Jul 4, 2010

الخيــط الأســـود البغيض


إستلزم الأمر هذه المرة عاماً كاملاً لفهم الأمر من كافة جوانبه ، تطلب الأمر عاماً كاملاً للوصول الي حقيقة ان الخيط الأسود البغيض كان هناك ، منذ عام في دريسدن بألمانيا ، يلتف حول عنق الضحية مروة الشربيني ولا يتركها الا جثة غارقة في دمائها علي مرأي من ابنها الصغير
وقد أطل الخيط الأسود واضحا حين قال القاتل في التحقيقات ( أنه يرفض ان يأتي العرب للعيش في ألمانيا التي يجب ان تبقي للألمان )، قديماً لم تكن ( المدنية) التي انتقلت للأرض الجديدة في أمريكا بالقادرة علي تدميرهذا الخيط ونزعه من النفوس فرأينا السادة المتمدنين المستندين علي حضارة أوروبا يستحلون دماء ( الهنود الحمر ) أصحاب الأرض الأصليين وبتصريح من الكنيسة يساوي بين الهندي الأحمر والبهيمة ، والأرض كانت الجائزة
ودار الخيط الأسود البغيض دورته الي ان وصل إفريقيا وكان وازعاً علي موجات السادة المتحضرين - من فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا - وهي تتوالي ولا تتواني عن إبادة قبائل كاملة إذا ما وقف هذا في طريق إستخراج الذهب او الألماس ، وحين أخذ الخيط يتجمع ويتشابك إختار ( جنوب إفريقيا ) لتكون أرض الكراهية والتفرقة العنصرية والقتل غير المسئول للسود أصحاب الوطن الأصليين
هل لنا ان نتحدث عن هتلر وإذكائه لنزعة التفوق لدي الجنس الأري - الذي يقطن ألمانيا - وسيادته علي بقية الأجناس ، وعلي هذا فقد أسس الرجل للرايخ الثالث ومضي مستغلاً قوة بلاده ووطأة جيوشه ومحتقراً لكافة أجناس الأرض
أم نتحدث عن موسوليني ، الديكتاتور الإيطالي الذي أراد أن يعيد مجد روما التليد فلم يجد سوي أن يذهب للجيران ويطردهم من أراضيهم ، ولن نذكر فظائع الأحتلال الإيطالي في ليبيا
ومن بعدها لم ينقطع هذا الخيط الاسود ، ما زال يلتف حول أعناق أهل فلسطين ويطل من فوهة بندقية كل كلب إسرائيلي يرتعد رعباً اذا ما نزعت منه هذه البندقية
***************
لا تتعجبوا إن قلت لكم ان ما كتبته هذا لم يكن أبداً لتجديد الغضب وإيغار الصدور علي سكان أوروبا والغرب وأفكارهم ونظرتهم الينا ، بل ان ما يحتاج النظر اليه هو أحوالنا نحن ، في الوقت الذي كان فيه علماء االعرب يقيسون إرتفاع الأجرام السماوية ووزن الأرض وقطرها كان الأوروبيون يلبسون الجلود ويبيتون في الأكواخ ، وحين كان المسلمون في الأندلس كان الطلبة يقصدون قرطبة وغرناطة وغيرها ليدرسوا العلم ويعودون به الي أهليهم ، بنوا حضارتهم تأسيساً علي حضارة العرب وقد ينكرون لكن المصيبة انه اذا تحدث أحدهم عن انه ( لا يريد عرباً هنالك) فإننا لن نرد عليه بأن ( إنزع عنك حضارتك تلك إذن )ه
نحن لا نملك معرفياً أن نبث الي الأخر أسباب أن يقبلنا ، بالعكس نحن ماهرين في جعله كيف يرفضنا ، فأفضل العقول العربية حين تذهب اليه لن تكون هناك لكي( تجعل حياته أفضل) ولكن لأنها (هاربة من الفقر المدقع و الاستبداد في بلادها) وتذهب اليه هناك تستولي علي دخله
ودائماً في الوقت الذي ينبغي فيه ان نظهر التفهم والمناقشة لا يظهر منا الا الغضب والمظاهرات والعنف ، وحين يتطلب الأمر بعض الحزم والتشدد في المواقف لا يجدون الا كل تفريط وميوعة( الموقف من ضرب غزة والحصار ومن بعدهما قضية اسطول الحرية)ه
ِوالعجب اننا قد نستنكر ويستبد بنا الغضب - كأفراد - اذا ما صادفنا المعاملة العنصرية في أوروبا وأمريكا ولكننا ننسي أننا نستدعي نفس الخيط العنصري البغيض في التفرقة بين السنة والشيعة او حتي في معاملة المصري المسلم للمصري المسيحي والعكس( لاحظ معاملة المصريين للمسيحيين الأجانب وتعجب )ه
وبالطبع فإن البعض قد ينظر لحادث مقتل مروة الشربيني علي انه حادث إرتكبه مخبول ونال جزائه ، ولكنه أبداً لم يكن كذلك وورائه كل ما كتبت وأكثر وليس معني الا يتكرر الحادث بحذافيره بطلان تلك الخلفية ، فعشرات الحوادث التي تحدث يومياُ مع المغتربين تشي بأن هناك فجوة هائلة بيننا وبين الوعي يجب عبورها أولاً لكي نعبر الفجوة بيننا وبين الغرب

14 comments:

فكرة من الزمن ده said...

جيت اسلم
اروح اقرا

فكرة من الزمن ده said...

ليه بتقول بيننا وبين الاخر
ليه ماتقولش بيننا وبيننا
انزل من بيتك في يوم
وامسك ورقة ةقلم واكتب كل موقف تعتبره من وجهة نظرك عدائي عنصري ضد الاخر حتى لو كان الاخر جيران او ركاب يتزاحمون على ميكروباص
شيء مقرف ما وصلنا له
لكن احب اقولك اي واحد فينا بيتوجد ضمن منظومة صحيحة تحكمها قوانين صحيحة
بيبقى ترس سليم في ساعة فاخرة
يعني حتى وان كان العربي او المصري بيستجلب مشاعر العنصرية من السادة المتحضرين ضده وهو بينهم فبالتأكيد بيكون البذرة الاولى منهم لانه في النهاية غير مؤثر في الا بإرادتهم هم
تحياتي

حفيدة عرابى said...

كالعادة طرح رائع لأفكار متميزة ياأستاذى:)
حضرتك عرضت المشكلة

لكن دورى مثلا مش واضح بالنسبة لى
ممكن تكون ايه الخطة المناسبة لعبور الفجوة وصولا للوعى

لو على العنصرية مثلا
موجودة فى تصرفاتنا بشدة وفى أمثلة أقل شأنا وأكثر انتشارا بكثير من مجرد الشيعة والمسيحيين
وبتحصل من أفراد مش ممكن تتخيل يصدر منهم سلوك عنصرى

احنا مش بنحاول نسمع بعض يافندم

انا بعض زملائى فى المدرسة بيستنكروا انى أبدى اعجابى بشخصية عمر بن الخطاب
لانى وضحت لهم انى بحترم جدا شرف المقاومة الممثل فى حسن نصر الله على سبيل المثال



الرجاء اقتراحات لعبور الفجوة بينا وبين بعض على الاقل


متفقة مع الرأى السابق

أبو العريف said...

هذا الخيط الذي تتحدث عنه هو موجود وبشده في بلادنا بين ابناء الشعب الواحد
العنصريه هي مرض انساني منتشر في كل اجزاء العالم

موضوع متميز

تحياتي ه

Zianour said...

عود احمد

اما عن لخيط لاسود البغيض فقد حملته اكثر مما يحتمل

الخيط الاسود لبغيض موجود في كل النفوس وعلى كافة المستويات
ومع احترامي الكامل لذكرى مروة
الا اننا فهمنا اخيرا كيف نستفيد علامي من الحدث وكيف نضغط للحصول على مميزات اي نعم اننا في اول الطريق مش محترفين زي اولاد لعم بس اهوه بدانا
وعلى فكرة الخيط لاسود لا يفرق بين مسلم وغيره يعني مش عشان هي مسلمة ولكن عشان مختلفة واذكر العام قبل الماضي ان قتل شاب لاتيني هنا برصاص الشرطة واتخذت القضية نفس المسار تقريبا

المسألة هي عدم تقبل الاخر او الخوف الشديد من خلفيته او مجرد استحضار عرقية للتشبث بها في مواجهة الخليط العجيب للبشر في بلاد المهجر الغنية

اما عن الخيط الاسود البغيض في الفتوحات الافريقية والامريكية فالامر يختلف تماما وفي كل العصور ومنها العصر العربي المزدهر بالمناسبة كان هناك دوما الحرب للانتشار وفرض الثقافة ولحضارة الوليدة وكذلك الاستفادة من البلاد التي تم غزوها
الامر يخضع للسياسة وموازين لقوى وحسابات مختلفة
اي نعم ان الاسلام نظم قواعد للحرب والاستيلاء على البلاد الاخرى وكيفية معاملة الاسرى وخلافه ولكن حتى العصر الذهبي للحضارة العربية الذي تستشهد به لم يقم على العرقية العربية الخالصة
فمعظم العلماء من اصل غير عربي بما فيهم مفسري القران وجامعي الاحاديث جمعتهم اللغة العربية والدين الحنيف ولكن حتى في هذا العصر حدثت من رجال السلطة والذي كان لهم صفة دينية فظائع واغتيالات يشيب لها الولدان
اذن الامر يتعلق بالسياسة

اما عن العرب ووجع التدني في الحوار والوجود فللاسف العالم الاسلامي بكامله يسود به نفس لامر والمسلمون يتبعون بالعاطفة العرب حتى المسلمون المنحدرون من اصول اروبية ويسقدرون على فهم وافهام مجتمعهم ولكن لامر لمدهش ان المسلمين الغربيين لا يملكون رؤية عصرية ويخضعون بشكل مريب لقدر العرب رغم وجود فئة متفتحة من الذين يحاولون التجديد بشكل عصري الا انه يبدو انه ل احد يريد التجديد او الرفعة للامة الان على الاقل

لان الاسلام وكل ما يمثله هو العدو الذي يشغل الغرب وما زال من المبكر ايجاد عدو اخر جديد لالهاء الناس

يبدو ان الخيط الاسود البغيض من اساسيات الحياة في كل العصور وعلى جميع المستويات

تقبل كل التحية

عمرو (مواطن مصرى)0 said...

مولاناالتايه بأمر الله

أشتم رائحة نقاشانا فى تدوينتك تلك..
نسمى الله ثم نقول:
الفكرة الإنسانية التى تحمل القيمة أو تمثل بذرة التقدم, هى وليدة الجهد الذهنى للإنسان, والتساؤلات الملحةو الرغبة الصادقة فى التغيير والإرادة فى التنفيذ, وهى الفارق فى الوصول إلى منافع تلك الفكرة بين هذه الجماعة وتلك0
والفكرة ليست حكرا لأحد, والفارق فى الصدق والجهد الإنسانى لمن تحمل مشقة الوصول, ويبدأ فى جنى ثمار التطبيق, وليست الفكرة فى حقيقتها غربـية ولا هى شرقية0


الآن.. نردد أن تلك فكرة غربية..هذا, حين الوصم بالسوء, ونردد أيضا هذا البنطلون مستورد, حين المدح بالجودة!0
جودة البنطلون فى حقيقة الحال ماهى إلا محصلة للأفكار التى نعتقد بكونها سيئة!0
والتى هى أيضا فى حقيقتها إنسانية شاملة وليست غربية ضيقة!

حسنا..منذ عام فى دريسدن استشهدت الدكتورة مروة الشربينى وبعد أسبوعين تلقى الجانى أكبر عقاب جنائى فى القانون الألمانى!
أسبوعين!!
فى فبراير 2009..مر الخيط الأسود البغيض من هنا, قتلت السائحة الفرنسية ذات الـ17 ربيعا فى رحاب مسجد الحسين ,أرغب منك فى تعريفى بأى شخص مصرى يعلم العقوبة التى نالها الجانى/ الجناة,أرغب منك أيضا فى الإجابة عن سؤال آخر: هل تم القبض على الجناةبالأساس؟

أنباء عن إقامة تخليد للدكتورة مروة بساحة محكمة دريسدن, وأنباء أخرى عن إقامة مسجد ضخم قرب "برجى التجارة" بنيويورك!!
فهل نزهنا تاريخنا وفقهنا الدينى عن العصبية الدينية,أم أنهما يرسخان لهذا وبقوة!!

منذ فترة حدثنى صديقى عنها بلقب شهيدة الحجاب..قائلا :اسمها إيه دى؟.. لم يكن للاسم وجود..فقط الحجاب!
لسبب ما أجهله لم يسمى الفرنسيين السائحة الشابة بلقب "شهيدة السياحة"!!0

شهيد الإنسان البدائى فى "كترمايا" بلبنان ..مر هناك خيط أسود لم تراه البشرية منذ بضعة قرون , فى مشهد يذكرنا بأن الإنسان مازالت به بقايا البدائية..

ولسبب بسيط هو أن "محمد مسلم" للمصادفة لم يكن يرتدى حجابا, فلم تؤدلج قضيته, كما أنه تفرق دمه بين القبائل المناضلة المستقبلية والسلفية والشيعية ومناضلى الجنوب..فهذا دم تافه فى سبيل القضايا الكبرى!0

حسنا ..الغرب تاريخه دموى,ولكن تاريخنا أيضا دموى..الكنيسة الغربية بررت الإبادة,ثم توارت فى التاريخ..فماذا نحن فاعلون؟
نتحدث عن طاعة أولى الأمر وإن أخذ مالك وهتك عرضك..لم يتوارى الكهنوت الإسلامى بعد, ودليلى بالفضائيات خير شاهد!0

ننظر لهم بعين العاجز الحاقد, وعلى طريقة "كنت هقولها"..مرددين أن الإسلام قال هذا منذ "14 قرن"- أى "هذا" ,حتى لو كان "أى كلام"
0
ثم نحتمى بفكرة حقوق الإنسان التى نسبها حينا باعتبارها مفسدة ونستفيد منها حين الحاجة...بقدرة مدهشة على النفاق والغباء معا!0
شباب مصر الآن يستعينون بالاتحاد الأوروبى "أون لاين" فى قضية خالد سعيد وهو "شهيد مننا فينا"0

ولا ننسى بالطبع أن نقول بخطابة بليغة أن حقوق الإنسان جاء بها القرآن منذ 14 قرن,دون أن نجيب لماذا هى غير موجودة ببلادنا رغم أن 14 قرن كفيلة بجعلنا جميعا أعضاء بمنظمات حقوقية!0

الأفكار فى فلك العقل تدور..والشاطر اللى ينفذها.. قبل ما غيره يوصل لها وتتسجل باسمه.. ويظل يبكى بأنها أفكار هدامة وغزو فكرى0
تحياتى يا مولانا

عمرو (مواطن مصرى)0 said...
This comment has been removed by the author.
تايه في وسط البلد said...

فكرة من الزمن ده

كلام جميل كلام معقول..لكن لو لم ترضي الساعة الفاخرة عن هذا الترس باعتباره عنصر اقل فما هو الحل.؟
وهل يدرك الترس ابعاد المشكلة وحلها؟
كيف نحل الموقف بالاستفادة من وقائع التاريخ وثورة الاتصالات والفضائيات؟

كل الود والاحترام

تايه في وسط البلد said...

حفيدة عرابي

اهلا استاذتي

احنا كلنا متفقين مع الرأي السابق..انا بس بازود عليه اننا لازم نفكر بعمق في مشكلة العنصرية التي تواجه ابناء العرب والمسلمين في الغرب ونعرف أصلها ونحاول نضع لها حلولا

واولها اختفاء العنصرية والتفرقة فيما بيننا
الدعوة الي تساوي البشر في الحقوق والواجبات في كل زمان ومكان
عدم الوقوف في موقف المنسحقين امام الحضارة الغربية وابنائها فالمثقف الحقيقي يعرف اصل هذه الحضارات ويطاول بقامته قامة ابناء هذه الحضارات دون اي انبهار او انسحاق
النقل لفكر وثقافة هذه الحضارات خما فعلوا هم ودون حساسيات مفرطة..فالحضارة الانسانية اسهم فيها العرب قبلا وتغذي عليها الغرب ولا مانع من ان يحدث العكس الان
استغلال تقدم الاتصالات في تشريع صلات تعاون وعلاقات بين الشرق والغرب كأفراد ..فهذا ينفذ بنا الي عمق العقلية الغربية ويجعل الطريق قصيرا امام تذويب الحواجز
الاهتمام باللغة العربية وقواعدها والتيه فخرا بها امام الحضارات الاخري وبمنتجها
الخ
الخ
يعني دي اجتهادات بسيطة ويمكنك انت ان تضيفي لها اكثر بكثير

كل التحية والتقدير

تايه في وسط البلد said...

ابو العريف

ايوا يا سيدي مش قلت حاجة والله..ما هي البلهارسيا برضه موجودة في بلادنا ..هنسيبها يعني؟:)ه

اقصد انبه للموضوع وجذره اللي هنا وفرعه اللي هناك وانت اللي بتعاني في الاول والاخر مش الحكومات يا مستر

يسلم لي تعليقك

تايه في وسط البلد said...

زيانور

بالطبع تعليق مهم لأنه يأتي من الغرب

وليس لي اعتراض علي الجزء الأول من التعليق

وبالنسبة للجزء الثاني ففيه بعض النظر..ومن تحدث عن نزع السياسة والتنافس بين الدول من استعمار اراضي الأخرين ونهب ثرواتهم؟

الموضوع تحكمه السياسة ولكن السؤال: ما هي القيمة العليا التي تحرك هذا كله؟
القيمة العليا عند هتلر مثلا كانت في اعتقاده بتفوق الجنس الأري وأفضليته علي باقي الأجناس وبالتالي فقد سخر السياسة - وهي تشمل العسكرية بالمناسبة - لكي ينفذ اعتقاده

والقيمة العليا مثلا لدي الغرب قبل ذلك وفي غزوه اقاليم افريقيا هي أفضلية الرجل الأبيض المتحضر علي الأسود القرد المتخلف والذي يعيش علي أرض ذات كنوز لن يعرف قيمتها....وهذا الرجل الأبيض المتحضر حين جاء لإفريقيا سمي حملته ( عبء الرجل الأبيض )!! ولم يكلف نفسه تعليم او تمدين هذه الشعوب انما استعبدها الي ان صار الأمر صارخا تحت الكاميرات وشبكات الأخبار التي رصدت سياسة الأبارتيد في جنوب إفريقيا قبل ان يأخذ السود حقوقهم

لا أنكر ان الرجل الأبيض كان لحضوره وجها اخر..مثلما فعل مثلا ديفيد بروس في اوغندا..ولكنه وجه شاحب يقوم علي مجهود افراد وقيمهم.. لا حضارة شعوب وثقافتهم

اذن في هذا فإن الأمر تسيره السياسة لكن له قيمة عليا

الجديد هو ما ذكرته عن المسلمين الغربيين وسلوكهم واتمني لو زودتيني بأراء ومعلومات عن هذا بتفصيل اكثر سواء هنا او في تدوين لديك ولك جزيل الشكر

كل التحية والتقدير

تايه في وسط البلد said...

عمرو باشا

يا مغلبني :)ه

انت اجتذبت التدوين لنقطة نقاشنا ثم انطلقت وعليك ان تدقق اكثر

وبالطبع وككل مرة أضع تعليقك تدوينا للسادة المارين من هنا بكل فخر

ولي فقط بعض التعليقات علي بعض أجزاؤه

انت تتحدث عن ان الفكرة لا جنسية لها ولا منشأ..وانا اوافقك هناك بحر حضاري واحد صب فيه النهر الفرعوني ثم اليوناني ثم العربي ثم الأوروبي الخ..وعليك ان تقول كل هذا للسادة مدعي امتلاك حقوق الملكية الفكرية في الغرب كحجة لعدم تصدير تقدمهم لشعوب العالم..عليهم ان يقوموا بدورهم فقط كما قام به الفراعنة والعرب قبلا ولم يطالبوا وقتها بملكية فكرية وحجب معلومات وشراء حقوق وعلي علمهم قامت هذه الحضارات

واري ايضا انك قد اقحمت قضية قتيل كترمايا دون داع في مثل هذا الموضوع..لم تكن قضيته ومقتله - حتي لو كانت بهذه الوحشية - لأنه مصري بل لأنه اشتبه في ارتكابه جريمة بشعة..ولك ان تتذكر ان المصريين هنا يوسعون اللص ضربا اذا ما امسكوا به جزاءا يرونه عادلا - وانا انكره علي كل حال- قبل ان يسلموه...اذن القضية لا تخصنا هنا الا اذا كنت تدعي للدم المصري القداسة والأفضلية علي اي دم أخر وتطلب من الأخر توسيع الطريق له..اذن فالقضية تخصنا هنا لكن سوف ينقلب الأمر عليك!!ه
اخيرا انا اوافقك علي الامتناع عن النظر للغرب بعين التمنع والحقد وادعو لتغيير تلك النظرة لننهض بشعوبنا كما فعلوا هم قديما دون اي حساسية

كل التقدير اخي العزيز عمرو

عمرو (مواطن مصرى)0 said...

مولانا التايه

كل الشكر لإطرائك بحقى :)

حتى الآن أعلم أن الإنسان لم يصل بعد لمرحلة الإنسانية المثالية..هو فى الطريق ربما, قطع شوطا مبهرا بلاشك..لكنه لم يصلها!0
وتعليقى السابق لم يكن مغازلة فى الغرب على كل حال لكنه محاولة لاستيضاح الرؤية من نصف الملعب الشرقى0
كلامى السابق ينطبق على الشرق والغرب سواء بسواء, ولكن هناك من ينظر للأمام وهناك من عيناه خلقت فى قفاه كمن يشكلون المزاج العام فى مصر!0

الفكرة الإنسانية فى اعتقادى تشبه القانون.. يوجد من اكتشفه أو استنبطه لكن هو فى حقيقة الحال ليس مخترعه, فنيوتن ليس مخترع الجاذبية!
نيوتن اجتهد وأعمل عقله فى موقف يمر على الملايين غيره دون أدنى انتباه0

أى صانع للحضارة هو المستفيد الأول منها وبالطبع لن يمنح مقوماتها لخصومه مجانا..الفارق فقط فى المرحلة التاريخية..فلم يعط الفراعنة لغيرهم سر التحنيط, كذا لم يدخل العرب بالدين للبلاد ثم خرجوا عائدين لبلادهم مثلاً, ولكنهم أبوا إلا الاستفادة التامة من هذه البلاد بل وحكمها!0
ولو كان العالم قرية صغيرة وقتها لفرضت الملكية الفكرية ذاتها "أعتقد هذا"0

قضية كترمايا لم أقحمها وليس للدم المصرى خصوصية بالطبع, ولكن الجريمة أراها تتعلق بالخيط الأسود لب الموضوع, أعتقد أن لبنان وغيرها من البلدان مر بها حالات اغتصاب وقتل ربما أكثر بشاعة من قضية كترمايا ولكنها لم تنتهى بمثل ما شاهدنا الذبيحة المصرية!

على كل حال الأخبار التى أتت من هناك بدأت فى تبرئة "محمد مسلم"..أو على الأقل التشكيك فى قيامه بالجرم !

المصريين حينما يقبضون على "لص" يضربونه, ولكنهم للحقيقة غالبا ما إذا رأوا لص تطارده الشرطة يساعدونه فى الهرب, و يعتبرون عقابهم بديلا للسجن..وأيضا لم نرى بعد فى مصر ما شاهدناه فى "كترمايا"..ربما نراه قريبا0

تحياتى يا عمنا
ودمت بكل الخير

تايه في وسط البلد said...

عمرو باشا

أعرف من تعليقك الأول اننا متفقون في أغلب النقاط وان كان الخلاف فقط يحدو درجة حرارة وجهات النظر..فالموضوع لدي أبرد قليلا ليقيني ان المشكلات الأممية عمرها من عمر الأمم

فمثلا انا متفق معك في ان الفكرة ملك الجميع وان الشرق لا ينبغي ان يركن لماضيه ويكتفي به عن التواصل مع الغرب والانتفاع بما عنده ..وانت بهذا أشرت الي النصف الأخر من هذا المجتمع شديدالإستقطاب الذي ينحو شطره نحو الإنبطاح والأنسحاق امام الغرب - وهو الشطر الذي اشرت انا اليه- والشطر الأخر نحو الإرتكان علي الماضي والإنقطاع عن الحاضر وهو الشطر الذي تشير انت اليه..وكلاهما لا يعجبني

لكن ايضا حديثك عن ان الحضارات القديمة تماثل الجديدة في تمنعها عن العطاء تنافي الحقيقة وتجافي اعترافات فلاسفة الغرب أنفسهم عن ان الحضارة اليونانية بكاملها قد اعتمدت علي الحضارة الفرعونية..وعلي الأولي اعتمدت اوروبا كلها ان يكون لها تاريخ يلهمها..وحديثك عن التحنيط به المعية بالطبع لكن السبب في الأساس ان التحنيط طقس ديني مقدس لا يفشي سره..ويكفي تعلم اساليب الحياة لتنتقل الحضارة حتي ولو لم يكن فيها سر التحنيط!!!ه

وايضا لا ينبغي ان تتحدث عن ان العرب هم ايضا استفادوا من بلاد فتحوها وحكموها..فليس كل من يحتل بلدا ينشئ فيها جامعات - كما في الاندلس يحج اليها شباب اوروبا ليتلقوا العلم ويعودوا الي اهليهم...اما اذا كان عندك ما يدل علي ان العرب قد وضعوا قوانين ملكية فكرية او حظر تعليم جنسيات غربية فأحب ان تفيدني بها لعلي أراجع وجهة نظري

وكل ما تحفظت عليه في موضوع كترمايا هو ان السبب الأصلي للجريمة ليس الخيط الأسود البغيض العنصري...فلم يقتل محمد مسلم لأنه أسود أو عربي أو مصري..او ..او

ولكن ان تكون لم تر ما حدث في كترمايا في مصر فهذا محض تجني !!!ه

مناقشتك ثقافة لي يا مولانا..ودمت بالف خير يا استاذنا