دي الليلة الكبيرة يا عمي والعالم كتيرة
ماليين الشوادر يا ابا م الريف والبنادر
دول فلاحين ودول صعايدة
دول م القنال ودول رشايدة
أهلا بكم في هذه الحلقة الجديدة ونعدكم بكل ما قد يزيل الغيم المتكأكئ علي أبصارنا في هذه الحقبة الوردية من تاريخ الأمة الفاخرفاصل ونواصل
حمص حمص
تل ما ينقص ع النار يرقص
يرقص ويقول اللي شاف حمص ولا كلشي
حب واتلوع ولا طالشي
بالطبع فقد سيطر حدث واحد علي ساحة الأحداث شئنا ام ابينا وهو بالطبع تداعيات مباراة مصر والجزائر التي أقيمت في السودان وبغض النظر عن نتيجتها فقد تلتها اعمال عنف كانت في الغالب تجاه الجمهور المصري أثناء عودة أفراده للمطار بعد خسارة منتخب مصر الوطني المباراة بما خلق حالة غير هينة من الغضب في نفوس الشعب المصري وحالة ترقب رهيبة للتصرف الذي ستأخذه الحكومة المصرية لرد كرامة رعاياها
هذا هو تلخيص الموقف والأن علينا ان نورد تحليلنا لمجمل الوضع ووضع تصور شامل للأمر مع ملاحظة ان كل هذا سيكون قبل انقشاع الغبار فالكل الأن مشدوه بما يحدث (وتوقف النشاط التدويني أحد المؤشرات )ه
ونفضل ان نورد تحليلنا في مستويات عدة تشرح كل تعقيدات الموقف
المستوي الرياضي
منتخب مصر بطل أفريقيا لدورتين علي التوالي لم يحتفظ بمستواه خلال تصفيات كأس العالم بما جعل النقاط السهلة تتسرب من بين يديه طوال مشواره ثم وحين صادف الصحوة وجد نفسه أمام الجزائر وكان في غني عن ذلك ، وبالنظر لمستواه الفني في مياراة الجزائر الأولي في القاهرة لم يظهر علي مستوي الحدث ولا الشحن المعنوي ولا التشجيع وأضطر نفسه - كالمعتاد - للإحتكام لمباراة فاصلةأخطاء الجهاز الفني بانت واضحة في التشكيل والتمركز وعدم وجود جمل فنية ولا تناسق ولا خطط إحتياطية وحلول لمظاهر متوقعة من الجانب الجزائري مثل التكتل للدفاع الخ
بان المنتخب الجزائري أكثر إحترافاً - والقصد بها القدرة علي تحويل الفرصة الي هدف - وأكثر إتساقاً مع نفسه حتي وان ظل يلعب تحت ضغط وهذا ما لم ينتبه له المراقبون فرحاً بالنصر الزائف وإعتبروا أن المباراة الفاصلة هي مجرد إستئناف للمباراة الأولي ولم ينتبهوا الي أن ظروف ومقصد وأرض وجماهير المياراة سوف تتبدل
فاصل و نواصل
يا حضرة الأراجوز قوللي
نعم يا عمدة عاوز إيه؟
منين يروحوا المتولي؟
إمدح نبينا وصلي عليه
بعد المباراة الفاصلة صرح الكابتن حسن شحاته بأننا قد فعلنا كل شئ ممكن في المباراة الا التهديف وفي رأيي فهذا التصريح جانبه التوفيق بالتأكيد فلم يكن هذا حال فريق يستعد منذ شهور ولديه خبرة ورصيد بطولات وسند معنوي هائل ولكن كان هذا حال فريق تشبع أفراده معنويا وماديا وثقلت حركتهم وافتقدوا التناسق فيما بينهم وصاروا جزرا منهم من له برامج علي الفضائيات والإعلانات الخ فمن أين سيأتوا بالتركيز وجدير بالذكر أن نقول ان اللاعبين كانوا معزولين بشكل شبه كامل عن كافة أحداث العنف سواء هنا في القاهرة او في أم درمان لئلا يتحدث أحدهم عن المعاناة النفسية وما الي ذلك
المستوي الإعلامي
يمكن تقييم الأداء الإعلامي سواء الحكومي والخاص بدرجة سئ جداً- الا فيما ندر- بمنتهي الإطمئنان فقد انساق وراء الإعلام الجزائري المهيج واختار أن يضاهيه في مراهقته ورعونته وحين فازت مصر في المياراة الأولي تعامل مع المباراة الفاصلة كأمر مفروغ منه - لا أدري علي اي اساس- بما رفع من نشوة الجماهير وصور السفر للسودان بأنه السفر لأرض الإحتفال ليس الا!!!هوحتي بعد الحدث زاد مستوي الحماقة في التناول وبدأ الخلط بين الجزائر الدولة والشعب وبين حكومتها التي أجرمت في حق الشعبين علي حد سواء لتنحدر لغة إعلامنا دلالة مرورنا بفترة اضطراب قيمي وتقييمي نضارع به جمهوريات الموز!!!ه
فاصل ونواصل
فتح عينك تاكل ملبن
فينك فينك تاكل ملبن
إوعي لجيبك لاالعيب عيبك
قرب جرب وسطن ايدك وسطن
نشن اضرب
يحميك يا ابني تبقي غالبني
قرب خد لك حتة ملبن
المستوي الحكومي
حظيت المباراة الأولي بجهد للتنظيم وان كان أغلب هذا الجهد قد انصرف للنواحي الأمنية ولم يطال عملية توزيع وبيع التذاكر وأفلت منه أيضا حركة لبعض المتعصبين والتي أدت لتحطيم حافلة الفريق وإصابة بعض أفراده بشكل نجح الجزائريون في استغلاله جيدا وتسويقه لصالحهم
أما عن المباراة الفاصلة فقد كانت مجمعاً للمساخر في هذا المستوي ، فالسفر للسودان كان قد تم الإعلان عنه بشكل سمي (الجسر الجوي)وتفاجأ أخر الأمر بأن السفر كان بتذكرة تراوحت بين الألفين والثلاثة الاف جنيه - للسودان والله- وأن الطائرات المخصصة كانت في سعتها تشبه الحافلات والمحصلة سفر بعض نجوم الغناء والتمثيل ورجال السلطة والحزب ليلتقطوا الصور مع المنتخب المصري الفائز بالضرورة!!!!ه
وكالمعتاد في هذه المواقف فما ان تأكد السفير المصري في السودان ان نجلي الرئيس قد ركبا بالسلامة حتي سلك وزملائه المسلك المعتاد في مثل هذه المواقف ، اختفي!!!هالنظام الحاكم!ه
إدخرنا الحديث عن الفعل الجزائري للنهاية وتحت هذا المسمي بالذات لكى نؤكد علي ان كل ما يحدث هو (لعبة سياسية )بين نظامين شموليين حاولا تجميل وجودهما بالتأهل لكأس العالم لكرة القدم- معشوقة الجماهير العربية والعالم- فدعم كل منهما فريقه بكل ما هو مشروع ومن دماء الناس- علي رضاهم- فنحن في مصر وعدنا كل لاعب بثلاثة ملايين جنيه أي ما يتعدي مجموعه ستين مليون جنيه!!!ه
ولكن علي الضفة الأخري كان الجزائريون لديهم استعداد قوي للخروج علي قواعد اللعبة
فاصل ونواصل
طراطير يا واد طراطير
الليلة الليلة السيرك تعالوا
دي فرجة تساوي جنيه قولوا هيه
بمناسبة هذا المولد يا ولاد برنامج سواريه
قولوا هيه
في السيرك شجيع يهجم ع السبع
ويركب دوغري عليه
قولوا هيه!!ه
العلاقات بين النظامين - لا الشعبين - لم تكن جيدة لأسباب غير معروفة فإذا أضفنا طبيعة الجزائريين الجبلية الصعبة وتنمرهم الكروي تجاه مصر بالذات منذ هدف حسام حسن الشهير وتربص دول عربية وغير عربية بمصر في الجزائر والصراع الدائر علي السلطة هنالك وكذا حالة التخلف وتذبذب الهوية الواضح وأخيرا الإعلام الحكومي أحادي التوجه يصبح لدينا مواد خام مثالية لقنبلة!!ه
وبالطبع فالفضائيات لدينا لم تنتبه لما يحدث ولم تفند إدعاءات النظام الجزائري أمام الشعب الجزائري فتركته فريسة سهلة للإعلام الجزائري المغرض
دلائل كل هذا التوحد العجيب لكافة وسائل الاعلام الجزائري في تناول الأخبار
وجرأتها في المصارحة بسب النظام المصري وتوجهاته بعبارات تقارب العبارات القطرية
وسب الشروق الجزائرية للسيد علاء مبارك بما يعني انها لا تفتقد المساندة بل ولا التوجيه
والجرأة- بل قل التطاول - العجيبة للسفير الجزائري في أدائه طوال ايام الأزمة
والمساندة العجيبة للجزائر من قبل قنوات الجزيرة القطرية
إذن فقد خرج النظام الجزائري عن القواعد وخطف الكعكة من أمام نظيره المصري وخاب أمل السادة الذين سافروا للسودان لإلتقاط الفرصة والصور!!!!ه
فاصل ونواصل
أنا شجيع السيما
ابو شنب بريما
اول ما اقول عالي هوب
واصرخ لي صرخة
السبع يتكهرب ويبقي فرخة!!!ه
المعضلة الأن هي ان من سافر للسودان وأمتهنت كرامته هناك ليس الفئة المطحونة التي تتكبد الخسائر فى كل حادث فيصبحون مادة ( اكل عيش) للصفوة ولكن الأدوار تبدلت فأهل الاعلام والحزب والممثلين والمطربين ظهروا في حالة يرثي لها وبشكل جماعي عصيب وإذ فجأة اكتشفوا ان لا أمان هنالك ولا سند ولأول مرة عاينوا الانكشاف التام!!!ه
وعلي طريقة المثل الشعبي اللذيذ (طمعانجي بني له بيت فلسنجي سكن له فيه!!ه) يفاجأ النظام المصري بالنظام الجزائري يخطف الكعكة من أمامه ويجهض فرصة ذهبية لإلتقاط الصور والعودة بعظمة الفاتحين بل ولا يتورع ان يهاجم الاستثمارات المصرية لديه ويهم بإخراجها!!!ه
والأن فان الكثيرين يرسمون علي وجوههم أبلغ أيات البراءة والدهشة ويسألون لم يحدث هذا معنا؟ وما كان لزوم هذا كله؟ وهؤلاء بالطبع لا يدرون أنها سنة الله تتحقق في أرضهنعم هذا جزاء أراه عادلا لمن فوض واجباته لمن لا يستحق وتوقف عن الاعتقاد أنها السياسة تكمن تحت كل حجر ، حتي وان كان الحجر في يد مشجع!!!!!ه
ـــــــــــــــــــــــــــ
الفواصل من الأوبريت الشهير الليلة الكبيرة للمبدع صلاح جاهين ، ومن الكوميديا السوداء فيما حولنا!!!!ه