Jul 21, 2010

فــاكــانــســي أم رشــا !!ه


كيف تري الأمور لو كنت تسكن وحدك ؟

بالطبع فإن هواة الحرية والانطلاق - نزل إيدك يا ابني هناك - سوف يتحفونني بمقالات رائعة متخمة بمصطلحات من عينة ( الخلاص )و ( اللي علي مزاجك )و ( بلا خنقة )الخ الخ

وإذا لم تكن سعادتك تقرأ هذا التدوين كماأقرأالجريدة-من الصفحة الأخيرة وصولا للسودوكو!!- فقد وقعت عيناك علي الصورة التي تتصدر التدوين - وهي التي لا علاقة لها بي وأقسم علي هذا !! - وهي تحمل العنصر الذي أردت الحديث عنه اليوم

دعونا ننسي الفئة التي طرحت عليها سؤالي والا فإن العديد من الروائح غير المستحبة سوف تبدأ في التصاعد - خصوصا اننا في الصيف -نتيجة ( التكبير ) لجامع القمامة و( التنفيض ) لصراصير المطبخ الخ الخ

لا أنكر انني شخص يحب النظافة ، وانني مثل باقي البشرية قد أقوم ببعض المجهودات الخلاقة في سبيل نيل بعض مطالبي - كما تسمح لي الظروف بين الحين والأخر وقد دونت إحدي هذه المرات هنــا- وان كنت لا أدعي ان النظافة لدي وسواس يحكم كل حياتي والا كنت قد تقدمت بطلب للهجرة منذ زمن!!ه

وأخر هذه الأوقات لم أكن أملك استعدادا عصبيا او حتي الوقت للتورط في مثل هذه العملية لذا فالحل يكون لدي ( أم رشا ) ه

ولمن لا يعرف أم رشا من قراء مدونتي المساكين أقول لهم : انتم لستم بأحياء!!ه
أم رشا ..يا عيني عليكي يا ام رشا..انها لتجربة فريدة ان تري ام رشا وهي ( تؤدب ) سجادة أعطاها لها احد السكان جزاءا لها - للسجادة وليس ام رشا-علي سفالتها اذا ما يوما أظهرت بعض الغبار الكامن فيها!!ه
أو تراقب تخطيطها لخوض مباراة ( مسح السلم ) كل صباح خميس..عليك ان تتأمل ( التشكيل ) الذي وضعته بطريقة واحد( للكنس- هند محترفة في مدرسة الأمل الخاصة!! )- واحد( للمسح وغمر المياه - رشا محترفة في غيطان الأرز!!) وأخيرا رأس الحربة واحد ( لجمع المياة والتجفيف والتنشيف - أم رشا محترفة في شركة المياة !!!)ه

ومن فوري اتجهت الي زوجها السيد مرتضي بشندي  بواب العمارة المجاورة والقائم بأعمال بواب عمارتنا الي أن يخترعوا أحدهم ، وككل صباح كان منهمكاً في أداء الطقس الصباحي برفع (ذيل ) جلبابه الي فمه - دلالة الجودة فالناس تشمر عن ساعد الجد اما مرتضي فليس أقل من ان يشمر عن ساقيه!!-وتوجيه فوهة خرطوم المياه الي اقصي ما يطوله من جهة اليمين أولا-علي السنة!-ثم جهة اليسار

صباح الخير يا مرتضي 
صباح النور يا بييي
مش خسارة المية اللي عمال تسرسبها كل يوم دي يا مرتضي؟ دي متنقية للشرب
ونجيب منين مية يا بييي؟
يعني وهو لازم رش مية؟ كيف يعني؟
بابتسامة صمغية- لا يا بييي بس الغبرة تركبنا عاد لو ما رجدنهاش!!ه
ترجمة: لا يا بيه بس التراب هيطلع علينا لو مش رشيت مية ترقده!!ه

ماشي يا مرتضي ، ابقي قول لأم رشا ان الشقة اشتكت من التراب اللي انت بترقده ده وهارجع العصر عشان افتح لها تشتغل فيها

أم رشا مش هنا يا بيي ، اني وصلتها البلد من يومين تقعد مع أهلها كام يوم

وهترجع إمتي؟

يعني ، عشر تيام كده

يا الله ، هل أحييتني يا ربي حتي رأيت اليوم الذي يقول فيه الصعيدي بفم ملؤه الثقة أن زوجته تقضي ( فاكانسي ) في البلد!!ه
لا حول ولا قوة الا بك يارب ، استر يا ستار ، دي القيامة هتقوم يا اخواننا ،هي يعني صحيح أم رشا قد تسلك سلوك البني أدمين غير المتجبرين في بعض الأوقات وقد أعترف انها قد - أقول قد - تحتاج الي إجازة مثل بقية البشر ولكن السؤال: ماذا علي أن أفعل الأن؟

لابد أن أقدح زناد فكري ،وزناد الفكر هذا لا يقدح هكذا بالنوايا الطيبة ، لاااا ، يلزمنا قضاء بعض الوقت عند عربة التين الشوكي علي الناصية لكي يستقيم الفكر ويعتدل!!ه

تغافلت عن شرودي أمام ثمار التين التي تتفتح علي يد الرجل الي ان شعرت بالإكتفاء حين وصلت الي قرار ،وان كان هذا القرار كلفني تيناً شوكياً بسبعة جنيهات!!ه

ألم تكوني انت أولي بهذه الجنيهات وزيادة يا أم رشا؟!!ه

استعنت بالله وانتويت أن أقوم انا بالمهمة ، وبالطبع لا أريد تكرار تفاصيل قد أكون سردتها قبلا هنـــا ولكن في هذه المرة قد أكون إزددت خبرة بأمور النظافة المنزلية وعرفت أجابة بعض الأسئلة من مثل :ه

لماذا تفضل الزوجات لف الرأس بإيشارب مع الحرص علي إبراز طرفيه من أعلي الرأس كأذني أرنب ( أرنب حبوب يعني عشان مش حد يزعل !!)أثناء التنظيف والتنفيض؟
ففضلاً عن أن هذا يدخل في صميم تقاليد العائلة المصرية المتوارثة فقد تبين ايضا ان لبس الإيشارب يحول دون إتحاد الغبار المتطاير مع دهان الشعر- إن وجد يعني ويتراوح بين الجاز وكريم فاتيكا!- وتحوله الي رقائق من أشياء طريفة جداً لا أنصح بتجربتها علي اي حال!!ه

ولماذا تتحول الزوجات أثناء عملية التنظيف الي أشكيف مخيف  - لو أضفنا لصورة الأشكيف شعر الرأس النافر وصوت الزئير والصراخ المفزع!!- لا تتحمل ان تري امامها اي من أفراد الأسرة يظهر عليه بعض الحبور؟

فقد وجدت أن كمية الغبار المستنشقة والمتراكمة علي تجعلني أحقد علي كل من يعبر أمام عيني نظيف الملابس من غير سوء كما انني كنت في ( عرض ) اي احد يجلس حتي بجانبي ليقول لي : تشجع ، فات الكتير ، جدع ، هات كويس من تحت السرير!!!ه

في العموم فقد انتهت العملية بحمد الله بسلام وأعتقد ان والدتي حين سمعت بالموضوع علاها الحبور والرضا فقد يكون تكرار الأمر لمرة أو مرتين قادمتين كفيل بركوعي أمامها طالبا العفو و الموافقة علي الزواج!!ه     

Jul 4, 2010

الخيــط الأســـود البغيض


إستلزم الأمر هذه المرة عاماً كاملاً لفهم الأمر من كافة جوانبه ، تطلب الأمر عاماً كاملاً للوصول الي حقيقة ان الخيط الأسود البغيض كان هناك ، منذ عام في دريسدن بألمانيا ، يلتف حول عنق الضحية مروة الشربيني ولا يتركها الا جثة غارقة في دمائها علي مرأي من ابنها الصغير
وقد أطل الخيط الأسود واضحا حين قال القاتل في التحقيقات ( أنه يرفض ان يأتي العرب للعيش في ألمانيا التي يجب ان تبقي للألمان )، قديماً لم تكن ( المدنية) التي انتقلت للأرض الجديدة في أمريكا بالقادرة علي تدميرهذا الخيط ونزعه من النفوس فرأينا السادة المتمدنين المستندين علي حضارة أوروبا يستحلون دماء ( الهنود الحمر ) أصحاب الأرض الأصليين وبتصريح من الكنيسة يساوي بين الهندي الأحمر والبهيمة ، والأرض كانت الجائزة
ودار الخيط الأسود البغيض دورته الي ان وصل إفريقيا وكان وازعاً علي موجات السادة المتحضرين - من فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا - وهي تتوالي ولا تتواني عن إبادة قبائل كاملة إذا ما وقف هذا في طريق إستخراج الذهب او الألماس ، وحين أخذ الخيط يتجمع ويتشابك إختار ( جنوب إفريقيا ) لتكون أرض الكراهية والتفرقة العنصرية والقتل غير المسئول للسود أصحاب الوطن الأصليين
هل لنا ان نتحدث عن هتلر وإذكائه لنزعة التفوق لدي الجنس الأري - الذي يقطن ألمانيا - وسيادته علي بقية الأجناس ، وعلي هذا فقد أسس الرجل للرايخ الثالث ومضي مستغلاً قوة بلاده ووطأة جيوشه ومحتقراً لكافة أجناس الأرض
أم نتحدث عن موسوليني ، الديكتاتور الإيطالي الذي أراد أن يعيد مجد روما التليد فلم يجد سوي أن يذهب للجيران ويطردهم من أراضيهم ، ولن نذكر فظائع الأحتلال الإيطالي في ليبيا
ومن بعدها لم ينقطع هذا الخيط الاسود ، ما زال يلتف حول أعناق أهل فلسطين ويطل من فوهة بندقية كل كلب إسرائيلي يرتعد رعباً اذا ما نزعت منه هذه البندقية
***************
لا تتعجبوا إن قلت لكم ان ما كتبته هذا لم يكن أبداً لتجديد الغضب وإيغار الصدور علي سكان أوروبا والغرب وأفكارهم ونظرتهم الينا ، بل ان ما يحتاج النظر اليه هو أحوالنا نحن ، في الوقت الذي كان فيه علماء االعرب يقيسون إرتفاع الأجرام السماوية ووزن الأرض وقطرها كان الأوروبيون يلبسون الجلود ويبيتون في الأكواخ ، وحين كان المسلمون في الأندلس كان الطلبة يقصدون قرطبة وغرناطة وغيرها ليدرسوا العلم ويعودون به الي أهليهم ، بنوا حضارتهم تأسيساً علي حضارة العرب وقد ينكرون لكن المصيبة انه اذا تحدث أحدهم عن انه ( لا يريد عرباً هنالك) فإننا لن نرد عليه بأن ( إنزع عنك حضارتك تلك إذن )ه
نحن لا نملك معرفياً أن نبث الي الأخر أسباب أن يقبلنا ، بالعكس نحن ماهرين في جعله كيف يرفضنا ، فأفضل العقول العربية حين تذهب اليه لن تكون هناك لكي( تجعل حياته أفضل) ولكن لأنها (هاربة من الفقر المدقع و الاستبداد في بلادها) وتذهب اليه هناك تستولي علي دخله
ودائماً في الوقت الذي ينبغي فيه ان نظهر التفهم والمناقشة لا يظهر منا الا الغضب والمظاهرات والعنف ، وحين يتطلب الأمر بعض الحزم والتشدد في المواقف لا يجدون الا كل تفريط وميوعة( الموقف من ضرب غزة والحصار ومن بعدهما قضية اسطول الحرية)ه
ِوالعجب اننا قد نستنكر ويستبد بنا الغضب - كأفراد - اذا ما صادفنا المعاملة العنصرية في أوروبا وأمريكا ولكننا ننسي أننا نستدعي نفس الخيط العنصري البغيض في التفرقة بين السنة والشيعة او حتي في معاملة المصري المسلم للمصري المسيحي والعكس( لاحظ معاملة المصريين للمسيحيين الأجانب وتعجب )ه
وبالطبع فإن البعض قد ينظر لحادث مقتل مروة الشربيني علي انه حادث إرتكبه مخبول ونال جزائه ، ولكنه أبداً لم يكن كذلك وورائه كل ما كتبت وأكثر وليس معني الا يتكرر الحادث بحذافيره بطلان تلك الخلفية ، فعشرات الحوادث التي تحدث يومياُ مع المغتربين تشي بأن هناك فجوة هائلة بيننا وبين الوعي يجب عبورها أولاً لكي نعبر الفجوة بيننا وبين الغرب