة النوم كانت طوييييلة جدا وهذا هو الحصاد ، اذن فلا يتوقعن احد ان يأتي بعضهم ليقول لتلك المجموعات( هش) فتستجيب فزعة وتترك مواقعها ولكن سوف ترون كيف ان كل منهم سوف يدافع بأظافره عن مصالحه ومستقبله وعنوان المعركةهو باختصار (السلطة)ه
وهذا الكلام ليس لفت العضد ابدا ولكن ينبغي التبصير بالتحديات امامنا وتوصيفها قدر المستطاع لكي لا نفاجأ فيما بعد ،وايضا هذا الكلام يقال للتحذير من التراخي بعد ازالة هذه المنظومة العفنة لأن المؤكد هو ان منظومة أعفن سوف تتوالد ما لم تقام الديمقراطية

الثالث
الفرد العادي منا لابد ان يأخذ علي عاتقه دورا ما ، لن نكون كلنا زعماء وطنيين ولن نلقي كلنا الأمر علي النشطاء ، الأمر يجب ان يجري وفق ما يراه كل فرد مناسبا له وفي قدرته ، تبصير المغيبين والسعي لرفع الوعي والتطوع وعدم الصمت تجاه اي خطأ الخ الخ
الرابع

ان الدكتور محمد البرادعي الحائز علي جائزة نوبل وقلادة النيل منذ أعلن تحديه للأوضاع السائدة في مصر وقد أصبح وضعه خطرا وهو بالطبع كان اول من يعرف ولكنه راهن علي ان المصريين سوف يهبوا لنجدة مستقبلهم ، والنظام الحاكم يراهن علي العكس : يراهن انه يستطيع ان يواصل لعبة الإلهاء وفرض الأمر الواقع والعصا والجزرة ومحاصرة الشرفاء الي ان يموتوا اختناقا ، انه يراهن علي منع الشعب من الالتفاف حول البرادعي وتأييده في مسعاه لتحرير الحكم من الديكتاتورية ، سوف يلاقي البرادعي اولا ببعض التصريحات الايجابية لعل البرادعي يحرج ويتراجع ثم تبدأ المرحلة التالية وهي ضرب القوي والأطياف السياسية التي التفت حوله ببعضها البعض لكي تنشل حركة الجماعة الوليدة كما حدث قبلا ل( كفاية ) وما تلاها
سوف يرهقون البرادعي نفسه ويشتتون تفكيره ويصنعوا الجلبة والشوشرة حول نداءاته ويكيلون له الاتهامات

وفي مرحلة تالية قد يعلنون تفكيرهم في تعديل بعض بنود الدستور لكي يسكروا الناس بالانتشاء ثم يظهر ان التعديل كان كسابقه : مجرد فقاعات
وقد يضطرون الي التكشير عن انيابهم كما فعلوا قبلا مع ايمن نور ويظهر ان جماعة التغيير هي سفارة لأسامة بن لادن كانت تقصد لإشاعة الفوضي في مصر!!ه

مصر اليوم ايها السادة أشرقت من جديد ، سكن الأمل عيونها وفاضت الأماني علي محياها وهي تتطلع بشوق الينا ونحن ندافع عن غد أولادنا بالدعوات ، بالقلم ، بالفأس ، بالمفتاح ، بالسماعة ، بكل ما نملك ونقدر متيقنين ان الله لن يخذل من يريد ان يقيم شرعة العدل في أرضه

أيها السادة هذا هو رهان البرادعي ، وهذا هو رهان النظام الحاكم والرهانان قد تعلقا برقابنا ، فاختاروا
ولله الأمر من قبل ومن بعد

Feb 14, 2010

ما أعـــرفه قــلــيل



لا أعرف ماذا أقول لك؟
كل ما أعرفه قليل ، أعرف مثلا انك تحبينه وأعرف انك تحاولين توصيل مشاعرك اليه بأرقي الطرق
أعرف سر ذلك السحر والسرور اللذان يكسيان وجهك اذا ما رأيتيه وأعرف الي ما تصير تلك الفتاة المتزنة وأعرف أثر الحب اذا ما تفجر نوره في وجه المحبين
أكاد أري موجات الفرح وانتفاضات السعادة في عينيك ، اشاحات الأيدي ، ايماءات الرأس ،والابتسامة المزهرة علي شفتيك
أعرف هذا كله
ولكني لا أعرف ما الخطأ الذي ارتكبته انت في هذا كله
أنك احببتي؟
أم لأنك أحببتي فتي شرقياً يفر من القلب العاشق ولا يعترف بعلاقة الا اذا ما بدأها هو
وحين يحدثه أحدهم عن الترفق بالعاشقين يبتسم ساخراً ، أو عن الإقدام فيتمنع ومع هذا لا يتوقف عن التمتع برؤية النداء الصامت في عينيك!!ه
ولقد بحثت عن الخطأ الذي ارتكبته انت في هذا كله ولكن تقبلي أسفي
فكل ما أعرفه قليل