Jun 21, 2011

وسط البلد - شارع شريف


شارع شريف

االشارع المسمي بشارع شريف هو من اهم شوارع وسط مدينة القاهرة واكثرها حيوية لا  يفتقد ابداً الي الطرز المعمارية الراقية (الروكوكو)و (الباروك) التي ميزت المعمار في اوروبا إبان عصر النهضة..تستطيع ان تدخل الشارع من شارع 26 يوليو  وتمضي به- في استقااااامة بديعة  صارت شبه معدومة في اكبر شوارع مصر الأن  فما بالك بشوارعها العادية- الي ان تنتهي الي شارع البستان ثم شارع عبد السلام عارف وميدان باب اللوق
الشارع يذخر بالمحلات والمتاجر ومكاتب الترجمة والمكتبات والبنوك المهمة ايضاً وإن كان يحمل سمة أهدأ كثيراً من شارع طلعت حرب الغاص بالمتاجر والرواد والسينمات



الرجل
يلقب "محمد شريف باشا" بأنه ابو الدستورية المصرية وهذا لإسهامه بفكره ونزوعه لرفض فكرة الحكم المطلق .. تزوج من كريمة سليمان باشا الفرنساوي علي ما وجد فيه الاخير من خلق رفيع وعلو الهمة وقد تدرج في مناصب كثيرة مع كل من الخديو سعيد الذي عهد اليه وزارة الخارجية عام 1857 والخديو اسماعيل الذي قدر كفائته وعفته وعلو نفسه فعهد اليه بوزارة الداخلية ايضاً ولما سافر للأستانة عام 1865 جعله "قائم مقام" عنه في غيبته وهو شرف لم ينله احد قبله من خارج عائلة محمد علي
جدير بالذكر ان وزير الداخلية انئذ كان هو الرجل الثاني في الحكم ..وقد افتتح الخديو اسماعيل "مجلس شوري النواب" وشريف باشا في هذا الموقع بما يعني انه كان في رعايته..وتواصلت إنجازات الرجل في أرفع المواقع السياسية الي ان جاء العام1879 وتقدم شريف باشا باستقالته رافضاً الخضوع للتدخل الأجنبي الذي عم الحكم في مصر ..ولفت هذا نظر الوطنية المصرية والنخبة فنادت بعودته رئيساً للنظارة مرة أخري وحينها عاد مقرراً مبدأ المسؤلية الوزارية امام مجلس شوري النواب بما وضع الحجر الثاني للأساس الدستوري المصري
وثالثة الأثافي التي ارتكزت عليها الحياة الدستورية المصرية في نشأتها كانت في وزارته الثالثة عام 1881 حين أتي هذه المرة مدفوعاً من الشعب ونخبته العرابية علي ان يؤسس مجلس شوري النواب بصورته الحديثة في بحث شؤن الحكم ومراقبة الوزارة علي كره من الخديو توفيق بالطبع
وما يعنيني من هذا كله ليس سرد الحوادث التاريخية او تبيان عظمة وحكمة الرجل فأخرين أقدر مني علي هذا او ذاك....إن كل ما اريد التركيز عليه وهو


الملاحظة ان دخول مصر الي نظام الحكم الدستوري كان رؤية رجل او رجال من النخبة لتلافي الشرور التي جلبها الحكم المطلق الأعمي-حكم اسماعيل- او المرتكن علي الأجانب وهو وصف مهذب لحكم الخديو توفيق..وهذا علي نبله الا انه يكشف الي ان مصر لم تتحول من الحكم المطلق الي الحكم الدستوري في ظروف طبيعية ولكن ضغط النفوذ الأجنبي الذي تحول بعدها الي احتلال وايضاً ضعف الحكام وانفصالهم عن عموم الشعب جعل المولود مشوهاً يحيا في ظروف غير صحية استمرت معه حقباً بالإحتلال والإقطاع وحقباً بالحكم العسكري المستبد بالرأي والمستأثر بالرؤية والقرار وأخيرا حقباً بالاستبداد واللصوصية ومص دماء المصريين
تصور مثلاً عدم وجود شخص مثل شريف باشا في موقعه أنئذ..او افترض مثلا صورة مصر حال تعقل اسماعيل عن طلب كل هذه القروض وفتح باب النفوذ الأجنبي والاحتلال من بعده!!ه


اي ان دخول مفهوم الدستور الي الحياة السياسية المصرية لم يكن باتفاق شعبي اجتمعت عليه فئات الشعب بعد ان تبينت اهميته ومكانته لتأسيس مجتمع وتنميته ولكنه كانت مبادرة من شخص مطلع  ومخلص لمجتمعه واجتمعت الصدف علي ان يكون متنفذاً في هذا الوقت!!ه


ما أريد أن أؤكد عليه هو اننا يجب ان ننظر للفترة الحالية علي انها المرة الأولي التي يجتمع فيها المصريون علي إختلاف طوائفهم ورتبهم وعقلياتهم ومرجعياتهم ليضعوا دستوراً كعقد بين الحاكم والمحكوم وبين المحكومين وبعضهم..وفي هذه الحالة ينبغي ان تكون مفاهيم الدولة والدستور والعقد الإجتماعي والقانون المدني وغيرها واضحة في أذهان الناس وايضاً تلاقي منهم إرتياحاً وتوافقاً مع معتقداتهم وتراثهم الديني
%%%%%%%%%%%
هل مفهوم الدستور والنصوص الوضعية يخاصم تراث الإسلام والمرجعية الإسلامية؟..نحاول الإجابة التدوين القادم

Jun 19, 2011

عن العلمانية



الكتاب الذي يوسم بالمرجع الجامع في مسألة العلمانية ولقراء اللغة العربية -اذا ما قرر العرب يوماً القراءة والتفكر- هو كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري [العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة] وهو الذي طبعته دار الشروق علي جزئين ..قصد المسيري في الجزأ الأول ان يفصل (للنظرية) اي التعريفات عند مختلف المفكرين والفلاسفة وأوجه التباين والتطابق بينهم والخروج بتعريف تقريبي للعلمانية ولم يكتف بذلك بل عرض بعض التعريفات الملتحقة بالعلمانية والملتصقة بها والتي غالباً ما تمتزج مع غالبيتها في منظومة واحدة..أما الجزء الثاني فقد حجزه المسيري لعرض (التطبيق) اي أمثلة تفصيلية لنظم طبقت العلمانية بمختلف الصور والمفاهيم

عبد الوهاب المسيري في رحلته الفكرية العظيمة التي كانت اكبر أهدافها الإنتهاء من موسوعته الجامعة (اليهود واليهودية والصهيونية) في الاف الصفحات - صادف في طريقه اثناء وضع الموسوعة عشرات الأفكار التي تتماس مع موضوع الموسوعة الأساسي ولكن كانت تستحق ان يفرد لها كتب مستقلة لذا فلم يتأخر..وكان كتاب (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة )ضمن هذه الكتب لحسن حظنا وأفرد تقريبا ثلث الجزء الثاني للعلمانية الصهيونية
&&&&&&&&&&&&&&&

ماذا لو قال لك أحدهم ان السلفية الإسلامية بها ملامح عظيمة من العلمانية؟
بالطبع الإتهام بالجنون والهرطقة والإلحاد جاهز ويسير وغير مكلف ويبرئ الذمة ويغسل الضمير في سهولة ..وهذا بالطبع ضمن منظومة التخلف المبتلي بها ارض العرب منذ مئات السنين ولا ينفك من جبروت سطوتها الا قلائل يتنكر لهم مجتمعهم ولو بمنحهم فرصة الكلام فيموتون كمداً علي سهام جائت ممن إجتهدوا لإنقاذهم

صاحب الجملة بالأعلي هو المفكر عبد الوهاب المسيري وأوردها في كتابه السابق ذكره..وقبل ان نسارع ونتهم ونتشنج دعونا نتعرف علي ما أورده المسيري عن العلمانية

في البداية يشكو المسيري من عملية التسطيح التي تعرض لها المصطلح حين تم تناوله في المقالات والأحاديث علي انه يعني (فصل الدين عن الدولة) ويؤكد ان هذا أخذ المصطلح الي مناطق بعيدة ساذجة لا تتقاطع مع المقصود
وبدراسة كل الظواهر الإجتماعية والنظريات وما الي ذلك يصل المسيري الي ان هناك (علمانيتين) لاواحدة..الأولي تسمي العلمانية الجزئية وهي التي يمكن تعريفها بأنها فصل الدين عن الدولة..بينما تعرف العلمانية الشاملة علي انها فصل القيم الإنسانية والأخلاق عن النظام الإجتماعي كله وتحويل المجتمع الإنساني كله الي مادة استعمالية خالصة تخدم مصالح فئة خاصة من البشر
ويستمر المسيري خلال الجزء الأول في إيراد المصطلحات والتعريفات التي توضح بشكل شيق المنظومة غير المحدودة للعلمانية الشاملة وما يلحقها من منظومات مثل (التسلع) وهي تحول الإنسان الي سلعة يتم تداولها بعد عزل وقتل كل المشاعر الإنسانية والخصوصية الأدمية به وتحول الأمر كله لمبدأ البيع والشراء[مثل نجمات البورنو ونجوم كرة القدم] مثلاً..
و(التَشيُّؤ) وهو أن يَتحوَّل الإنسان إلى شيء تتمركز أحلامه حول الأشياء فلا يتجاوز السطح المادي وعالم الأشياء. والإنسان المُتشيِّئ إنسان ذو بُعد واحد قادر على التعامل مع الأشياء بكفاءة غير عادية من خلال نماذج اختزالية بسيطة، ولكنه يفشل في التعامل مع البشر بسبب تركيبيتهم اي اننا نتحدث عن مجتمع السوق الحر والمجتمع الذي تتمحور اهتماماته حول السلع والإستهلاك الخ
و(الحوسلة) وهي كلمة منحوتة من جملة (تحويل كذا الي وسيلة) سواء كان الطبيعة او الإنسان بإخراجهما من إطارهما ووضعهما في إطار مادي منزوع المشاعر والقيم 

 وفي الجزء الثاني يورد أمثلة مباشرة وفي مختلف المجالات
 ايضاً للطرز العلمانية الشاملة التي تحيط بنا الأن وسابقاً وكان أكثرها تشويقاً وإثارة للرعب ايضاً هو المثال النازي وما قام به من فظائع إبان الحرب العالمية الثانية إرتكازاً علي مفهوم علماني شامل يتشارك مع مفاهيم أخري سكنت خلد القادة النازيين وحثتهم علي القيام بكل هذا( لمزيد من التحقيق ابحث في يوتيوب او في جوجل ايمدج عن العنوان 
Nazi concentration camps

اما عن ما قصده المسيري عن ان تحمل السلفية بضع ملامح العلمانية الشاملة فلأنه قد لاحظ علي المجتمعات التي تتبني المفهوم السلفي التدين الشكلي الظاهري ولكن السلوك الكلي والجمعي تعوزه القيم الإنسانية والإخلاق..فهم ليسوا بعيدين عن التسلع والحوسلة- بنظام الكفالة مثلاً والاستهلاك السفيه للسلع- كما ان سلوكهم المتدين في ظاهره لا يحضهم علي التوحد مع مشاكل أوطانهم من إمتهان لأحد أهم مقدساتهم وسفح دماء إخوانهم في الدين او حتي التخلي عن تربيح المجتمع المسؤل عن كل هذا والداعم له
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ماذا تبقي؟
تبقي ان نقول انني لم اقصد بذكر ما ذكرت مجرد الدعوة لقراءة الكتاب والتفكر في محتواه وفقط..ولكنني أعني بأن المرأ لابد بعد قرائته لهذا الكتاب من ان يري كل من يحصر أمر العلمانية في موضوع  فصل الدين وعن الدولة والمؤامرة العالمية علي الإسلام الي اخر كل هذا العك..يراه قزماً فكرياً لا يستحق تضييع الوقت في الإنصات لما يقوله من غث

&&&&&&&&&&&&&&
والتدوين القادم نتحدث قليلاً عن المطلوب من علمانية في بلادنا برأيي 

Jun 12, 2011

الحواس الغائبة في أرض العرب (3) - اختراع المعارك!!!ه

في الثامن من يناير عام 1992 الساعة الثانية عشرة بدأت فعاليات حدث ثقافي مهم في ارض المعارض بالقاهرة لمناظرة دعا اليها وقتها د.سمير سرحان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب..العنوان كان" مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية" وكانت مناظرة بين الفريق الإسلامي وبين دعاة الدولة المدنية والعلمانية..عن الفريق الأول حضر الشيخ محمد الغزالي والدكتور محمد عمارة والمستشار مأمون الهضيبي مرشد جماعة الإخوان وقتها..وعن الفريق الثاني حضر الدكتور فرج فودة المفكر المثير للجدل وقتها والدكتور محمد خلف الله القيادي بحزب التجمع وقتها..تم طبع المناظرة بين دفتي كتاب يمكن تحميله من هنا واتمني قراءة المناظرة كاملة لكي تحصل للمهتمين بالقضية الفائدة الكبري


بعد قراءة نص المناظرة أحب ان اضع تحت نظرك الملاحظات التالية
اولاً: ان السادة المتناظرين علي قدرهم العالي ولوجه السخرية لم يكونوا يتحدثون عن مفهوم موحد للمصطلح الواحد الذي يستخدمونه..فمفهوم الدولة الدينية عند الشيخ الغزالي هي الدولة التي تسير علي هدي الله وفطرته التي فطر الناس عليها ..بينما كان مفهومها عند فرج فودة هي الدولة التي يتحكم فيها بشر في إخوانهم البشر بدعوي الحكم بشرع الله والاستئثار بتفسير الشرع حسب  الأهواء ..وقد استمات كلا الفريقين في الدفاع عن وجهة نظره ونسي ان يعرفا للناس ماهية ما يدافعون عنه اصلاً حتي توهم الحضور ان الموضوع هو (الهجوم علي الإسلام..والدفاع عن الإسلام)!!!ه ولم ينتفع الناس بشئ

ثانياً: ان الفريق الإسلامي كان مدفوعاً غالباً بمشاعر الحمية الدينية...وكالمعتاد ومثلما هو ما زال سارياً حتي الأن فقد استنفرت مشاعره للدفاع عن (الإسلام) من وجهة نظره من سهام الحاقدين العلمانيين الذين يبيتون ليالهم ويدورون نهارهم دأباً لخلخلة الإسلام من قلوب المسلمين تارة بالشبهات وتارة بالمطالبة بالعلمانية كنظام حكم لا ديني يغتال الدين في قلوب الناس...ودليلاً علي هذا فالدكتور محمد عمارة الذي استمر في الدفاع عن (الإسلام) ودولته هو الذي حقق الأعمال الكاملة للإمام الشيخ محمد عبده بما فيها من تأكيد الإمام المستمر علي مدنية الدولة -بما سوف نفصله لاحقاً...وعمارة نفسه هو الذي حقق أعمال قاسم امين وفسر أطروحاته عن المرأة الجديدة وتحرير عقلها وتعليمها وتنشئتها..بل وهو الذي حقق أعمال الفقيه الدستوري عبد الرزاق السنهوري واضع دستور 1954 الذي يترحم عليه الناس الأن لما فيه من الحريات

والدكتور محمد الغزالي هو الاخر لم ينج من نفس الفخ الذي غطت فيه مشاعر الحمية بصيرته..وهو الذي كان مطارداً من قوي الإستبداد قبل الثورة وبعدها كونه كان منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين..وكانت له كتب عظيمة في ذم النظم الإستبدادية علي إختلاف صورها وتأكيده المستمر علي  مدنية دولة الإسلام وانها بلا كهنوت..من مثل ما طرح في كتابه (الإسلام والإستبداد السياسي) وغيرها

ولكن الواضح ان العالمين الجليلين لم يفرقا بين (الأسلام) و(تاريخ المسلمين)  الي ان صار تحليل الأخير ونقد محتواه الإستبدادي كأنه منسحب علي الإسلام نفسه..واي محاولة لتعريف اصل الداء واقتراح اليات تضمن عدم تكرار مساوئ الماضي تكون محاولة لمحو حضارة الإسلام وإخفاء معالمه

حتي حين يسأل فودة عن (البرنامج الإسلامي) الذي يقدمه الفريق الإسلامي كبديل لمقترح الدولة المدنية يفاجأ الحضور-وحتي الأن- ان الفريق الإسلامي لا يملك برنامجاً ليقدمه كون عمارة والغزالي لم يستبينا الغرض من المناظرة اصلاً لدي مجيئهما..اما المستشار الهضيبي فمن وجهة نظري كان يعبر عن جماعة تعرف ان نهايتها في تساويها مع الأحزاب في وضع برنامج قد ينجح وقد يفشل..وهي ليست مثل الأحزاب كي تفعل هذا!!!ه

ثالثاً : ظهر في المناظرة تجسيد هائل للحواس الغائبة في أرض العرب..لم يستمع الفريق الإسلامي لما قاله الفريق المدني من ضرورة سيادة القانون ومراعاة الديانات الأخري ولم يستمع الفريق المدني لتوجسات الفريق الإسلامي من النظام العلماني الذي سيمحو أثر الإسلام ويعزله في المساجد والبيوت إفضاءاً لتحنيطه..أقر الفريق الإسلامي بمدنية الدولة من جميع الوجوه ولم يقدم اي اليات او نظام لتحقيق هذا ولكأنه سيتحقق وحده في دولة(الإسلام) ..وأقر الفريق المدني بمكانة الدين في نفوس الناس ولم يقدم اي اليات يفرق بها بين الأنظمة العلمانية المتطرفة وبين النظام الذي ينشده ليتفق مع مكانة الدين في نفوس الناس

رابعاً: هناك غيم كثير علي مصطلح العلمانية قد أن الاوان ان نبدده ونستبين ماهية المصطلح وحقيقة ما يدل عليه لكي نؤسس أرائنا علي بينة وعلي قاعدة متينة معلنين إكتفائنا من غياب بعض الحواس لدينا نحن أبناء العرب       

Jun 9, 2011

الحواس الغائبة في ارض العرب(2)ه

فيم كنا نتحدث؟
أه..كنا نقول ان فلسفة الإستراحة في الصندوق تحكم كل تصرفاتنا ولولاها لكان الحال غير الحال..اساس المشكلة واساس اي تخلف متوطن او ترقي بطئ هو التخبط داخل الحيز الذي نفرضه لأنفسنا ومع ميل للكمون وعدم التغيير والتجديد وكشف الغطاء اتقاءاُ لنوازل البرد مع ان الهواء الجديد دائماً ما يجدد الفكر ويغسل الرئة..وهذا كله يصاحب بالتسلط علي المجددين وأصحاب دعاوي الخروج من الصندوق والتمرد علي الواقع المتخلف والفكر القمئ الذي يسحب أهله للحضيض..وبدلاً من ان يتفرغ المجدد او المفكر لمواصلة تفكيره وتأملاته والتنظير للواقع وكيفية علاجه والمستقبل وكيفية إنارته يظل طوال عمره يدافع عن نفسه انه ليس ملحداً ، او انه ليس إباحياً او انه لا يخرف الي ان يكون مصيره القتل(فرج فودة والذهبي وغيرهم) او النبذ والتجريس(توفيق الحكيم ومصطفي محمود وغيرهم) او ان يزهد في المجتمع بخيره وشره ويواصل جهده غير عابئ (جمال حمدان والمسيري) او يعود المفكر لحظيرة المجتمع قانعاً بسلامته وابتسامات الناس الطيبين!!! وينعزل ويذوي ويموت

حسناً..دعونا نحدد المسالة أكثر..ما رأيكم لو قلت لكم ان التخاطب بين أفراد المجتمع شبه مفقود وأن أغلب أفراد المجتمع - علا شأنهم أو صغر- بحاجة الي خبير تخاطب اذا جاز لنا التعبير يعلمنا كيفية التواصل مع الاخر ..وهذا الاخر ليس أجنبياً انا اتحدث عن الأسرة والجيران والزملاء والأصدقاء...حاسة السمع مثلاً تعتبر غائبة في أرض العرب وهي نتاج حالات التخلف المتراكم والتي جعلت الكلام دائما أحادي الإتجاه ودوما من أعلي الي اسفل دون اي امل في استقبال اي خطاب...هل تنكر؟ حسناً دعني أبرهن لك

اذا ما افترضنا ان أحدنا قد عرف عنه رأي ما في قضية معينة واستدعي في برنامج يشاهده الملايين يومياً لكي يناظر أحد من يخالفه الرأي وذهب..فهل تتوقع انه يذهب بوازع ان يطرح فكرته علي الناس ولدحض حجة مناوئه ام ل(الحوار)مع مناظره واستعراض فكرته وفكرة مناظره وتبين نقاط القوة والضعف في كل منهما  ثم الوصول لأرضية شبه مشتركة..والإعتراف بشجاعة بأن الخطأ كان من نصيبه-ان كان- وأنه يوافق مناظره او علي الأقل يقول ان فكره بحاجة لمراجعة

حاسة السمع التي غابت فغيبت معها (الحوار) الذي يقوم عليه اي تواصل إنساني غالباً ..استبدل هذا بالتمترس والتعسكر وإضفاء التميز بالإصرار علي الرأي والمذهب مع ان كل طلعة شمس تحمل معها ملايين الكلمات وملايين الخواطر وملايين الأفكار التي قد تمسح رأيك هذا من الوجود ولكن ماذا نقول؟


لا يتنصلن أحد منا ويقول الحمد لله مش انا!!! هذا امر واقع ولم يعتق منه الا ما رحم ربي والمنعتقين هم اكثر من يعاني اما نحن فمتورطون حتي الأذقان...مجرد ان نكره لأحد ان يقول رأيه لأنه يخالف ما نعتقده..ونظل نقاطعه ونعارضه ونشوش عليه لأننا لا نتحمل مجرد ان يتكلم ..ننشر فقط للرأي الذي يوافقنا ولا ننشر للحوار الذي يصطرع فيه هذا الرأي مع الرأي الأخر

إن البلية لو كانت اقتصرت علي هذا لكانت هينة ولها علاج ولكن الأمور أسوأ من هذا وتستلزم فعلاً وقفة كل منا مع ذاته ليعرف لم يفعل  ما يفعل ولم يظلم نفسه ومجتمعه بسلوكه هذا..مثال واضح علي كلامي اسوقه التدوين القادم مستشهداً بأشهر مناظرة حدثت في الحقل الثقافي المصري (الإسلام-العلمانية) ه

Jun 8, 2011

الحواس الغائبة في ارض العرب(1)ه

طالما ظل كل منا جالساً في الصندوق رافضاً علي ان يطلع علي اي من الموجودات خارجه توقع ان تظل "قرفاناً" من عيشتك تلعن التخلف الجماعي وقلة النظام والتحضر..إن حالة (القرفصة في الصندوق) هذه تتحكم في كل مناحي حياتنا بلا ما لا يقاس واصبحت أسلوب حياة تسببت فيها تراكم عهود التخلف والجهل والفقر حتي صار الفكر الضحل يورث عبر الاجيال..ويسهل جدا ان تزور اي بلدة فتري في أهلها مفاهيم محاها التعليم والتحضر منذ مئات السنين حتي ولكأنك ركبت الة الزمن وعدت للعصور الوسطي

حسناً لابد ان أقول ايضاً انك لا تحتاج ابداً لأن تركب وتسافر الي تلك البقاع  ابداً..ان ما أتحدث عنه موجود حولك..فيمن يطل عليك من التلفاز او يعلمك في الجامعة او يجاورك في مقعد المواصلات او يصادفك علي سلم البيت او حتي فيمن يطل عليك من المرأة اذا ما حملقت فيها!!! لا داعي لان تغضب من كلامي يعني فإنني قد تعودت علي رصد كل شئ من حولي ولم أعد استغرب مواصلتي للموضوع بمتابعة خط تداعي خواطري انا الشخصية ...هذا لأني أري ان هذا هو مفتاح الترقي الفكري لأي شخص مهما كان إتجاه تفكيره ..لكن الحكم في درجة رقي تفكيره هو توفر" العقل النقدي" كما يسميه كانط ومن بعده الدكتور مراد وهبة ويقصد به العقل الذي يراقب نشاط العقل المفكر..يعني عقل بيفكر والتاني بيراقبه!!!ه

الرصد والمراقبة قادوني الي أن ملابسنا التي نرتديها مجرد قشرة سطحية لا قيمة لها كثيراً ولا علاقة لها بما نحمله داخلنا غالبية الأوقات...كما تمشي مثلاً في حي السيدة زينب فتجد سيدة شعبية جداً بجلباب أسود و"طرحة" سوداء وشبشب ايضاً وبجوارها فتاة في العشرينات طليقة الشعر ترتدي بدلة جينز وحذاءاً جلدياً يبدو من مظهره انه للخدمة الشاقة..الم تصادف هذا المنظر قبلا؟ صادفته ..او هو قريب منك نوعا ما..المهم ان الفتاة قد أعجبت بمثل هذا الزي وابتاعته ولو رأيتها منفردة لقطعت مباشرة أنها مهندسة او صحفية او سليلة اي مهنة اخري لا تترك الوقت لكي الملابس ولا للالوان الفاتحة الأنثوية او للأحذية الرقيقة التي تفضلها النساء!!ه لكن الفتاة في جوهرها هي نسخة صغيرة من السيدة التي تسير بجانبها ولكن بعض العوامل تدفعها لإرتداء ما يخالف جوهر تعليمها واسلوب تفكيرها وعقلها..وهذا أهون الأمثلة علي فكرة لأنه مرتهن بدخول البنت لحقبة الزواج والإنجاب ..لكني أردت تقريب المسألة فقط


إذن فإنني هنا أقول اننا في معظمنا لا نرتدي ما يناسب تفكيرنا وان كان هذا هو الواقع لرأيت ما يحيط بك وقد انقلب فيلماً تاريخياً بملابس عصور المماليك بل والفاطميين ايضاً...والملابس في حد ذاتها ليست معضلة ولكني أريد أن أصل الي أن أسأل كل من يرتدي اي رداء- سواء كان قماشياً او درجة علمية او مستوي معيشة او رتبة ثقافية او او- هل يتوافق مخبرك وجوهرك مع ما يوحي به مظهرك وما تلتحف به و ترتديه؟ قد نجد من يرد بثقة ان نعم!!! ونجد من يقول مستخفاً وماذا تريدنا ان نفعل يا عبقري الجيل- فكاهي ودمه خفيف يعني- ونجد أخيراً بعض طروف الحكمة تترامي ممن يرد: أنا لا اعرف وأود لو أعرف..حسناً هو لا يعرف لكنه حكيم ان اعترف واكثر من هذا انه يبحث فعلاً عن إجابة السؤال ولن يبخل بأي جهد


حسناً هل نواصل التدوين القادم؟

أراكم علي خير

Jun 4, 2011

أدخلوها أمنين



السادة الركاب..حمدا لله علي سلامتكم ونهنئ السادة الذين انضموا الينا من مصر بسلامة الوصول الي أرض الديمقراطية

السادة الركاب برجاء الإنتباه لتعليمات الوصول والتعامل مع المناخ الحر المستجد عليكم..ونعدكم بتحقيق الراحة والرفاهية اذا ما التزمتم بتعليماتنا

سوف يشعر المسافر لدي وصوله ببعض الأعراض غير المستحبة مثل التوهان والتخبط وتوالي حوادث ليست رهيبة في حد ذاتها انما هي جديدة عليه تماماً وتندرج تحت تصنيفات لم يصادفها قبلاً ومعها سوف يحتاج المسافر حديث الوصول الي تفتيح مسام مخه و"فنجلة "عينيه لكي يصنع لنفسه سجل خبرات بتلك التجارب..وننصح في هذه الحالة بالصبر لأشهر ريثما يتكون هذا السجل داخل العقل ويتيقن المسافر من ان الحوادث كلها تجري داخل المجري الطبيعي لحرية الكلمة والإعتقاد
غني عن الذكر أيضاً ان البعض في مصر كان مثل"البغل" المربوط - عذرا علي التشبيه عملائنا الكرام- الذي ما صدق فكوا له الرباط فإنطلق يعدو ويهوبص ويرفس اللي رايح واللي جاي..ننصح عملائنا بعدم السكوت لهذا النوع مطلقاً وجره كل يوم علي المحكمة او قسم الشرطة لكي يعرف ان الدنيا ليست زريبة أبوه!!!ه

المنضمون الينا من مصر قد خرجوا من ارض لم تعرف الا الرأي الواحد سواء من رب العائلة او من مدير العمل او حتي من رئيس الدولة..ووصل بهم الحال طلبهم الاستبداد بأنفسهم توحيدا للكلمة وإراحة العقل من نقد الأفكار والموازنة بين الصالح منها والطالح...ومن الطبيعي انهم سوف يشعرون بالذعر والأرق حين يرون موجات الإعلام تحمل في اليوم الواحد صراعات الفرق السياسية وتناقضاتها وسيلعنون خروجهم من أراضيهم التي تربوا عليها..لذا فنحن نقول لهم أن يعولوا علي الاجيال القادمة   التي لم تطعم ما طعموه هم وينظرون الي مستقبلهم لا الي ماضيهم الأليم...وبالنسبة الي مسافرينا الأعزاء فإننا نرجح تكيفهم مع الأمر الواقع ومساهمتهم في توجيهه او الإنقراض  مثل الديناصورات والعوض علي الله!!!ه

لجميع المسافرين علي خطوط الحرية ..نهنئكم بسلامة الوصول للمرة الثانية وننصحكم جميعا بالإقلاع عن التدخين و بفك كل الاحزمة  والإشتباك مع الواقع والمساهمة في صنعه مع إحترام حقوق الاخرين في المشاركة...شكراً

Jun 3, 2011

الوصابيون

هنا قد نتحدث عن فرقة دينية معينة تمثل حالة معينة في منطقة معينة.. وان كان المثل قابل للتعميم كما أنه يعطي درسا مصيريا لأي سياسي.. بأن يشحذ حواسه كلها لإستخلاص ما ينفعه من كل ما ومن هو حوله.
أمير (كوبتيكا) لابد أنه سيسمع من كبير البصاصين عن نشاط محموم للفرقة الدينية المسماة ب(الوصابيين) وهي التي دعي الي مذهبها منذ سنوات في هضبة حضرموت ونسبت الي مؤسسها وإمامها( محمد بن الوصاب ) والذي أخذ يدعو للانتصار الي مذهبه الديني الذي يرجع فيه الي أخذ التعاليم من (أصول ) الإجلالية ولا يعتبر بما اجتهد فيه العلماء علي مر القرون وحتي وقتنا هذا..وذلك بجانب بعض الشئون الأخري التي لها مقام أخر ولكـــن
قد يهم الأمير منها أشياءاً معينة :
·   منها أن هذه الفرقة لا تشجع أفرادها أبداً علي  التورط أو ممارسة السياسة وتعتبره ( شغل بالزائل ) وتنازع علي الدنيا يجب تجنبه..ويقصرون دعوتهم علي التشديد علي موافقة مظهر ( الإجلالي ) جوهره والتشبث بالانغماس حتي النخاع في العبادات والفرائض  والنوافل من قبل طلوع الشمس وحتي هجوع الفرد الي فراشه.
·   ومنها أن هذه الفرقة تحث المرأة علي عدم الخروج من منزلها أبداً الا الي دار العبادة – أو الي دار الحق ! – وفي اضيق الحدود وألا تخالط   الرجال ابداً الا لضرورة قصوي ومغطاة من رأسها الي قدميها وأن تتفرغ لتربية أولادها ورعايتهم وخير لها الا تضيع وقتها في قراءة شئ الا كل ما يشرح أصول ( الإجلالية ) وتعاليمها وممارستها وسبلها.
·   ومنها  أن هذه الفرقة لا تطيق أي من الفرق ( الإجلالية ) التي تعتنق مذهب أخر وتعتبرهمإما مفرطين أو متلاعبين ( ومن هؤلاء بالطبع فرق تناوئ الأمير وتقض مضجعه ).
·   ومنها أن هذه الفرقة لا تطيق غير الإجلالي من      ( المسامحين ) مثلا ..ولا تشير الا بتجنب معاملتهم والكف عن كسب ودهم وتوطيد العلاقات معهم..ويفهمون أن من تعاليم الإجلالية ونصوصها أن من ليس منهم لا ينبغي أن يسالم أو يتخذ جاراً ولداً
·   ثم ومن أهم تعاليمهم علي الإطلاق الحرص الدائم علي التشديد بعدمالخروج علي الحاكم أو مناوئته مطلقاً..حتي ولو كان ظالماً ..ويعتبرون هذا نصاً مقدساً وفريضة واجبة وإن أضطروا الي التطرق لمثل هذا الشأن فإنهم يكتفون بالدعوة للوالي بالهداية!
هذا ما يجب علي أمير ( كوبتيكا ) أن يعلمه عن هذه الفرقة ..وله أن يلاحظ أن كل مبدأ من المبادئ التي اكتفينا بذكرها هنا يخدم سياسة ومأرب الأمير ويؤمن له عرشه..
بل يكفي المبدأ الأخير مما ذكرت ففيه قرة عين الامير وصفاء باله.
وعليه فإذا ما نشط رجال هذه الفرقة في الدعوة علي ارض ( كوبتيكا) وبين سكانها فلا ينبغي علي الأمير أبداً أن ينفرهم او يطاردهم بل عليه فقط  ان(يرخي قبضته )عن دعوتهم وإعدادهم المنابر لأنفسهم..فليدعهم ينسخون كتبهم وينشرونها بين الناس لتفشوا دعوتهم  ويبدأ الناس في الإعجاب بهم والإنضمام اليهم....
بذلك وبشكل عام يمكن ان نقول أن نقول أن قبضة الأمير قد أحاطت بكل شئ ..فأي إجلالي قد يأنف أو يتأفف مما يجتهد رجال الأمير في بثه بين الناس من امور اللهو والتخنث ويريد أن يأوي الي فرقة خيرة تعينه علي دينه ويحتفظ معها براحة باله فلن يجد سوي أحضان ( الوصابيين ) تتلقفه وتؤويه متيقناً أنها الواحة في قلب البادية القاحلة.
وبذا فقد تكفل رجال الأمير بالقبض علي شئون الشهوات وسوقها للدهماء ..فإن ترفعوا عنها سيطر ( الوصابيون) بزمام الفضيلة عليهم!
وقبل أن يداخل الريب قلب سيدي ومولاي مما أقول عليه فقط ان يلتفت الي مملكة ( نجد ) التي نشأت الفرقة علي أرضها وإتخذها الملوك هناك عقيدة دولة فأفلحوا بها واستتب الأمر لهم ملوكاً متعاقبين دون ان يناجزهم علي الحكم احد ..رغم ما يضرب أذان العامة هناك من تنعم ملوكهم وسفههم في الإسراف وحيازة القصور الباذخ وإرتكانهم صراحة علي ( اليانكيزيين ) كسند وحليف لحكمهم!
************
من كتاب (الأمير..طبعة هذا الزمان)-2007  

Jun 2, 2011

قبس من رحمته





أربعينية سمراء يصحبها ستيني بمنظار طبي غليظ وقد سارت خلفه تقدم قدماً وتؤخر الأخري الي ان دلفت من باب العيادة...تركته يتعامل مع حاجب الطبيب وأوت هي الي أقصي ركن في العيادة وهي تحتضن بعناية اللفافة البيضاء الناصعة وما تحتويه من وليد بدا لم يتم شهر من عمره...أنهي الرجل إجراءات الحجز و"مراضاة" الحاجب الا انه أبي الا ان يحافظ علي موقعه فلا يذهب ليجاورها في مقعدها مكتفياً بالنظرة الصامتة من بعيد وتاركاً لها الوجود لكي تتفرغ لمناجاة الوليد الغائب عن الوعي والإدراك

يدخل مريض ويخرج وهي علي حالها وهو علي حاله...يدخل أخر ويخرج وهي علي حالها وهو علي حاله ...الي ان لكزه الحاجب منبهاً الي ان دوره قد حان..ينادي بفم قد افتقد نصف أسنانه علي الأقل ويقول : ياللا يا عبير..ياللا..وكما المتجه الي المقصلة تقوم هي وتدخل الي حجرة الطبيب لدقيقة قبل ان تخرج خالية اليدين وقد احتقنت صفحة وجهها وتجعدت ملامحها الي ان تنفجر في البكاء المرير حين تسمع بكاء الوليد  لقطع منامه او قل إرهاصاً بجرح سوف ينزل به خلال دقائق..تنهنه بصوت عال والزوج لا يملك من امره شئ وقد استند الي الحائط ولا يجد في نفسه ولا في طاقته ولا في سنوات العمر التي مضت ما يقيمه علي قول شئ..أي شئ 


بكاء الوليد يعلو ويعلو من وراء الباب وهي تبكي وتفرك في ذراعيها بقوة كأنها تضغط علي ألمهاوتتحسر: يا تري مالك يا عبد الرحمن..مالك يا حبيب امك..ده انا ماليش غيره يا ناس ده اللي ربنا اداهولي بعد ما كنت يأست..فوضت امري ليك يا رب..فوضت امري ليك يا رب

دقائق وينفتح الباب لكنها كانت قد سبقت حتي الطبيب الذي فتح الباب كي ينادي عليها فإذا بها تزيحه بيدها وتدخل تحتضن "عبد الرحمن" وتقبله في جنون وتعيد لفه باللفافة البيضاء مهدهدة إياه حتي يكف عن البكاء لا تري زوجها وهو يشكر الطبيب ولا نصائحه للعناية بالجرح..لا تري في الدنيا الا عبد الرحمن وقد عبر الختان وصار جاهزاً يستمع لمناجاة أمه عن حقها في الدنيا الذي أخذته يوم ان رأته فقط...وانتظارها ان يكبر بفارغ الصبر...والكرة الجلد التي ابتاعتها له..وعمته الشريرة التي لا تكف عن عقد " الأعمال" لتفرق بينها وبين ابيه..عن كونه الأمل المنتظر ليعيد لها كرامتها..عن وعن وعن ولا تري ايضاً ان "عبد الرحمن" قد طوي الامه وابحر في محيط الأحلام

Jun 1, 2011

العصا للثوار..والفلول تكفيها الإشارة !!ه




انا سعيد بعودتي للمدونة..كعادتي أصيل ولا أنسي العشرة ولا الليالي التي قضيناها سويا وجها لوجه يغير كل منا وجه الاخر..هاجرت مثل الجميع الي صفحة الفيس بوك..وجدت كل الناس هناك..ووجدته اكثر مرونة وانتشاراً وسرعة..لكني للأسف لم أره حميماً صديقاً كما كانت دوماً "وسط البلد"وكما عودتني دائماً
عموماً فإن الدعوة المنتشرة علي الفيس بوك نفسه بالعودة للتدوين ثلاثين يوماً متوالية تبدأ من اول يونيو لاقت مني استحساناً وقد
ايقنت اني كنت "باتلكك" لأعود الي بلوجر هارباً من سطوة الفيس التي صارت مرعبة حقيقة
ثلاثين تدويناً ان أحيانا الله سوف تتوالي هنا علي وسط البلد ويعلم الله اني كنت اكتب مثل هذا العدد في عام كامل الا اني رأيته تحدي ذهني مقبول
بقي ان اقول ان بالتعاطي مع الواقع فإن الأحداث تفرض علينا اليوم ان ننضم الي الدعوة السارية بين المدونين المصريين بالتدوين عن المحاكمات العسكرية للمدنيين وترهيب الإعلاميين هذه الأيام كي نرسل رسالة قوية الي من يهمه الأمر مفادها ان المصريين لم يثوروا علي اشخاص ووجوه انما ثاروا من سلوكيات وأوضاع
**************************

العصا للثوار..والفلول تكفيها الإشارة!!ه

اليوم وبناءاً علي دعوة المجلس العسكري يتجه عشرات الشباب الي مسرح الجلاء للتحاور مع اعضاء المجلس العسكري حول مطالبهم للفترة الحالية والقادمة وتفهم وجهات نظرهم...وقد قامت صفحة (كلنا خالد سعيد) بتلقي الأسئلة التي يود الناس سؤالها للمجلس العسكري..والحقيقة وبعد ان استعرضت عددا من تلك الأسئلة الا انني لم أجد السؤال الأكثر أهمية والذي قد يستطيع ان يفسر كثيراً مما نحن فيه..لم أجد سؤالاً يقول مثلا: كيف يري المجلس العسكري ثورة 25 يناير؟الإجابة علي هذا السؤال قد يدلنا علي ماهية الثورة في أعين القادة ويفسر سلوكهم منها
او سؤال اخر يقول: كيف يري المجلس العسكري الشعب؟ شريك في الثورة ام مجرد رعايا تسن لهم القوانين ولا يحق لهم رفع أصواتهم؟
ولو كنا شركاء فهل من حق الشريك ان يظهر عدم الإحترام لشريكه او استهانته بكرامته وحقه في المحاكمة العادلة؟
ولو كنا شركاء  فهل من حق الشريك ان ينفرد بالقرار ويتواصل مع شريكه بمنطق الإرسال المستمر بدعوي" انه لا يفهم ما يفكر فيه!"ه
مثل تلك الإجابات غالباً ما سوف تريح الكثير منا وتجعله علي بينة من حقيقة السلوك غير المفهوم من المجلس العسكري طوال الفترة الماضية..سوف تفسر ردود افعالهم العنيفة من المظاهرات وطبطبتهم علي مثيري الفتن..تفسر تحويل المتظاهرين للمحكمة العسكرية العاجلة ودعوة رموز الحزب الوطني للحوار حول مستقبل مصر!!!ه
نحن اليوم نعلن ان المصريين لم يثوروا علي وجوه قميئة وأوضاع سيئة فقط..ولكننا نثور في وجه اي ممارسة معوجة واي وضع غير مستقيم..ولن تفرق كثيرا اذا ما اتانا هذا من حسني مبارك او من سعد زغلول نفسه

ونحن اليوم نعلن ان لا كهنوت في السياسة ولا في إدارة
 اي شأن عام حتي لو كان من يدير عسكرياً لا يتحمل النقد ولم يتعود عليه..وما دام قد ارتضي وأخذ علي عاتقه مسؤلية الحكم فليعد نفسه لإستقبال النقد بصدر رحب والا فليتركها لمن يبدي استعداداًخيراً منه
*************************
صباح الخير عليكي يا مصر :)