خلع منظاره الطبي وأخذ يدلك محجريه بما يمكن ان يدل علي الإرهاق وان كنت متيقن أنه أقرب للحرج وطلب مني أن أنتظره لعشر دقائق ريثما يتفرغ للحديث معي
نعم هذا هو مقر جريدة مستقلة - اسماً وناطقة باسم تيار سياسي - وان كان لا يحمل أي سمة من سمات الجريدة التي أعرفها أو توقعتها ، المكان أقرب لمكتب خاص لمقابلات رئيس التحرير - بصفتيه الصحفية والسياسية - ملحق به ما يشبه صالة التحرير وان كانت الأخيرة خاوية لا تشتمل علي روح التحرير الصحفي المتقافزة وتحولت الي مناضد لتناول الطعام وتبادل وجهات النظر السياسية المستهلكة والتي لا يتعدي عمر وجودها زمن تلفظها
جاء السيد مدير التحرير ، فهنأته علي الدكتوراه كبداية تبدد بعض التوتر فرد لي التهنئة بتحفظ ثم بدأ يستعرض ما حدث الأيام الماضية من وصول ( ورقة العمل) التي أعددتها اليه وأنه قرأها عدة مرات ، حينها قاطعه رسام كاريكاتير يسأل عن المطلوب من الرسامة ( نسرين بهاء) قبل ان تنصرف ، رد عليه مدير التحرير بعد لأي في التذكر ثم قال لي: تعالي في البلكونة أحسن
راقبت انتظام سير السيارات في شارع مصدق بالدقي من البلكونة ثم التفت اليه وهو يجلس أمامي ، بدأكلامه وهو يقول:ه
الحقيقة انا قريت الورقة ، ومش مجاملة لما أقول اني عمري ما توقعت الاقي التفكير الراقي ده عندنا في الحزب
قلت : ميرسي
قال : لا دي مش مجاملة ، معلومات صحيحة وأسلوب عرض مرتب وجذاب في نفس الوقت وده كله في إطار تفكير علمي دقيق ، شئ بديع فعلا
فليفرح غيري بمثل هذا الكلام خصوصا اذا ما جاء من هذا الذي يجلس أمامي والذي يعتبره نصف شباب الصحفيين أستاذهم ، إن تمهله في إختيار الكلمات ونظراته التي تتحاشي النظر اليّ وحتي قدمه المتوتره في حركة عصبية كل هذا يشي بأنه يؤدي مهمة ثقيلة جدا مفادها عدم مجاراتي فيما كتبت وأيضا عدم السماح لحدوث مشاكل
قلت : وإيه رأي حضرتك؟
قال : انا مقدرشي أخبي ان الجورنال فيه كل المشاكل اللي انت كتبتها واكتر ، أسلوب إدارة عقيم وطاقم تحرير غير كفء ، كل اللي موجودين قدامك دول لا يصلحوا أساسا للتحرير الصحفي ، وكتير قلت لأصحابها من وقت الـتأسيس انه يا جماعة لازم تحددوا ايه الهدف المطلوب من الجورنال ولكن النتيجة ان الجورنال عاني تحت إدارة رؤساء التحرير السابقين ونزل توزيعه ووقعه علي الناس ، وخد بالك انا دلوقتي عندي سلطات رئيس التحرير تقريبا!!ه
قلت : السلطات دي عند سيادتك من ست شهور ايه اللي اتغير؟
قال وهو يشيح بوجهه : لم يتغير شئ الظروف كانت أقوي مني والمنظومة فضلت ماشية زي ما هي ، لدرجة ان احنا رحنا للجماعة في المصري اليوم وحاولنا نعرف منهم سر النجاح واللي هم عملوه!!ه
قلت : وأسباب النجاح هناك والفشل هنا مش ماثلة قدام حضرتك؟!ه
قال : كنا بنحاول
قلت : ولما صادفك الفشل في كل ما قصدت تعمله ليه مش استقلت؟
قال : عادي انا ممكن امشي في اي لحظة مش شرط عندي اني اقعد
قلت : حضرتك تعرف وقع الفشل ده علي الناس في المعارضة وغيرها؟
قال : انا عاوز اقولك ان احنا اصحاب احسن سمعة في الوسط السياسي كله وسجلنا نضيف جدا!!ه
قلت : وهل السمعة النضيفة هي اللي هتدير مؤسسات وتشوف مصالح الناس؟!!!!ه
قال : طبيعة العصر اللي احنا فيه مش تسمح باكتر من كده!!ه
قلت : يبقي لازم أصحابها يعرفوا باللي فيها وان ما صلحوش يبقي يبعدوا عن الحزب ومش يتمسحوا فيه
قال : مفيش حد هيسمع لك فوفر علي نفسك
قالها وانتصب واقفا بقامته النحيلة متمنياً لي التوفيق وان يهنئني بالماجيستير عن قريب ومبدياً ترحيبه بأي طلب أطلبه منه في المستقبل
ـــــــــــــــــ
كيف علم بهذه الكلمة؟
ـــــــــــــــــ
مايو 2008
18 comments:
بدايه عوده طيبه
مش عارفه ايه اللى كنت متوقعه من جريده تحمل اسم حزب سياسى
حاليا معظمهم واقعين اصلا
كلمات رئيس التحرير كانت فى نظرى مستفزه
الاستاذ عندما يتوارى بكلماته عن فشله
وهو استاذ
مش فاهمه استاذ ايه بالضبط
اما عن الصحفى الحر النظيف ففى الوقت اللى اختلط الحابل بالنابل الواحد فعلا دلوقتى مش عارف الشخص النضيف
من الخراب
الموضوع دا شاغلنى الايام دى
لانى مره تانيه اواجه تصرفات غريبه من ناس كنت فاكراها كويسه وصديقه
اما عن اسرار النجاح لاى جريده متهيألى كلنا عارفينها
يالصدق و مواجهه القضايا المعاكسه
يالفضائح والفن
ومع ذلك بقولك ما تيأسش يمكن يكون بكره احلى
دمت بكل الخير
ما فيش معارضة نزيهة و ناجحة في وطننا الحبيب الأحزاب هتجيب لجرايدها نزاهة و نجاح منين ؟ فاقد الشيء لا يعطيه يا حبيبي @ تحياتي @ آدم الدرعمي
للاسف قد تبدو صدمة للبعض معرفة ان السياسة فى اى صحيفة وحدود الحريت وغيرها قد تختلف من عدد لاخر ومن كاتب لاخر
وكله يدخل فى تلك اللعبة القذرة التى تحكم اقدار الناس والمدعوة سياسة
اما ذلك الجالس على كرسى المدير فهو يريد الاستمرار فيه اطول وقت ممكن
عشان كدا مش بيعمل حاجة اساسا
والشعار
لو لم تفعل شيئا ابدا فلن تخطئ ابدا
:]:]:]:]
المهم
معلش على غيابى اصلى مأجل مادة فى الصيف
بالحق انا جبت جيد جدا الحمد لله وبعد صراع عنيف
ونزلت قصة جديدة عايزاك تقرأها
تايه فى وسط البلد
مش متابع للجريدة من فترة, اللى أعتقد أنها "الكـــ ...."0
لكن أعتقد أن ما رأيته فيها إن صح توقعى قد يفاجىء الكثيرون ممن يفترضون بداهة ثورية طاقم يمثل الجريدة كما فوجئت أنا!!
وكذا منطق رئيس التحرير الذى
يذهب لجريدة أخرى لمجرد نجاحها مع اختلاف أيدلوجية كل منهما, وكأنه فوجىء بعمله كرئيس تحرير!!
ربما لانطفاء القنديل لم يجعل للمكان عزة!!0
أقول ربما فأنا لم أتابع الجريدة بدقة!!0
شكرا لنقلك الصورة لنا
وبالتوفيق فى مكان أكثر صلابة يتحمل دقة عملك0
مع تحياتى ومودتى
افهم من التعليقات انها واقعه حقيقيه؟؟؟
اراها تحتمل الاثنين الخيال او الواقع
اما عن موقف رئيس التحرير؟؟
انه شيئ محير فالبعض يفتقد الاخلاص حقا و البعض فقط اضعف من ان يحاول قهر الاوضاع المترديه
مؤخرا قرأت اسفار الفراعين و فيها تجربه لوزير قهرته العقبات حتى صار احد الخيالات اتى نراها فى الاخبار
سلام
بداية أسوق أبلغ التهاني بحلول هذه الأيام المباركة وأرجو الله ان تكونوا في أبلغ ايات السعادة والتوفيق
بسنت
كان درسا قاسيا جدا يا بسنت
تعلمت ان دواعي الأمانة والشرف قد تختلف
هناك من لا يسرق لأنه تربي علي هذا
وهناك من لا يسرق لأنه لم يجد خزينة مفتوحة
وهناك من لا يسرق لأنه اكتفي بالنصب!!ه
وحتي لو تحققت الأمانة والشرف فهما شئ جميل ولكنه غير كاف
تحياتي
الدرعمي
ابدا لم أفقد الأمل يا أدم في ان يظهر في يوم من الأيام تيار يكسر هذه القاعدة
وعموما فانا اعتبر حركاتي بينها مما يفيد جدا ولا يضر
تحياتي وتقديري
واد غلبان
الف مبروك
كنت واثق فيك علي فكرة
وجديدك يسعدني وسأقرأها وأعلق عليها ان سمحت لي
تحياتي
عمرو مواطن مصري
القنديل ايضا يمكن ان يرمز لحركة او لحزب او لتيار ولكنه للأسف - وفي رأيي - لم يكن الشئ الذي تحتاجه الجريدة
المصادفة البحتة جعلتني الاقي القنديل قبل هذه المقابلة ونفخت فيه رأيي بأن وجوده لم يقدم شئ للجريدة وتقبل الرأي بصدر رحب
الجريدة كانت تحتاج الي صحفي موهوب يضفي عليها الكفاءة الصحفية ثم بعد ذلك تأتي الأيديولوجيات
ويشرفني اذا ما كتبت لي بريدك هنا فسأرسل لك نسخة من الورقة فهي ليست سرا
تحياتي
مهرة
حقيقة بتاريخ مايو 2008 وان كانت موجزة
اما عن الإخلاص فمن الممكن ان تتصوري ان الاخلاص نسبي فما تصورته انت تفريط يتصوره هو واقعية تساير الزمن اللي احنا فيه ولكنه لا يعبر عنه علانية ولكنه يتمسك بشعارات المقاومة والمناجزة في العلن
ولهذا كان جالسا متوترا لأني اكتشفت هذه المساحة السوداء بين القول والفعل
وبالنسبة لتجربة الوزير فلا أجد موقفا أشرف من موقف المسئول الذي يملك من الايمان والشجاعة ما يمكنه من ترك منصبه ونشر الحقية بين الناس تاركا لهم الحكم ومتبرءا من اي نقيصة كانت سترتكب باسمه
فعلها الكثيرون مثل هيكل ومحمد ابراهيم كامل و الشيخ الشعراوي في السبعينيات
ومحمود ابو الليل راشد منذ سنوات
ولكن لم يمتلك احدا منهم شجاعة الاعلان سوي الأول والثاني فقط
سلام عليك
ازيك يا سيدي هو الموضوع ده مأثر فيك اوي ولا انت بتحكيه كاستشهاد علي الواقع طبعا ده جزء بسيط والواقع اسوأ
طبعا انت حاكيلي الموضوع ده واحنا مع بعض في البجولة المعتادة كان في المنيل باين واتكلمنا بما فيه الكفايه
وطبعا غني عن القول ان كل حاجه الأيام دي بقت هو انا لو عارضت ايه العائد الشخصي او ايه الضرر الشخصي اللي هيحصلي طيب حسبنا المكاسب والخسائر والحمد لله المكاسب كتيرة والخسائر محدودة او معدومة طب يالا هنعارض
صدقني يا صاحبي قل من تجده يعارض للأصلاح دول ناس اكل عيشهم المعارضه يعني لو الحال انصلح هيموتوا من الجوع او هينزووا في الأركان
اشوفك علي خير انا طالع شغل اسبوع كده بره القاهرة وهاجي اشوفك ان شاء الله
سلام يا كبير
اللي حصل معاك ده هو حال المجتمع المصري كله ماحدش بيحب ان حد يواجهه بالحقيقه او يعرفه غلطه وانات كنت واضح وصريح معاه علسان كده انتصب غاضبا ورقضك بس بالادب
هو مش معارضه هوز حكومىةوان اختلفت المسميات كلهم مبارك وان كان مبارك من وجهه اخرى اشرفهم على الاقل هو واضح وصريح وانت عارفه من الاول مش بيقول سعارات هو اول حد مابيطبقاش
ولا يهمك يا صاحبى هما ما يستهالوش انك تشتعل معاهم
بس صحيح هو عرف موضوع الماجستير ده ازاي؟
اه عايزين نتقابل بقى قبل رمضان وحشنى يا جدع انت
في شارع مصدق .. مفيش حد هيسمعلك فوفر على نفسك.ه
أما في وسط البلد تائهون كثر ، كلهم آذانٌ صاغية.ه
تجربة جديرة بالتأمل .. والتكرار أيضاً يا عزيزي.ه
كل الأمنيات بالخير.ه
انا مش مستغربه الحوار علي فكرا
اصبحنا مخوخين من جوه
كل سنه وانت طيب
رمضان كريم
احمد بيه
كيف الحال
اه حصل وده كان رأيك وقتها وانا قلتلك ساعتها ان اللي فاكر انه بتغيير الحكومة الحال هينصلح يبقي واهم
منتظرك
مصطفي ريان
معاك حق
عرفه اثناء تعارفنا قبل المناقشة
يا ريت اشوفك فعلا قريب
هيثم مكارم
ليت مصر كلها تتحول الي اذان صاغية وعقول واعية
دمت بخير
كيارا
انت فين؟
كل سنة وانت طيبة
شيء متوقع..هو بقي فيه صحافة في مصر من أساسه
ده إتعكاس لأحوال البلد في حاجات كتيرة
بلد العميان التي يعتبر الأعور نفسه فيها ملكا
تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق
مايكل
فعلا انا كتبته كمثل للأحوال وليس فيما يخص الصحافة فقط
انرت المدونة
Post a Comment