دوماً لا أري الإنسان الا وقد ولد وساعة رملية معلقة فوق رأسه تتسرب حبات الرمل من أعلاها الي أسفلها بامتداد أيامه في الدنيا الي ان تسقط أخر حبة رمل ولكن مع الأسف لن يجد من يقلب له الساعة مجدداً!!!!ه
هذا هو البيان الختامي عن العام التدويني الثاني والذي يكتمل بأمر الله في شهر سبتمبر وقد اكتمل بالفعل بقدوم شهر رمضان الكريم ، ولا أخفيكم سراً عن أن السبب في صنع تقرير سنوي عن تدوينات كتبتها لهو مما أدري له أصلاً ، انا أؤكد - والله شاهد علي صدقي - أني لم أنقل هذا التقليد عن مدونة زرتها وان كنت أرجح أنه قد تسرب الي عقلي الباطن مما كانت تصنعه المجلات والصحف المحترمة نهاية كل عام
إحدي وعشرين تدوينة كانت الحصاد علي صفحة مدونتنا المتواضعة بدأت بتدوين ( بيتوتي ) حاولت أن يكون خفيفاً وموّصفاً أيضاً لفترة أظنها سوف تكون مثاراً للحكايات في يوم من الأيام وكان عنوان التدوينة ( فــي الشـــقـــة ...مونودراما)!!!ه
وحاولت طرح قضية تؤرقني عن مدي انتساب ما تقوم به جماعة السلفيين في حق الإخوة الأقباط ومعاملتهم لأخلاق الدين الإسلامي كرداء ثاني لنا وأخلاق الإنسانية في المقام الأول وذلك في تدوينة ( الببغاوات تردد لا ترد )ه
وأخذت مشهداً صغيراً جداً مما قد نلاقيه - وأكثر منه - في يومنا ووضعته فقط تحت المجهر كقطاع عرضي في جسم المجتمع وذلك في تدوينة ( النصبة...لوحة من الواقع)ه
وحاولت التأكيد علي أن السينما تستحق منا أن نحاول إتقان فن ( الفرجة)لكي لا تفوتنا خطوطاً كثيرة قد يحملها العمل السينمائي وكان خير مثل لمثل هذه الحالة هو رائعة ( الأسواني - وحيد حامد - مروان حامد ) فيلم ( عمارة يعقوبيان )ه
وتلمست بعض الذكريات الجميلة والتي كان القطار هو القاسم المشترك الأرق لها وذلك في تدوينة ( في قطار الليل)ه
وقصدت شرح الغرض من كل التدوينات التي سبق وكتبتها عن الأحزاب مطالباً بإزالة أصل الطامة ببعدنا عن ممارسة السياسة وذلك في تدوينة( عن عام مضي علينا )ه
وصرخت بالضمائر التي استترت خلف صيحات التنديد والشجب ومصمصة الشفاة والبكاء خلف الجدران بينما النيران تكوي الأطفال في غزة وذلك في تدوينة ( خارج الزمان )ه
وسجلت ما شهدته بعد أن أزاحت الرياح الساخنة التي هبت من غزة كل أوراق التوت التي بقيت تستر عورات مجتمعنا وحكامنا ومنظماتنا وضمائرنا وذلك في تدوينة ( العصف بورق التوت)ه
وأكدت بشدة وفي تدوين كامل أنني لا أدون كل هذا بمعزل عن هذه المجتمعات بل إني واحد من أفرادها يتمني أن نتخلي عن بعض الأشياء التي لازمتنا وأغرقتنا وذلك في تدوينة( واحد منكم )ه
ووثب الي ذهني أحد مشاهد الطفولة بكل ما كان فيها من عفوية وتلقائية نفتقدها الأن فلم أتأخر في وضعه علي المدونة عسي أن أرتد الي مثل هذه العفوية مرة أخري فكانت تدوينة ( ذات صباح دافئ )ه
وانتويت البدء في التدوين عن وسط البلد كأهم مناطق القاهرة ومصر والعالم العربي قاطبة ومن زاوية أرجوها جديدة تهتم بالحجر الماثل والتاريخ من خلفه وكانت البداية في تدوينة ( شارع محمد علي)ه
وإنتشيت بروح الربيع والوقت الذي أقضيه أحلم باللحظة التي تستنيم عيناي في أحضان اللون الأخضر ووصفت المحاولات المضنية التي أبذلها لكي لا يفيقني الواقع من أحلامي وذلك كان في تدوينة ( عن الربيع والطريق والعجل الخ الخ !!)ه
ومقتنعاً بأن التجربة تنال من مجد وشرف بقدر ما تنال من مراجعة مستمرة وموضوعية فقد رصدنا حالة جريدة ( الدستور ) كنموذج مثالي للإدارة التي تعتمد علي الفرد- النجم- وهي في نفس الوقت أخذت علي عاتقها محاربة أصول مثل تلك النظم بما يجعل المفارقة مضحكة ومبكية في أن واحد ، وكان هذا في تدوينة (عرض النجم الأوحد )ه
وندبت الحظ العاثر الذي حملني علي الإنشغال بما حولي ومحاولة بحث تفاصيله بما أفقدني راحتي وتكرر معي السؤال الأبدي عن الرغبة في العودة لتغيير المصير وكل ذلك كان في تدوينة ( اللعنة)ه
ووجدت الوقت قد صار مناسباً لتعريف الزائر الكريم ب( الحب والأمل والهوي)!!!ه
ورأيت أن أعرض فيلم ( دكان شحاتة) بأغلب عناصره لكي نحاول ان نضع تعريفا وحدوداً بين الفن السينمائي الروائي والأخر التسجيلي والفارق بين السيناريو والمنشور السياسي وذلك كان في تدوينة ( دكّان شحاتة...ماذا أقول)ه
وسردت بعض الإنطباعات عن أسلوب معالجة مجتمعاتنا لحدث في حجم هزيمة يونيو ولفت النظر الي بعض العناصر التي تخص الإستفادة من درس الهزيمة بدلاً من النواح عليها وذلك في تدوينتين بعنوان ( خواطر يونيو)ه
وكانت طاقتي علي عدم البوح قد انهارت فاذا بي أوصف روعة الرحيق الأنثوي الذي لا يلتفت اليه الكثيرون وذلك في تدوينة ( فوح الأنوثة )ه
وحاولت أن أبين ان التغيير الذي نرجوه ينبغي أن ينبع منا أولا علي كافة الأصعدة ودون إستثناء فكان المثل هو مؤسسة بحّ صوتها للمطالبة بالتغيير وإن غاب عنها أنها قد تكلست وجمدت بالفعل وذلك في تدوينة ( في شارع مصدق)ه
ولم أستطع أن أجعل العام يمر دون أن أتحدث عن عمر خيرت كموسيقي رائع أفلح في أن يأسر قلوبنا بأعماله الراقية والرقيقة ونجح فيما لم ينجح فيه أي من الموسيقيين الغربيين والشرقيين من قبله فاستحق أن ينال اللقب الشهير ( حصان طروادة )ه
وأخيراً أود أن أوجه كل أيات العرفان والتقدير لكل من يقتطع من وقته لقراءة كلمات أكتبها وعزائي أني أحاول دوماً إختيار أفكاري وكلماتي بما تستوجبه الأمانة من حرص وعناية وأستأذن في إجازة الي ما بعد عيد الفطر المبارك تستريحون فيها مني!!ه
كل عام وأنتم بألف خير