************************
في البداية وباختصار نستطيع ان نقول ان اليمين في السياسة هو مجموع القوي السياسية التي تتسم توجهاتها بالمحافظة والبعد عن التطرف ولانها غالبا ما تجلس يمين الرئاسة في المجالس النيابية فقد اصطلح علي تسميتها بهذا الاسم
ولاسباب عديدة ومياه كثيرة جرت تحت الجسر فان الاخوان المسلمين اصبحوا من ابرز القوي السياسية في مصر هذه الايام
تأسست الجماعة عام 1928 م علي يد الاستاذ حسن البنا والذي كان وقتها مدرسا بمدينة الاسماعيلية فلاقت دعوته لتأسيس الجماعة الدعوية قبولا لدي الكثيرين وذلك يعود لاسباب عديدة منها انهيار الخلافة العثمانية الاسلامية الجامعة -ولو اسما- وتشرذم المساحات التي اخلتها الخلافة ما بين اقطار محتلة - مصر وسوريا مثلا-وبين اقطار يسيطر عليها العرب بترتيب مع قوي الاحتلال -ومنها قصة الشريف حسين ولورنس العرب المعروفة- وفي مثل هذه الاجواء تشحذ الحواس تمنيا لكيان يقوم مقام الغائب بعد قرون طويلة ظل فيها حاضرا. وهذا بالطبع كان سائرا جنبا الي جنب مع القوي الوطنية التي شحذت قوتها وشحنت االشعوب لكي تنال استقلالهاوتأسيس الدولة المدنية،ولكن ما كان في صف الجماعة دائما كان الوقوف علي ارضية شبه جاهزة وتملأ الفراغ المفاجئ-بغياب الخلافة. واتسعت الجماعة وتمددت وأصبح لها ذراع في كل بلد برعاية مؤسسها ومرشدها الاول وشخصيته الكاريزمية وطلاقة لسانه.ومثل ما كان للجماعة مواقف عديدة مشرفة مثل الجهاد في فلسطين كان عليها العديد من المأخذ -والتي من الطبيعي ان ترد من اي جماعه سياسية لكن تصبح علي مستوي المصائب اذا ما أتت من جماعة اسلامية- مثل التورط في عدد من الاغتيالات المشهورة والتي كانت تنفذ بواسطة الفصيل المسلح للجماعة(الجهاز السري) والذي اسسه الشيخ البنا لحماية الجماعة- علي حد قولهم -وانكر مؤسسه وجوده اصلا ثم فقد سيطرته عليه فيما يبدو فنفذ اغتيال للقاضي احمد الخازندار وهذا اقام الدنيا ولم يقعدها مما حدا برئيس الوزراء انذاك محمود فهمي النقراشي لحل الجماعة وحظر نشاطها ومصادرة اموالها وقررت الجماعة اغتياله هو الاخر وهذا سد مسالك كثيرة كانت قد بدأت تتفتح بين الجماعة المتسعة والقصر فاقد الشعبية بل ودعا هذا القصر للتخطيط لاغتيال الشيخ البنا وافلحت المحاولة وكانت بيد رجال البوليس المصري،ووقتها كانت الجماعة مصدر الهام فائق بما جعلها الاختيار الاساسي والاول لمن اصبحوا اعمدة الدعوة والسياسة في مصر من مثل الشيخ الغزالي والشيخ القرضاوي ود.محمد عمارة وغيرهم ومثلهم الكثير من ضباط الجيش الذين كانوا من كوادر الضباط الاحرار منتمين اليهم او علي الاقل متفهمين لمواقفهم وبالذات هؤلاء الذين صادفوا مجاهدي الاخوان في حرب فلسطين1948 :بل ان جمال عبد الناصر نفسه شارف علي الانضمام اليهم لكنه عزف عن الاستمرار كأغلب من ذكرناأسمائهم وفي هذا استطيع ان اجزم ان الجماعة بداخلها شيئ لم يجعلها قادرة علي استيعاب هؤلاء. وبالطبع لم تترك الجماعة لعبة السياسة باغتيال مرشدها او بقيام الثورة وتناوبت فترات من الشد والجذب بينها وبين مجلس قيادة الثورة حتي كانت محاولة اغتيال عبد الناصرفي ميدان المنشية بالاسكندرية عام1954ولم يفلح انكار الجماعة مسئوليتها او اعتراف الجاني في منع السياسة ان تسفر عن وجهها القبيح مرة أخري للجماعة ويشحن أعضاء الجماعة الي المحاكمات العسكرية والمعتقلات ليذوقوا المر طوال حقبتي الخمسينيات والستينيات. وانتقل الاخوان في نشاطهم من فوق الساحة السياسية الي ما تحتها حتي منتصف السبعينيات حين يقترح الوزير والصديق عثمان احمد عثمان-والذي نشأ بالعريش وازدهرت اعماله في الاسماعيلية- علي صديقه الرئيس السادات ان يتخلص من الصداع الذي يسببه الناصريين واليساريين المعارضين لخطواته المتسارعة نحو الأحضان الأمريكية والاسرائيلية في الجامعات والنقابات بأن يفرج عن الاخوان المعتقلين ومساندتهم واستخدامهم لضرب قوي اليسار المناوئة لتوجهاته..وينجح المهندس عثمان في هندسة اللقاء بين الرئيس والمرشد وقتها السيد عمر التلمساني ....ويقبل المرشد الصفقة،ويعود الاخوان للساحة السياسية المصرية من جديد...ولم تكن اي عودة
ولاسباب عديدة ومياه كثيرة جرت تحت الجسر فان الاخوان المسلمين اصبحوا من ابرز القوي السياسية في مصر هذه الايام
تأسست الجماعة عام 1928 م علي يد الاستاذ حسن البنا والذي كان وقتها مدرسا بمدينة الاسماعيلية فلاقت دعوته لتأسيس الجماعة الدعوية قبولا لدي الكثيرين وذلك يعود لاسباب عديدة منها انهيار الخلافة العثمانية الاسلامية الجامعة -ولو اسما- وتشرذم المساحات التي اخلتها الخلافة ما بين اقطار محتلة - مصر وسوريا مثلا-وبين اقطار يسيطر عليها العرب بترتيب مع قوي الاحتلال -ومنها قصة الشريف حسين ولورنس العرب المعروفة- وفي مثل هذه الاجواء تشحذ الحواس تمنيا لكيان يقوم مقام الغائب بعد قرون طويلة ظل فيها حاضرا. وهذا بالطبع كان سائرا جنبا الي جنب مع القوي الوطنية التي شحذت قوتها وشحنت االشعوب لكي تنال استقلالهاوتأسيس الدولة المدنية،ولكن ما كان في صف الجماعة دائما كان الوقوف علي ارضية شبه جاهزة وتملأ الفراغ المفاجئ-بغياب الخلافة. واتسعت الجماعة وتمددت وأصبح لها ذراع في كل بلد برعاية مؤسسها ومرشدها الاول وشخصيته الكاريزمية وطلاقة لسانه.ومثل ما كان للجماعة مواقف عديدة مشرفة مثل الجهاد في فلسطين كان عليها العديد من المأخذ -والتي من الطبيعي ان ترد من اي جماعه سياسية لكن تصبح علي مستوي المصائب اذا ما أتت من جماعة اسلامية- مثل التورط في عدد من الاغتيالات المشهورة والتي كانت تنفذ بواسطة الفصيل المسلح للجماعة(الجهاز السري) والذي اسسه الشيخ البنا لحماية الجماعة- علي حد قولهم -وانكر مؤسسه وجوده اصلا ثم فقد سيطرته عليه فيما يبدو فنفذ اغتيال للقاضي احمد الخازندار وهذا اقام الدنيا ولم يقعدها مما حدا برئيس الوزراء انذاك محمود فهمي النقراشي لحل الجماعة وحظر نشاطها ومصادرة اموالها وقررت الجماعة اغتياله هو الاخر وهذا سد مسالك كثيرة كانت قد بدأت تتفتح بين الجماعة المتسعة والقصر فاقد الشعبية بل ودعا هذا القصر للتخطيط لاغتيال الشيخ البنا وافلحت المحاولة وكانت بيد رجال البوليس المصري،ووقتها كانت الجماعة مصدر الهام فائق بما جعلها الاختيار الاساسي والاول لمن اصبحوا اعمدة الدعوة والسياسة في مصر من مثل الشيخ الغزالي والشيخ القرضاوي ود.محمد عمارة وغيرهم ومثلهم الكثير من ضباط الجيش الذين كانوا من كوادر الضباط الاحرار منتمين اليهم او علي الاقل متفهمين لمواقفهم وبالذات هؤلاء الذين صادفوا مجاهدي الاخوان في حرب فلسطين1948 :بل ان جمال عبد الناصر نفسه شارف علي الانضمام اليهم لكنه عزف عن الاستمرار كأغلب من ذكرناأسمائهم وفي هذا استطيع ان اجزم ان الجماعة بداخلها شيئ لم يجعلها قادرة علي استيعاب هؤلاء. وبالطبع لم تترك الجماعة لعبة السياسة باغتيال مرشدها او بقيام الثورة وتناوبت فترات من الشد والجذب بينها وبين مجلس قيادة الثورة حتي كانت محاولة اغتيال عبد الناصرفي ميدان المنشية بالاسكندرية عام1954ولم يفلح انكار الجماعة مسئوليتها او اعتراف الجاني في منع السياسة ان تسفر عن وجهها القبيح مرة أخري للجماعة ويشحن أعضاء الجماعة الي المحاكمات العسكرية والمعتقلات ليذوقوا المر طوال حقبتي الخمسينيات والستينيات. وانتقل الاخوان في نشاطهم من فوق الساحة السياسية الي ما تحتها حتي منتصف السبعينيات حين يقترح الوزير والصديق عثمان احمد عثمان-والذي نشأ بالعريش وازدهرت اعماله في الاسماعيلية- علي صديقه الرئيس السادات ان يتخلص من الصداع الذي يسببه الناصريين واليساريين المعارضين لخطواته المتسارعة نحو الأحضان الأمريكية والاسرائيلية في الجامعات والنقابات بأن يفرج عن الاخوان المعتقلين ومساندتهم واستخدامهم لضرب قوي اليسار المناوئة لتوجهاته..وينجح المهندس عثمان في هندسة اللقاء بين الرئيس والمرشد وقتها السيد عمر التلمساني ....ويقبل المرشد الصفقة،ويعود الاخوان للساحة السياسية المصرية من جديد...ولم تكن اي عودة
3 comments:
جزاك الله خيرا علي هده المعلومات لكن حاول ترسم نفسك في كتاباتك عشان اعرف عليها بعد كده دون قراءة اسمك و اعرفك منها و بالتوفيق ان شاء الله
انا مش عارفة اصنف تدوينك ده واسميه ايه ....عموما تكلم حتي اراك
اولا احب ان اهنئك علي هذه المدونه التي اري انها ستكون قيمه ان شاء الله ثانيا اتفق معك فيما قلت عن الأخوان حيث انها كلها حقائق تاريخيه واتفق معك تماما في جزمك بانه هناك ما يمنع اغلب من ينضمون للمنظمه لا ينخرطون فيها او يتركوها سريعا واكيد ان تلاحظ ان الجماعه منذ تاسيسها لم تحقق اي نجاح سياسي بارز اذ ان اعظم نجاح كان عندما عين الشيخ الباقوري وزيرا للأوقاف في احدي وزارات الرئيس جمال عبد الناصر وساعتها تم فصل الشيخ من الجماعه ويعد ما تحقق مؤخرا هو اعظم نجاح سياسي لجماعه عمرها الآن يقرب الثمانين عاما وهو فوزها بما يناهز ثمانين مقعدا في مجلس الشعب في انتخابات بدات نزيهه وانتهت نهايه مفجعه عموما حتي لا اطيل منتظر باقي كتاباتك اخي الفاضل وساعلق باستمرار ان شاء الله متمنيا لك دوام التوفيق
Post a Comment