إنه العام يجود بأخر أنفاسه ، ولم يكن لأدعه يمر دون ان أستوقف نفسي وأسألها :ه
ماذا فعلت بأنعم الله ؟
وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة والقرب والبعد والدروس والمقاصد هناك شئ يخص المدونة أخذ كثيرا من مساحتها دون ان أوضح المقصد منه ولا ينبغي ابدا ان اترك العام يلم ذيوله دون ان اشرح المقصد حتي لو تبين لي في النهاية اني ما كنت أخاطب سوي الريح
في اكثر من دستة من التدوينات علي مر اكثر من اثني عشر شهرا قصدنا ان نشير الي التيارات السياسية الغالبة بحضورها علي الساحة السياسية المصرية في الوقت الراهن ، توضيحا باختصار غير مخل للأفكار التي ترتكز عليها تلك التيارات ؛ تاريخ نشأتها ؛ اسهاماتها علي الساحة السياسية وما لوحظ عليها من تقصير في أداء مهماتها بعين حاولت تقصي الحياد والموضوعية قدرما استطاعت
ولم يكن هذا فيما أري استعراضاً ساذجاً للمعلومات او حيرة في مساحة لا تجد ما يملأها من كلام او نحو ذلك ، لم يكن كل هذا الا احساساً عميقاً بالمسئولية ممن رأي بعينيه بشاعة الهاوية التي يتردي فيها أهله ومجتمعه فلم يملك الا ان يصرخ منبها جهد صوته
ولأني لا أريد هذا التدوين طويلاً خطابياً بقدر ما اتمناه كاشفاً فقد أوثر هنا ان انتقل الي مجموعة الحقائق التي ارتكزت عليها في كتابة مثل هذه التدوينات
أولها أن مصر ليس لها من دور او مكانة او منزلة في المجتمع العالمي دون
ان تمر علي طريق التنسيق مع اخوانها العرب وقيادتهم نحو دور عربي فاعل ، وذلك يظل صحيحا حتي لو تحدثنا بلغة المصالح لا الوازع الديني والتاريخي والأخلاقي والتراث المشترك و و و الخ
وثانيها ان نظام الحكم في مصر لم يعد ملائما للمجتمع المتنامي في مصر
ولا مواكبا للتطور الذي يفيض علي جنبات العالم
ولا حتي ملبيا للحد الأدني لأحتياجات قاطنيه لم يعد يناسب سوي حكامه فقط !!!ه
ومراقبة السلطات والفصل بينها وضمان المساواة والعدالة في الفرص والواجبات والضرب علي يد من يحاول الخروج عن النظام الخ
سابعها أن المعارضة من أقصي اليمين الي أقصي اليسار ونتيجة عوامل كثيرة أصيبت في صلب أولوياتها وأفكارها بنوع غير هين من التشوهات وهذا سبقه بالطبع غياب القيادات القادرة وشروع السلطة في اقامة الحواجز بين التيارات السياسية والشعب حاجزا تلو الأخر الي أن وصلت هذه الكيانات في الزمن الأخير الي حالة غريبة من العجز والتخبط والتشتت أصبحت
في معظم الأحيان مدعاة للعجب والشفقة ، بعدما أثارت الإحتقار في أحيان سابقة
ثامنها أن الذين قاموا بشحذ همتهم والتقدم بجرأة لأخذ خطوة علي طريق الألف ميل المقرر للإصلاح وجدوا أنفسهم أمام طوفان سلطوي عتيد وأزيحت كل إجتهاداتهم جانبا ووطئت بالأحذية بل وطوردوا هم ومعاونيهم وأدينوا في قضايا يعلو الغبار صحتها وللأسف لم يجدوا أي حماية او حتي صدي لأصواتهم التي بحت لدي الشعب الذي كانوا يدافعون عن حقه
تاسعها ان هناك من الأجيال جيل لن يصمت إزاء كل الهوان الذي يلاقيه وسوف يعبر عن إرادته الحرة في وجه أعتي العتاة دون اي شائبة خوف أو وجل ، سوف تكون أرواحهم نقية لم تلوثها المحسوبية والرشوة ولم يدنسها التقاتل علي دنيا حقيرة ومعيشة هي لمعيشة البهائم أقرب
جيل سوف يتيقن من إنسانيته ومن حقه في فتح طاقة ليفيض بنوره علي مشارف الأرض ويقيم ميزان العدل ، ميزان الله الواحد الأحد ، وهذا الجيل للأسف لن يملك الا ان ينظر للأجيال التي سبقته بكل إحتقار كنظرتنا نحن لمن خضع قبلا من اهلينا للمماليك والعثمانيين وسوف ينظر بكل إكبار لأجيال طعمته بالكرامة والرقي وحب الحق والخير والجمال كنظرتنا نحن للذين طردوا الفرنسيين و الإنجليز والصهيونيين من بعدهم
وأقول بأني أحب أن ينظر اليّ ابني بإكبار لا بإحتقار ، يكبر فيبرني بدلا من ان يعقني وعيناه مليئة باتهام صامت لي وأترابي بأني قد سلمتهم راية مدنسة ، لا منكسة
***************************