اليسار-الحزب العربي الناصري

عبد الناصر

داود

عاشور

بغدادي
تدوين سياسي غير معهود :توصيف حيادي للساحة السياسية المصرية
*********

يوصف اليسار دائما وفي العموم بأنه القوي التي تدافع عن حقوق الطبقات الكادحة وتؤيد طريق الثورة للاستيلاء علي السلطة وغالبا ما تكون هذه الثورة مؤيدة بقرارات اقتصادية تهدف - في هدفها المعلن -الي توزيع العائد من الدولة علي الشعب

وتعود اصول التسمية الي الثورة الفرنسية حين كانت (الفئة الثالثة)التي كانت تدافع عن حقوق الكادحين-الاولي للارستقراطيين والثانية لرجال الدين -تجلس علي يسار رئيس المجلس الوطني ثم اصطلح بعدها لتسمية القوي الموالية للكادحين بهذا الاسم اينما جلست!ه

وبالطبع فليس هذا تدوين اكاديمي لذا فلنكتب عما يهمنا

جناح اليسار المصري هذه الايام يتألف من حزبين رئيسيين معلنين وتيار لم يعلن تأسيسه حزبا حتي الان

الحزب موضوع هذا التدوين هو (الحزب العربي الناصري)وقد تأسس في ثمانينات القرن الفائت بعد جهد ناشطين ناصريين وتجاوز عقبات قضائية ،تولي الرئاسة الاستاذ/ضياء الدين داود - وحتي الان بنجاح ساحق! -وهو المحامي والوزير السابق ابان الحقبة الناصرية والذي كان متنفذا في الاتحاد الاشتراكي وأحد سجناء احداث15مايو عام1971ه
والحقيقة ان تأسيس حزب ناصري في مصر لم يكن الا حلقة من سلسلة تأسيس لهذا الحزب في اقطار عربية وغير عربية عديدة،وهذا ليس بمستغرب اذا علمنا ان الهام التجربة الناصرية جعل زعيما يساريا شهيرا من وزن ارنستو تشي جيفارا يؤكد للرئيس عبد الناصر اثناء لقاؤهما انه لو ترشح -اي عبد الناصر - في الانتخابات في بلادهم لفاز بالاجماع !!ه

وكرأي اعلن انه شخصي فاني لا اجد داعيا لتأسيس حزب باسم (الناصري)ليقيني بأن الناصرية تجربة باسم صاحبها والان هي ملك الناس واساليبها واختياراتها مرهونة بزمنها ولا يجوز سحبها علي اجيال تالية،وفي العموم تستحق النقطة تدوينا منفصلا خصوصا اذا ما ضممناها علي تصريح الاستاذ /ضياء الدين داود :اننا ليس لنا علاقة بعبد الناصر

اثبت الحزب الناصري انه الكيان الوحيد الذي لم يبع مبادئه او حتي يساوم علي مواقفه وقد يظهر هذا جليا في مواقفه من قضايا حوار الاحزاب وتعديل المادة76والاستفتاء-الاسود-عليها والانتخابات الرئاسية وانتخابات الشوري بل وتعديل مواد الدستور ،وكان الحزب دائما ما يعلن -علي حالته المثيرة للشفقة -رفضه الصلب لالاعيب النظام الحاكم وادانته التزوير ومقاطعته الانتخابات

لكي نورد الصورة كاملة لابد ان نقول ان الحزب مخترق من قبل النظام الحاكم متمثلا في جناح كامل داخل الحزب يقال ان

قائده هو احمد حسن الامين العام للحزب وهو الارجح ،وبالطبع هذا لم يرض الكثير وتسبب في كثير من الانشقاقات

مشهد

وعلي الان ان اصف مشهدا من مشاهد الكوميديا السوداء في (شبه)السياسة المصرية ،كان هذا في ربيع2005وفي جلسات مجلس الشعب للموافقة علي نص المادة 76من الدستور ،ولمن لا يذكر فان وسائل الاعلام قبلها بايام تستميت لاقناع الناس ان احزاب المعارضة هي الاخري توافق علي التعديل واخذوا يعقدون مؤتمرات صحفية لامثال ناجي الشهابي واحمدالصباحي للتغزل في جمال المادة76وبقي ان يمرر النص من مجلس الشعب،وفي ذلك اليوم المشهود وبعد ان خذلت بيانات الوفد والتجمع الامال جاء الدور علي نائب الحزب الناصري(حيدر بغدادي)ليلقي بيانا بموقف حزبه

وانتظر الجميع من السيد (بغدادي)السنة اللهب التي ستندلع برفض يرد للمعارضة المصرية بعض شرفها السليب كانت المفاجأة حين اعلن (بغدادي)زورا موافقة حزبه علي نص المادة ،هاج الناصريون في المجلس وقام النائب المستقل المرحوم (عادل عيد)باعلان بيان بفصل النائب من حزبه ولكن هيهات ،ما قيل كان قد قيل والهدف كان قد احرزه بالفعل المقتدر(كمال الشاذلي)ه

بقي ان نقول ان هناك ما اصطلح عليه بالتيار الاصلاحي داخل الحزب والذي امتلا من ممارسات احمد حسن ويحاول التصدي له ، وهذا الجناح بزعامة (سامح عاشور)نقيب المحامين قد نجح في استحداث منصب نائب رئيس الحزب وشغله (عاشور )نفسه والذي يقال ايضا ان هذا كان بايعاز من صديقه (جمال مبارك )كي يتقدم رجال (الفكر الجديد)علي رجل (الحرس القديم)احمد حسن ،وان كان هذا الكلام لم يثبت الي الان ويبدو رئيس الحزب في هذا كله اشبه بمتفرج صامت.ه