

ارتكان الاخوان علي ارضية شبه جاهزةوتراث نوراني يستدعي فور ذكره عصور النهضة الاسلامية والحضارة وقيم العدل والرحمة التي حرم منها طويلا ويأمل في ان تتجسد ثانية امامه وتصوروا أنتم الفارق بين الفكرة الاسلامية -التي اقترنت بأناس أناروا حياة البشر -وبين الممانعة التي تلقاها اي ايديولوجية اخرى من مجرد ذكر اسمها
الحرص الدائم علي توفير تمويل وافر وقوى وشبه دائم ومستمر لكافة انشطة الجماعة بما ليس فقط يضمن استمرار هذه الانشطة ولكن ايضا مداعبة خيال العضو بالمساحات الهائلة التي فتحت امامه كي يتحرك فيها وهذا بالطبع لا يقارن بحالة التيارات السياسية الاخري التي بلغ البؤس منها مبلغا
سبب اخر-اراه الاهم -وهو النظام الداخلي الصارم للجماعة بما يفرض علي العضو زمنا معينا ومجهودا هائلا- وملحوظا ان لم أقل مراقبا -حتي يتدرج العضو من مستوي تنظيمي لاخروهذا يضمن تنفيذ المهام بدقة وكفاءة ان لم نقل بفدائية
وعن الجماعة استطيع ايضا ان اضيف
ان الجماعة في اغلب مواقفها السياسية وعلي مر السنين دائما ما كانت تحكم -بتشديد الكاف- مرجعيتها السياسية (المصلحة) بدلا من مرجعيتها الاسلامية وكون هذا يحدث علي مر ثمانين عاما يقطع بلا شك ان هذا من صلب سياسة الجماعة وأن الجماعة مجرد تيار سياسي يستخدم الدين كغطاء(واستطيع ان اضرب امثلة بنشاط الجهاز السري قبل الثورة والاتفاق مع الرئيس السادات ومبايعة مبارك في الوقت التي كانت حرمة الصحفيات المصريات تنتهك دون بيان تنديد واحد من قبل الجماعة)ه
ان الجماعة بكوادرها وهيكلها التنظيمي وامكانيتها الاقتصادية الهائلة لا تهتم بتلقين الافراد اصول العمل السياسي الصحيح ولا تهتم بتعريف المواطنين بحقوقهم الدستورية والاساليب الشرعية للاحتجاج والاعتراض وانتشال الناس من نأيهم عن العمل السياسي ورفع وعيهم وتستبدل هذا كله بملء جيوبهم بمايشير مرة اخري بلا جدل انه ليست من مصلحتهم ان يرتفع الوعي عند الناس
ان الجماعة دائما لا توفر الجهد في البعد عن التيارات الاخري والتهرب من التنسيق معهم وتتنصل من التعاون مع احزاب المعارضة -كما حدث في انتخابات البرلمان الماضية-بما يعني انها تعتبر نفسها تقف علي ارضية مختلفةلن تقترب لما يقفون معه؛ وبعض المراقبين يفسرون هذا برغبة الاخوان في الوصول للحكم دون تنسيق او مساعدة من احد حتي لا يلتزموا امام اي احد باي شئ
ان الجماعة لم تتخلص من عيبها الخطير باسدال ستارا من الغموض حول التوجهات والخطوات التي يلتزمون باتباعها وعدم مصارحة الجماهير والمراقبين بذلك بما يزيد من مشاعر النفور والريبة في نفوس الناس كما انه ينكر علي الناس حقا هم في اشد الحاجة اليه
واخيرا فان الجماعة لم تظهر بوادر حسنة في معالجتها لقضايا مستقبلية مصيرية من مثل تحقيق الدولة المدنية ومبدأ المواطنة ودور المرأة وحدوده في المجتمع
ولا استطيع ان انهي التدوين عن جماعة الاخوان قبل ان أسوق التحية لمستحقيها من امثال المتعلم الدائم د/عصام العريان - الطبيب الذي درس الحقوق والاقتصاد والعلوم السياسية- ومن امثال المجتهد والعصامي المهندس خيرت الشاطروكذلك المخطط الاستراتيجي مختار نوح وكذلك زهرة شباب الاخوان ابراهيم الهضيبي والذي ينبئ ظهوره ومن مثله بين صفوف الجماعة عن ان مصر لم تتوقف ابدا عن انتاج الشباب الواعد