Jun 9, 2011

الحواس الغائبة في ارض العرب(2)ه

فيم كنا نتحدث؟
أه..كنا نقول ان فلسفة الإستراحة في الصندوق تحكم كل تصرفاتنا ولولاها لكان الحال غير الحال..اساس المشكلة واساس اي تخلف متوطن او ترقي بطئ هو التخبط داخل الحيز الذي نفرضه لأنفسنا ومع ميل للكمون وعدم التغيير والتجديد وكشف الغطاء اتقاءاُ لنوازل البرد مع ان الهواء الجديد دائماً ما يجدد الفكر ويغسل الرئة..وهذا كله يصاحب بالتسلط علي المجددين وأصحاب دعاوي الخروج من الصندوق والتمرد علي الواقع المتخلف والفكر القمئ الذي يسحب أهله للحضيض..وبدلاً من ان يتفرغ المجدد او المفكر لمواصلة تفكيره وتأملاته والتنظير للواقع وكيفية علاجه والمستقبل وكيفية إنارته يظل طوال عمره يدافع عن نفسه انه ليس ملحداً ، او انه ليس إباحياً او انه لا يخرف الي ان يكون مصيره القتل(فرج فودة والذهبي وغيرهم) او النبذ والتجريس(توفيق الحكيم ومصطفي محمود وغيرهم) او ان يزهد في المجتمع بخيره وشره ويواصل جهده غير عابئ (جمال حمدان والمسيري) او يعود المفكر لحظيرة المجتمع قانعاً بسلامته وابتسامات الناس الطيبين!!! وينعزل ويذوي ويموت

حسناً..دعونا نحدد المسالة أكثر..ما رأيكم لو قلت لكم ان التخاطب بين أفراد المجتمع شبه مفقود وأن أغلب أفراد المجتمع - علا شأنهم أو صغر- بحاجة الي خبير تخاطب اذا جاز لنا التعبير يعلمنا كيفية التواصل مع الاخر ..وهذا الاخر ليس أجنبياً انا اتحدث عن الأسرة والجيران والزملاء والأصدقاء...حاسة السمع مثلاً تعتبر غائبة في أرض العرب وهي نتاج حالات التخلف المتراكم والتي جعلت الكلام دائما أحادي الإتجاه ودوما من أعلي الي اسفل دون اي امل في استقبال اي خطاب...هل تنكر؟ حسناً دعني أبرهن لك

اذا ما افترضنا ان أحدنا قد عرف عنه رأي ما في قضية معينة واستدعي في برنامج يشاهده الملايين يومياً لكي يناظر أحد من يخالفه الرأي وذهب..فهل تتوقع انه يذهب بوازع ان يطرح فكرته علي الناس ولدحض حجة مناوئه ام ل(الحوار)مع مناظره واستعراض فكرته وفكرة مناظره وتبين نقاط القوة والضعف في كل منهما  ثم الوصول لأرضية شبه مشتركة..والإعتراف بشجاعة بأن الخطأ كان من نصيبه-ان كان- وأنه يوافق مناظره او علي الأقل يقول ان فكره بحاجة لمراجعة

حاسة السمع التي غابت فغيبت معها (الحوار) الذي يقوم عليه اي تواصل إنساني غالباً ..استبدل هذا بالتمترس والتعسكر وإضفاء التميز بالإصرار علي الرأي والمذهب مع ان كل طلعة شمس تحمل معها ملايين الكلمات وملايين الخواطر وملايين الأفكار التي قد تمسح رأيك هذا من الوجود ولكن ماذا نقول؟


لا يتنصلن أحد منا ويقول الحمد لله مش انا!!! هذا امر واقع ولم يعتق منه الا ما رحم ربي والمنعتقين هم اكثر من يعاني اما نحن فمتورطون حتي الأذقان...مجرد ان نكره لأحد ان يقول رأيه لأنه يخالف ما نعتقده..ونظل نقاطعه ونعارضه ونشوش عليه لأننا لا نتحمل مجرد ان يتكلم ..ننشر فقط للرأي الذي يوافقنا ولا ننشر للحوار الذي يصطرع فيه هذا الرأي مع الرأي الأخر

إن البلية لو كانت اقتصرت علي هذا لكانت هينة ولها علاج ولكن الأمور أسوأ من هذا وتستلزم فعلاً وقفة كل منا مع ذاته ليعرف لم يفعل  ما يفعل ولم يظلم نفسه ومجتمعه بسلوكه هذا..مثال واضح علي كلامي اسوقه التدوين القادم مستشهداً بأشهر مناظرة حدثت في الحقل الثقافي المصري (الإسلام-العلمانية) ه

1 comment:

r said...

حاسة السمع مثلاً تعتبر غائبة في أرض العرب وهي نتاج حالات التخلف المتراكم والتي جعلت الكلام دائما أحادي الإتجاه ودوما من أعلي الي اسفل دون اي امل في استقبال اي خطاب...هل تنكر؟
لا طبعا أنا أقر بذلك
بس مش معناه عدم استعداد للعكس بل هى ثقافه نشأنا عليها ومحتاجه تعب ذاتى للتغير أو يكون حد بجانبك من الاصدقاء العاقلين ويوقفك لما تزيد
دى تجربه بتعملها معايا صديقه مقربه الحقيقه
-----------------------
فى انتظار المناظره لان الموضوع الربط والتقريب بين الفكر الاسلامى وبين مصطلحات غربيه زى
العلمانيه- ليبراليه- تخلف ثقافى
مجال مهم ايضا للوصول لارضيه نشارك بهم الاخرين المختلفين عنها
عايزينها بأسلوب بسيط دا المهم
التحيه دائمه